برلمان ألمانيا لا يعترف بزيارة "حزب البديل" الشعبوي إلى سوريا وشبه جزيرة القرم كزيارة رسمية

أخفق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في محاولته الحصول على اعتراف من البرلمان الألماني بأن الزيارات التي قام بها نواب الحزب إلى مناطق أزمات مثل سوريا وشبه جزيرة القرم تندرج تحت بند الرحلات الرسمية. وذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، استناداً إلى خطاب من أمانة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان للنائب البرلماني المنتمي إلى حزب البديل من أجل ألمانيا فالديمار هيرت، أن البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) لا يدعم رحلات إلى "مناطق لا تعترف بها جمهورية ألمانيا الاتحادية وفقاً للقانون الدولي" أو إلى دول أصدرت الخارجية الألمانية تحذيرات من السفر إليها. وجاء في الخطاب أن طلب الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي بإرسال وفد لسوريا وشبه جزيرة القرم لا يمكن الموافقة عليه من هذا المنطلق. وبحسب التقرير، فإن الحصول على اعتراف بأن هذه الجولات رسمية سيعني أنه لن يتحمل أفراد الحزب تكاليف هذه الجولات. وشارك في الزيارة المثيرة للجدل لسوريا مطلع آذار/مارس 2018 نواب لحزب البديل الألماني من برلمانات محلية وأربعة نواب للحزب من البرلمان الاتحادي (بوندستاغ). يشار إلى أن الخارجية الألمانية أصدرت عدة تحذيرات من السفر إلى سوريا. وكانت انتقادات من أطراف كثيرة في الطيف السياسي الألماني قد طالت زيارة أعضاء من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي لدمشق، وعلى رأسها الحكومة الألمانية. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة أنغيلا ميركل: "من يسايرون هذا النظام (السوري) يستبعد نفسه من أن يكون مؤهلاً" للعمل السياسي، وذلك في إشارة إلى أعضاء حزب "البديل". وأضاف زايبرت أن "النظام السوري يظهر كل يوم إلى أي مدى هو غير إنساني"، معتبراً أن الرئيس الأسد "يتحمل مسؤولية" العنف بحق المدنيين في إدلب وحلب والغوطة الشرقية أو "يرتضيه". وكانت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية قد أكدت أنه لم يتم إطلاع الوزارة بشكل مسبق على الزيارة. واعتبر حزب البديل لأجل ألمانيا "إيه إف دي" اليميني الشعبوي أن سوريا "أكثر أمنا من أفغانستان" بشكل عام، على الرغم من حالات القصف والتعذيب في السجون. 

المفتي الأعلى في دمشق أحمد حسون يصافح رئيس وفد نواب "البديل من أجل ألمانيا" كريستيان بليكس.
المفتي الأعلى في دمشق أحمد حسون يصافح رئيس وفد نواب "البديل من أجل ألمانيا" كريستيان بليكس.

 حزب البديل الألماني الشعبوي يعتبر سوريا أكثر أمنا من أفغانستان وقال برند باومان المدير التنفيذي لتكتل حزب البديل بالبرلمان الألماني "بوندستاغ" يوم الثلاثاء برلين 13 آذار/مارس 2018 بالعاصمة الألمانية برلين إنه بناء على هذا التصور يعد أمرا مخالف للمنطق أن ترحل ألمانيا أشخاصا إلى أفغانستان، ولكن لا ترحل أشخاصا إلى سوريا. وكانت مجموعة من نواب حزب البديل اليميني الشعبوي توجهت إلى دمشق في الأسبوع السابق لهذا التاريخ في زيارة أثارت جدلا داخل الأوساط السياسية بألمانيا من أجل تأكيد مطلب هذا الحزب بإعادة اللاجئين السوريين، الذين يعيشون في ألمانيا إلى موطنهم. والتقى نواب عن الحزب اليميني الشعبوي في البرلمان الألماني والبرلمان المحلي بولاية شمال الراين-ويستفاليا بوزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية في سوريا علي حيدر ومفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون الموالي لنظام بشار الأسد في دمشق. وردا على سؤال عما إذا كان مجديا الإعلاء من قيمة نظام الرئيس بشار الأسد من خلال هذه الزيارة، قال باومان إنها السياسة الواقعية، وقال: "إننا نتفاوض باستمرار مع المملكة العربية السعودية".  واستطاع حزب "البديل من أجل ألمانيا" دخول البرلمان الألماني بعد فوزه بحوالي 13 بالمائة من أصوات الناخبين في الانتخابات الألمانية 2017. واستغل الحزب أزمة اللاجئين لتحقيق هذا الفوز التاريخي لحزب يميني في ألمانيا. وتأسس حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في عام 2013 كحزب معارض للعملة الأوروبية المشتركة/ اليورو. غير أنه تحول إلى التركيز على معاداة سياسات الهجرة في ألمانيا بعد أزمة اللاجئين في عام 2015. وما يزال الحزب ينادي بتفكيك منطقة اليورو وعودة كل دولة من دولها إلى عملتها الوطنية. أما بخصوص الإيديولوجيا فيُنظر إليه كحزب محافظ يتبنى أفكارا يمينية وعنصرية. (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)