اليمن: احتجاجات في عدن على تدهور الريال واتهام لفصيل مدعوم إماراتياً بمحاولة "إسقاط حكومة هادي"

قطع عشرات المتظاهرين المحتجين على تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن وضعف العملة طرقا رئيسية وأضرموا النار في إطارات السيارات في مدينة عدن بجنوب البلاد يوم الأحد (2 سبتمبر / أيلول 2018) في حين أُغلقت المتاجر والمكاتب الحكومية.

وفقد الريال اليمني أكثر من نصف قيمته مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب في 2015 بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية في جنوب البلاد، وجماعة الحوثي التي تدعمها إيران وتسيطر على الشمال بما في ذلك العاصمة صنعاء.

وجعلت قفزة الأسعار بعض السلع الأساسية في غير متناول كثير من اليمنيين، ويكافح البنك المركزي لدفع رواتب العاملين في الحكومة التي يعتمد عليها الكثيرون، في ظل تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي.

وخلت يوم الأحد أسواق عدن المزدحمة عادة بعد أن دعت منسقية الاتحادات والنقابات العامة في المحافظات الجنوبية إلى العصيان المدني. وانتشرت أعمدة الدخان المتصاعد من الإطارات المحترقة بما في ذلك في الميدان الرئيسي الذي يقع به مبنى البنك الأهلي اليمني.

أنيس منصور - صحفي يمني

ووردت تقارير عن احتجاجات أصغر في أماكن قريبة. وقالت موظفة حكومية في عدن تدعى أم محمد "إحنا اليوم قطعنا الطرقات بسبب المواد الغذائية مرتفعة جدا بسبب الدولار ارتفع علينا ونحنا (نحن) لا نستطيع (نتحمّل) على ارتفاع المواد الغذائية، ولا عندنا رواتب كافية للمواد الغذائية وعندنا أطفال لا يمكن إننا نستطيع على كفايتهم والوضع غالي جدا للأسوء علينا".

وسعت السلطات لتعزيز السيولة من خلال طباعة النقود، لكن الريال تراجع من 250 ريالا للدولار إلى 350 ريالا بعد طرح الدفعة الأولى من أوراق النقد الجديدة العام الماضي 2017. وجرى تداول العملة عند 440 ريالا مقابل الدولار بنهاية العام الماضي 2017، ثم انهارت إلى نحو 500 ريال مقابل العملة الأمريكية في يناير / كانون الثاني 2018.

وقامت السعودية، التي تقود تحالفا عسكريا ضد الحوثيين، حينئذ بإيداع ملياري دولار في البنك المركزي اليمني لدعم الريال، لكن العملة شهدت منذ ذلك الحين مزيدا من الضعف إلى نحو 550 ريالا للدولار.

ودعا عبد الملك المخلافي مستشار رئيس الجمهورية يوم الأحد إلى إجراء "إصلاحات عميقة في مختلف المجالات" لإيقاف التدهور. وقال المخلافي على تويتر "ضمان الانتصار على الانقلابيين وتحرير البلاد والحفاظ على الشرعية لاستعادة الدولة، لا يمكن أن يتم بدون إصلاح الشرعية ليكون أداؤها في مستوى متطلبات المرحلة".

وتسببت الحرب في أزمة إنسانية واقتصادية في البلد الفقير بالفعل، حيث تفشى مرض الكوليرا المميت العام الماضي 2017، وقالت الأمم المتحدة إن اليمن قد يواجه مجاعة من أسوأ المجاعات في العصر الحديث. رويترز

وتناقلت وسائل الإعلام اليمنية أن وزير النقل اليمني، صالح الجبواني، وجّه اتهامات لطرفين قال إنهما السبب في انهيار العملة المحلية. وقال الوزير إن "سلطات الأمر الواقع الانقلابية" والكيان الموازي للدولة الذي شكله طرف في التحالف بقوة السلاح ليحل محل الدولة يقفان وراء انهيار العملة الوطنية. وأضاف الجبواني، أن "من عجز عن إسقاط الحكومة بالسلاح يحاول إسقاطها بالدولار ليبدأ عصر المليشيات".