"محاولة انقلاب جديدة" في عدن على حكومة اليمن المؤقتة المعترف بها دولياً المنبثقة عن الربيع العربي؟

اشتباكات بين قوات حكومية وانفصاليين جنوبيين بعدن. أحد الطرفين متحالف مع الإمارات والآخر مع السعودية. قوات تابعة لحكومة الرئيس هادي تتوعد بسحق أي تمرد. الانفصاليون يريدون إقالة الحكومة. انحسار القتال بعد دعوة رئيس الوزراء للتهدئة.

قالت مصادر طبية لرويترز إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا كما أصيب 100 آخرون في اشتباكات اندلعت يوم الأحد 28 /  01 / 2018 في أنحاء مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن بين قوات موالية للحكومة اليمنية المتحالفة مع السعودية وانفصاليين جنوبيين متحالفين مع الإمارات. وهذه أسوأ اشتباكات بين الجانبين وتهدد بعرقلة جهودهما المشتركة لقتال جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في شمال اليمن.

وقال شهود إن القتال انحسر بحلول المساء بعد أن أمر رئيس الوزراء أحمد بن دغر بوقف إطلاق النار وعودة القوات التابعة للحكومة إلى ثكناتها. وفتحت بعض المتاجر أبوابها بحلول المساء ولكن الشوارع كانت خالية في معظمها.

لكن صراعا مستمرا منذ ثلاثة أعوام يمزق اليمن ومن شأن الاقتتال في الجنوب تعقيد المأساة. وتجيء اشتباكات عدن يوم الأحد بعد انقضاء مهلة حددها انفصاليون من المجلس الانتقالي الجنوبي لاستقالة حكومة رئيس الوزراء أحمد بن دغر.

وقال شهود من رويترز إن مسلحين انتشروا في معظم أحياء عدن اليوم وهناك إطلاق نار كثيف وانفجارات في المدينة الساحلية. وقالت صحيفة عدن الغد المحلية على موقعها الإلكتروني إن انفصاليين مسلحين انتزعوا السيطرة على قاعدة عسكرية مهمة وعدد من المباني الحكومية من جنود موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي. وتحدث سكان عن تجمع مئات المتظاهرين الموالين للجنوب في ميدان رئيسي. وذكرت عدة مستشفيات أن ما لا يقل عن عشرة مقاتلين لقوا حتفهم في القتال كما أصيب 30 آخرون.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الموالية للحكومة أن بن دغر أصدر توجيهات بوقف إطلاق النار وعودة القوات الموالية لحكومته إلى ثكناتها. وأضاف بن دغر يوم الأحد: "عليكم توجيه جميع الوحدات العسكرية بوقف إطلاق النار فورا وأن تعود جميع القوات إلى ثكناتها وإخلاء المواقع التي تم السيطرة عليها صباح اليوم من جميع الأطراف دون قيد أو شرط".

كان بن دغر وصف في وقت سابق تحركات الانفصاليين الجنوبيين بأنها انقلاب وقال إن الأزمة في عدن "تنحو شيئا فشيئا نحو المواجهة العسكرية الشاملة... هذه خدمة مباشرة للحوثيين وإيران".

وأضاف عبر صفحته الرسمية على فيسبوك "هذا أمر خطير وعلى التحالف والعرب جميعا أن يتحركوا لإنقاذ الموقف فالأمر بيدهم دون غيرهم والأمل كما نراه نحن في الحكومة معقود على الإمارات العربية المتحدة صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن".

"عودة اليمن الجنوبي"

ولا يزال هادي في السعودية لكن إدارته تسيطر على نحو أربعة أخماس أراضي اليمن. ويريد زعماء سياسيون وقادة عسكريون في عدن الآن إحياء دولة اليمن الجنوبي التي كانت مستقلة. وطالب الانفصاليون الجنوبيون الأسبوع الماضي حكومة هادي بالاستقالة. 

وقال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة إن "موقف الإمارات في أحداث جنوب اليمن واضح ومبدئي في دعمه للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، ولا عزاء لمن يسعى للفتنة".

وقال محمد علي المقدشي، وهو مستشار عسكري كبير لهادي، إن أي تحرك باتجاه التمرد سيجعل من الجنوبيين عدوا. وأضاف المقدشي من قاعدة عسكرية نائية قرب مدينة مأرب بوسط اليمن في ساعة متأخرة الليلة الماضية أنه لا فرق بين الحوثيين وأي شخص آخر يتمرد على الحكومة الشرعية سواء كان من اليمين أو اليسار أو الجنوب أو الشرق.

وأصدر التحالف بقيادة السعودية بيانا في ساعة متأخرة الليلة الماضية قبل اندلاع الاشتباكات وحث فيه كل الأطراف على "التهدئة وضبط النفس والتمسك بلغة الحوار الهادئ" (رويترز)
 

[embed:render:embedded:node:19289]