أهم نقاط الخلاف بين تركيا إردوغان وأمريكا ترامب من دعم مسلحين أكراد بسوريا إلى اعتقال قس أمريكي

خلاف بين صاحِبَي أول وثاني أكبر جيشين في حلف الناتو. أهم نقاط الخلاف بين تركيا إردوغان وأمريكا ترامب: من دعمٍ أمريكيّ لمقاتلين يساريين أكراد في سوريا تتهمهم أنقرة بالإرهاب إلى اعتقال تركيا لقسّ أمريكي تتهمه أنقرة بدعم مدبِّري الانقلاب الفاشل.  إضافة إلى استمرار تركيا في التجارة مع إيران واستيراد النفط من طهران دون أي اعتبار للعقوبات الأمريكية على إيران. وكذلك خطط تركيا لشراء نظام دفاع صاروخي من روسيا تقول واشنطن إن تركيا بذلك ستضر أمن حلف شمال الأطلسي وتجازف بخطط تركية لشراء مقاتلات أمريكية من طراز إف-35. ........ تحليل - الغضب وسوء التفاهم يغذيان أزمة تركيا وأمريكا. خلافات متزايدة تضر العلاقات التركية الأمريكية. وخلاف بشأن قس أمريكي محتجز هو الأحدث. ترامب حذر تركيا مباشرة بفرض عقوبات. وهذه الخطوة تبدد الآمال في حل على مستوى القيادة. أي آمال تركية في أن تخف حدة الأزمة مع الولايات المتحدة بفعل العلاقة الشخصية بين زعيمي البلدين تبددت في الأسبوع الماضي (يوليو / تموز 2018) عندما حذر الرئيس ‭ ‬الأمريكي دونالد ترامب تركيا مباشرة بفرض عقوبات بسبب احتجازها لقس أمريكي. ومع تزايد العداء لأنقرة في الكونغرس بسبب خلافات تشمل مصير القس المسيحي أندرو برانسون وعقوبات إيران وخطط تركيا لشراء نظام دفاع صاروخي روسي، كان ينظر المسؤولون الأتراك لترامب على أنه يمثل حماية محتملة في مواجهة أسوأ تداعيات لانهيار العلاقات. لكن في علاقة تعاني من تبادل الاتهامات وسوء التفاهم المتبادل وسياسات الشرق الأوسط التي لا يمكن التوفيق بينها فيما يبدو، قد يتبين أن تعليق الآمال على ترامب قد يكون خطأ في التقدير. حينما علق الأتراك الآمال في أن يقود ترامب العلاقة إلى أجواء هادئة، وجه الرئيس نفسه ونائبه مايك بنس تحذيرا مباشرا للرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الخميس 26 / 07 / 2018 بعقوبات تلوح في الأفق. وقال سنان أولجن الدبلوماسي التركي السابق والمحلل في مركز كارنيجي أوروبا "تغريدة ترامب عن برونسون تظهر أن ثمة نقاط ضعف في هذه الاستراتيجية". ولم يكشف ترامب عن الشكل الذي يمكن أن تتخذه العقوبات، لكن مشروع قانون في مجلس الشيوخ الأمريكي لتقييد القروض إلى تركيا من المؤسسات المالية الدولية وافقت عليه لجنة يوم الخميس، وهي خطوة مبكرة مهمة لإقرار التشريع. وفي الآونة الأخيرة، بات القس برانسون محور التركيز المعلن للغضب الأمريكي من تركيا، التي كانت ذات يوم واحدة من أقرب حلفاءالولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لكن الثقة بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي ظلت تتآكل منذ سنوات. كانت اللحظة الأسوأ لتركيا عندما قررت واشنطن في عام 2017 تسليح وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية، لقيادة الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا. أمن حلف الأطلسي ثم قالت تركيا إنها بصدد إبرام اتفاق لشراء نظام دفاع جوي روسي في خطوة قالت واشنطن إنها ستضر أمن حلف شمال الأطلسي وتجازف بخطط تركية لشراء مقاتلات أمريكية من طراز إف-35. تفاقمت الأزمة عندما احتجزت السلطات التركية موظفين بالقنصلية الأمريكية بزعم صلاتهم بمحاولة انقلاب في يوليو / تموز عام 2016. وقالت تركيا إن العقل المدبر لمحاولة الانقلاب رجل دين إسلامي يقيم في ولاية بنسلفانيا منذ نحو 20 عاما. وخلال الأزمات المتتالية، وصف كل طرف نفسه بأنه الطرف المظلوم الذي تعرض للخيانة من قبل شريك طويل الأمد يتجاهل وجهة نظره عن عمد. وقال هوارد ايسنستات الأستاذ في تاريخ الشرق الأوسط بجامعة سان لورانس "كانت هذه سلسلة من حالات سوء التفاهم أضرت بالثقة حتى نقطة الانهيار". وأضاف "هذا يشبه الطلاق البغيض حقا حيث فقد الجانبان الثقة ببساطة بعضهما في بعض. إنهما يشعران بالإساءة، ولأنهما يشعران بالإساءة يشعران بالحق في التجني على حقوق الآخرين". وتصر تركيا على أن محاكمة برانسون في تهم تتعلق بالإرهاب مسألة تقررها المحاكم وينفي القس الاتهامات. وقد وصفته واشنطن بأنه رهينة وطالبت بالإفراج الفوري عنه وعن اثنين من موظفي القنصلية الأمريكية المحتجزين بالإضافة إلى موظف قنصلي ثالث رهن الإقامة الجبرية. كان احتجاز برانسون أحد الأسباب التي دفعت مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع قبل الماضي (يوليو / تموز 2018) للمطالبة بفرض حظر على مبيعات مقاتلات من طراز إف-35 إلى تركيا ما لم يثبت ترامب أن تركيا لا تهدد حلف شمال الأطلسي أو تشتري معدات دفاعية من روسيا أو تحتجز مواطنين أمريكيين. من التصافح إلى الخلاف هونت تركيا من شأن أي تهديد من الكونغرس، قائلة إن ترامب سيقرر في نهاية المطاف الأمور. وقال إردوغان للبرلمان التركي في الأسبوع الماضي (يوليو / تموز 2018): "هذا شيء يعود تماما إلى تقدير الرئيس الأمريكي"، مشيرا إلى مبيعات مقاتلات إف-35. وقال إردوغان "ليس لدينا أدنى قلق في هذه النقطة". وتحدث مسؤول تركي عن تفاهم أفضل آخذ في الحدوث. وربط التحسن الملحوظ بما قال إنها سيطرة ترامب المتزايدة على السياسة الأمريكية على النقيض من "عقلية بعض أعضاء الكونغرس". لكن مسؤولين أمريكيين ومحللين يقولون إن التركيز على ترامب، الذي تصافح مع بوتين بقبضة اليد في قمة حلف شمال الأطلسي في أوائل يوليو / تموز 2018، كان سوء تقدير كبيرا من تركيا. وقال آرون ستاين الزميل المقيم في المجلس الأطلسي بواشنطن "المشكلة في تفكير الحكومة التركية هي أنهم ما زالوا يعتقدون أن هذا الأمر يعود إلى السلطة التنفيذية. الكونغرس هو الذي يحدد الأجندة الآن... يجب أن يمثل ذلك تحذيرا". خلافات جديدة تملك تركيا نفوذا في الشرق الأوسط وما وراءه، وذلك بثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي وقواتها في سوريا والعراق وقاعدة جوية لحلف شمال الأطلسي في جنوب البلاد. وكان ينظر إلى تركيا لسنوات على أنها نموذج يمزج بين الإسلام والديمقراطية لا سيما في السنوات الأولى لحكم إردوغان المستمر منذ 15 عاما. لكن واشنطن انتقدت حملة القمع التي أعقبت المحاولة الفاشلة لبعض ضباط في الجيش للإطاحة بإردوغان ويقول منتقدون غربيون إنه يدفع تركيا نحو حكم الفرد...وإردوغان الذي أعيد انتخابه الشهر الماضي يونيو / حزيران 2018 بسلطات جديدة يرفض الانتقادات ويقول إن تركيا يجب أن تكون قوية للتعامل مع تهديدات الصراع الإقليمي وأنصار رجل الدين فتح الله غولِن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب. وينفي غولن ذلك. وقدمت تركيا طلبات متكررة دون جدوى من أجل تسليم كولن. وتقول واشنطن إن المحاكم تطلب أدلة كافية قبل أن تتمكن من تسليم رجل الدين. وفي تركيا، يتزايد العداء للولايات المتحدة وفي حين تتباعد المشاعر الشعبية، تتباعد كذلك السياسات التي تتبعها أنقرة وواشنطن في المنطقة لا سيما بشأن سوريا وإيران. ومع تمركز القوات الأمريكية إلى جانب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، حذر إردوغان في وقت سابق من هذا العام 2018 من أن الجنود الأمريكيين قد يقعوا في مرمى نيران أي عمل عسكري تركي ضد المقاتلين الأكراد قرب مدينة منبج. وتلوح في الأفق خلافات جديدة بشأن إيران. وأعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران ودعا إلى فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية. وتقول تركيا، التي تشتري قدرا كبيرا من نفطها من إيران المجاورة، إن واشنطن لا تستطيع أن تملي شروطها فيما يتعلق بالتجارة مع الدول الأخرى. وقال المسؤول التركي: "ثمة شيء واحد كان دائما نقطة الخلاف في هذه العلاقة... عندما يتخذ الأمريكيون قرارا بشأن شيء، يريدون من الجميع الانصياع لهم. يعتقدون أن قرارهم ملزم دوليا وهو ليس كذلك".  مغادرة القس الأمريكي من سجن تركي إلى الإقامة الجبرية وأظهرت لقطات تلفزيونية خروج القس آندرو برانسون من السجن في مدينة أزمير الساحلية في موكب من السيارات بعد ساعات من قرار محكمة تركية يوم الأربعاء (25 يوليو / تموز 2018) بنقله من السجن ووضعه قيد الإقامة الجبرية في منزله. والقس أمريكي تحتجزه تركيا منذ قرابة عامين بسبب اتهامات بالإرهاب في قضية أضرت بالعلاقات مع الولايات المتحدة. وينحدر برانسون من ولاية نورث كارولاينا ويعمل في تركيا منذ 20 عاما. وكانت السلطات اعتقلته في أكتوبر تشرين الأول 2016 ووجهت إليه اتهامات بمساعدة الجماعة التي تحملها أنقرة المسؤولية عن محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب إردوغان في وقت سابق من العام نفسه 2016. وكانت المحكمة ذاتها رفضت (يوليو / تموز 2018) طلب الدفاع إطلاق سراحه. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أن المحكمة قررت بعد إعادة تقييم القضية أن بإمكانه مغادرة السجن لأسباب صحية ولأنه سيكون فعليا تحت رقابة القضاء. وينفي برانسون الاتهامات ويواجه في حالة إدانته حكما بالسجن لمدة تصل إلى 35 عاما. رويترز