الرئيسان الإيراني روحاني والتركي أردوغان يتعهدان مواجهة "تفكك" العراق وسورية ومحاصرة "زلزال" كردستان

قال الرئيسان الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان اليوم (الأربعاء) بعد اجتماعهما في طهران، إن البلدين سيعملان لمواجهة تفكك العراق وسورية لتهدئة التوتر في المنطقة.

وقال روحاني في مؤتمر صحافي مع أردوغان «نريد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط... استفتاء استقلال كردستان العراق مؤامرة انفصالية تقف وراءها دول أجنبية وتعارضها أنقرة وطهران».

بدوره قال أردوغان، إن تركيا ستتخذ خطوات أقوى رداً على استفتاء أكراد العراق الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن اتخذت بالفعل بعض الإجراءات بالتنسيق مع الحكومة العراقية المركزية وإيران. وأضاف أن الاستفتاء يفتقر إلى الشرعية ولم تعترف به سوى إسرائيل.

وأشار الرئيس التركي إلى أن زيادة حجم التجارة بين تركيا وإيران من 10 إلى 30 بليون دولار لا تزال على جدول الأعمال، وأن التجارة بين البلدين ستكون بالعملتين التركية والإيرانية للحد من ضغوط العملات الأجنبية.

وكان أردوغان وصل اليوم إلى طهران برفقة وفد كبير في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، فيما تشهد العلاقات بين البلدين تقارباً عقب تطابق وجهات النظر في ملفات إقليمية حساسة عدة مثل سورية أو كردستان العراق.

ومن المقرر عقد اجتماعات تخصص للتعاون الاقتصادي والتجاري والإستراتيجي بين إيران وتركيا، خصوصاً لبلوغ الهدف المشترك وهو مضاعفة التبادل التجاري ثلاث مرات ليصل إلى 30 بليون دولار في 2018.

وكان رئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي آكار، وصل إلى طهران منذ الأحد. واقتنصت طهران هذه المناسبة للتذكير بمعارضة تركيا وإيران المشتركة للاستفتاء حول تقرير المصير، الذي جرى في 25 أيلول (سبتمبر) في كردستان العراق، والذي أدى إلى فوز ساحق لمؤيدي الاستقلال عن السلطة المركزية في بغداد.

وقال وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتمي عند استقباله الجنرال آكار مساء أمس، إن «التعاون بين إيران وتركيا والعراق، يمكن أن يخلق الاستقرار والأمن في المنطقة، وأن يقف في وجه التحركات الانفصالية».

وفي سورية، تدعم تركيا مجموعات معارضة للرئيس السوري بشار الأسد المدعوم عسكرياً من طهران. لكن تركيا وإيران وروسيا، الداعم الآخر لنظام الأسد، تتولى رعاية مفاوضات تهدف إلى إحلال السلام واتفقت في منتصف أيلول (سبتمبر)، على نشر قوات مراقبة في مناطق خفض التوتر التي أعلنت في سورية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي لـ «وكالة الأنباء الإيرانية» (ايلنا)، «نشهد اتجاهاً تصاعدياً وإيجابياً في العلاقات الثنائية، والتعاون الإقليمي بين إيران وتركيا» أملته «الوقائع» على الأرض.

والعلاقات بين تركيا وإيران كانت متقلبة على الدوام. وبعد فترة من التحسن الكبير في النصف الثاني من عقد الألفين، تدهورت العلاقات إلى حد كبير منذ 2010 مع اندلاع «الربيع العربي» في دول عدة والتفويض الذي منحته أنقرة العضو في «حلف شمال الأطلسي»، لنشر الدرع المضادة للصواريخ التابعة للحلف على أراضيها، وهو اعتبرته طهران تهديداً وجودياً.

وكتبت صحيفة «الشرق» الإصلاحية الإيرانية، أن زيارة أردوغان «تشكل فرصة لإرساء أسس نظام إقليمي جديد وتحالفات جديدة». بالإضافة إلى أن إيران وتركيا تتخذان موقفاً متطابقاً من ملف ساخن آخر حالياً، عبر دعم قطر في أزمتها الديبلوماسية التي بدأت منذ حزيران (يونيو) مع أربع دول عربية. أ.ف.ب