جدل الدين والدولة: جولة في العقل المسلم

إحدى أبرز معضلات العرب و المسلمين، إن لم تكن أبرزَها على الإطلاق: جدلِ الحداثة وعلاقةِ الإسلام بالدولة و بالإبداع. أين تكمن المشكلة حقًّا؟ هل ضاعت سُدًى جهود من حاولوا إنارة الطريق فاتُّهموا بالكفر و الزندقة؟ وهل ثمة من جديد على ضوء هِزةِ ما يوصف بالربيع العربي؟

الفيلسوف الإيراني عبد الكريم شوروس يصف تغير المعرفة الدينية بقوله:

 

"إني أقارن ذلك بنهر. والنبي هو منبع هذا النهر. وكل التقاليد الإسلامية هي بمثابة نهر يجري باتجاه الخلود. وما نحن سوى قطعة من النهر، والجيل القادم سيمثل قطعة أخرى منه. لا يتوجب علينا البتة أن نفهم الدين، كحوض ماء راكد، فالدين نهر متحرك".

 

 

تعدد القراءات طريق الإصلاح

 

إن أسطورة إسلام "خالص وكامل" تناقض واقع التاريخ الإسلامي، وحتى دراسات الشريعة الإسلامية وعلى اختلاف اتجاهاتها، تظل وسيلة توظف لخدمة أهداف سياسية، كما تشكل انعكاساً لصراع القوى الدنيوية.

 

وللسبب ذاته، ما برح المفكر الإصلاحي محمد شحرور على سبيل المثال منذ بداية عمله الفكري قبل ثلاثين عاما يدعو المسلمين إلى تجاوز وصاية رجال الدين، والاحتكام إلى النص القرآني واعتباره معيار الحقيقة الإلهية.

"القرآن يتضمن الحقيقة الإلهية المطلقة. لكنها حقيقة لا يمكن للبشر فهمها إلا بشكل نسبي". تلك هي الفكرة الأساسية التي تتمحور حولها أفكار شحرور التجديدية. ويتوجب على كل تصورات الإصلاح الانطلاق منها. إنها تمثل حجر الأساس لكل المحاولات الإصلاحية، التي تتطلب أخذها مأخذ الجد.

المزيد في مقال: الإسلام لا يحتاج مصلحاً دينياً مثل مارتن لوثر!

 

اقرأ أيضا:

هل كان المفكر نصر حامد أبو زيد مصلحاً لوثراً إسلامياً؟