الهند: صدمة وانتقاد لِـ "تحيز" الحزب الحاكم في قضية اغتصاب وقتل طفلة مسلمة على يد متهمين هندوس

وأثارت عملية الاغتصاب ردود فعل في الأوساط السياسية والمجتمع المدني لكن رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومي الهندوسي لزم الصمت حول هذه القضية. وواجه حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند موجة انتقادات بشأن قضايا اغتصاب، بعدما احتجت جماعات هندوسية متطرفة على اعتقال المتهمين، وحاول محامون وقادة محليون في الحزب الحاكم عرقلة التحقيقات. وذكرت الشرطة أن الطفلة التي تنتمي إلى جماعة مسلمة من الرعاة الرحل، كانت قد اختُطفت من قريتها، وتم اغتصابها من جانب ستة رجال على مدار أسبوع قبل أن يقتلوها. وقالت منظمة العفو الدولية إن محاولات عرقلة التحقيقات "مخزية" وتظهر "مدى التعصب العميق الذي يحيط بهذه القضية". وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان: "يبدو أن الكثير من أنصار [الحزب الحاكم في الهند] بهاراتيا جاناتا يرغبون في التخلي عن موقفهم الصارم بشأن العنف الجنسي على أساس التحيز الديني". وقد تم تسليط الأضواء على الهند خلال السنوات الأخيرة، بسبب انتشار حوادث العنف الجنسي ضد النساء. ويحاول حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند (السبت 14 / 04 / 2018) الحد من الضرر ، فيما انهال عليه النقد بشأن تعامله مع قضيتي اغتصاب، إحداهما في ولاية جامو وكشمير والأخرى في أوتار براديش. ويجري قادة الحزب الحاكم اجتماعات مع الشريك في الائتلاف الحاكم للحزب في سريناجار عاصمة جامو وكشمير وسط نقد واسع النطاق، بما في لذلك من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بشأن قضية اغتصاب وقتل طفلة تبلغ ثمانية أعوام في كانون الثاني/يناير 2018. وذكرت الشرطة أن الطفلة التي تنتمي إلى جماعة مسلمة من الرعاة الرحل، كانت قد اختُطفت من قريتها بمنطقة كاثوا، وتم اغتصابها من جانب ستة رجال على مدار أسبوع قبل أن يقتلوها. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحفيين في إيجاز صحفي يومي في نيويورك الجمعة: "أعتقد أننا رأينا تقارير وسائل الإعلان عن هذه القضية المروعة لاغتصاب وقتل طفلة صغيرة...". وقال دوجاريك ردا على سؤال بشأن موقف الأمين العام تجاه اغتصاب الفتاة وقتلها: "نأمل كثيرا أن تقدم السلطات المجرمين للعدالة لمحاسبتهم عن قتل هذه الفتاة الصغيرة". واعتقل فريق خاص من شرطة جامو وكشمير ثمانية أشخاص، بينهم اثنان من عناصر الشرطة كانا قد اتهما بتدمير الأدلة. تصدر الحادث عناوين الأخبار، بعدما احتجت الجماعات الهندوسية المتطرفة في منطقة جامو على اعتقال المتهمين، وهم هندوس، وحاول المحامون المحليون وقف الشرطة من توجيه اتهامات. وشارك في الاحتجاجات، العديد من القادة المحليين لحزب بهاراتيا جاناتا، ووزيران على الأقل في الحكومة الائتلافية لجامو وكشمير مع الحزب الديمقراطي الشعبي. واستقال وزير الغابات لال سينج ووزير الصناعات شاندار براكاش جانجا من منصبيهما بالحكومة، حسبما قال المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا، رام مادهاف. وشارك الرجلان في احتجاجات جامو. وقالت منظمة العفو الدولية إن محاولات عرقلة التحقيقات "مخزية" وتظهر "مدى التعصب العميق الذي يحيط بهذه القضية". وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان: "يبدو أن الكثير من أنصار بهاراتيا جاناتا يرغبون في التخلي عن موقفهم الصارم بشأن العنف الجنسي على أساس التحيز الديني". ومن ناحية أخرى يواجه حزب بهاراتيا جاناتا حادثا آخر في ولاية أوتار براديش حيث اتهم الحزب بالفشل في اتخاذ موقف ضد مشرع اتهم بخط واغتصاب فتاة 16/ عاما/ في حزيران/يونيو2017. واعتقل كولديب سينج سنجار 50/ عاما/، النائب بالحزب الحاكم في برلمان ولاية أوتار براديش، الجمعة، حسبما قال رئيس شرطة أوتار براديش، أو بي سينج. وقد تصدرت القضية عناوين الصحف في البلاد، بعد أن حاولت الضحية قتل نفسها أمام منزل رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، يوجي أديتياناث، في الثامن من نيسان/أبريل 2018، حيث قالت إن الشرطة رفضت تسجيل قضيتها. وفي اليوم التالي، توفي والدها أثناء احتجازه لدى الشرطة، بعد أن تعرض للضرب على أيدي شقيق سنجار، الذي تم اعتقاله منذ ذلك الحين. وفي النهاية سجلت الشرطة قضية ضد السياسي يوم الخميس، بعد عشرة أشهر من الحادث، قائلة إن سبب عدم رفع دعوى بشأن قضية الاغتصاب، هو وجود تناقض في أقوال الفتاة. وقد تم تسليط الأضواء على الهند خلال السنوات الأخيرة، بسبب انتشار حوادث العنف الجنسي ضد النساء.  صدمة في الهند بعد اغتصاب طفلة مسلمة وقتلها  ولا تزال الهند تحت وقع الصدمة بعد تعرض الفتاة المسلمة في الثامنة من العمر لاغتصاب جماعي ثم القتل، في حادثة تعيد التوترات بين الهندوس والمسلمين الى الواجهة بحسب تحقيق الشرطة. وقد عثر على جثة الطفلة التي تنتمي الى قبيلة فقيرة من الرحل في كانون الثاني/يناير 2018 في كاتوا جنوب ولاية جامو وكشمير الهندية حيث الغالبية الهندوسية. واختفت الطفلة عندما ذهبت إلى الغابة بحثا عن مهر ضال. بحسب القرار الاتهامي للشرطة الذي نشر هذا الأسبوع خطفت الطفلة بأيدي سكان محليين عمدوا الى تخديرها قبل احتجازها لخمسة ايام في كوخ ثم في معهد هندوسي. وخلال احتجازها عمد عدة رجال بينهم شرطي إلى اغتصابها الواحد تلو الآخر. ثم تم خنقها وسحق جمجمتها بحجر. وتم توقيف ثمانية رجال في هذه الجريمة. وبحسب المحققين نفذوا عمليتهم بفضل تواطؤ قروي محلي لاشاعة الذعر بين الرعاة المسلمين الذين تنتمي اليهم الطفلة وثنيهم عن القدوم إلى منطقتهم. وحاول أعضاء في نقابة المحامين المحلية قطع طريق الشرطة هذا الأسبوع أثناء توجههم إلى المحكمة لرفع القرار الاتهامي ضد المتهمين وجميعهم من الهندوس. وفي مقال نشر الجمعة في صحيفة "إنديان إكسبرس" قال المثقف براتاب بهانو ميهتا "سلوكنا كمجتمع في قضية اغتصاب وقتل طفلة في الثامنة من العمر في كاتوا كان حقيرا لدرجة انه يمكننا القول بدون مبالغة إن المعايير الأخلاقية في الهند نسيت أو ألغيت تماما من قبل حراس القانون والاخلاق والفضيلة".  وهذه الحادثة مشابهة لأخرى مدوية وقعت في أوتار براديش (شمال) تورطت فيها شخصية سياسية نافذة من حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي وتسلط الضوء على ثقافة الإفلات من العقاب للنخب في دول جنوب آسيا. وشارك زعيم المعارضة راهول غاندي مساء الخميس في أمسية خصصت لذكرى ضحية كاتوا في نصب إنديا غايت الرمزي في نيودلهي. وكان إحدى نقاط التجمعات الشعبية التي أعقبت الاغتصاب الجماعي لطالبة في العاصمة الهندية عام 2012. وأثارت عملية الاغتصاب في كاتوا ردود فعل في الأوساط السياسية والمجتمع المدني لكن رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومي الهندوسي لزم الصمت حول هذه القضية كما قضية أوتار براديش. وكتبت نجمة بوليوود أنوشكا شارما وهي أيضا زوجة كابتن فريق الكريكت الهندي فيرات كوهلي، على تويتر "ماذا يحدث للعالم الذي نعيش فيه؟ على هؤلاء الأشخاص أن ينالوا أشد عقاب ممكن! إلى أين تتجه البشرية؟ إنني في حالة صدمة قصوى". وتُسجل حوالى 40 ألف حالة اغتصاب سنويا في الهند وفقا لأرقام رسمية. ويرى المراقبون ان هذه الأرقام ليست سوى قسم بسيط من الأرقام الفعلية بسبب الصمت الذي يحيط بهذا الموضوع في المجتمع الهندي. (د ب أ ، أ ف ب)