هجمات باريس شجعت "المتطرفين والعنصريين" على استهداف المسلمين في فرنسا...أمثلة على تصاعُد حالات الكراهية والاعتداءات على المسلمين الفرنسيين

رجل يلكم شابة محجبة في مرسيليا ويقطع ملابسها بآلة حادة ويصفها بالإرهابية وآخر يصدم محجبة أخرى بعربة تسوُّق ويركلها داخل متجر في ضواحي ليون في اليوم نفسه. ومحتجون يخرجون في مسيرة مناهضة للمهاجرين في بريتاني شمال غرب فرنسا بعد يوم من هجمات باريس ويهاجمون شابة تنحدر من شمال إفريقيا أثناء مرورها في الشارع. ورصاص يصيب تركياً بجروح غير بالغة في ظهره أُطلِقَ من سيارة كانت ترفع علم فرنسا بينما كان الضحية يقف بجوار مطعم كباب في كامبراي بشمال فرنسا. ورسوم غرافيتي مناهضة للمسلمين في أنحاء كثيرة، ففي بلدة ايفرو بشمال فرنسا كُتبت على مبنى البلدية ومبان أخرى عبارات مثل: "الموت للمسلمين" و"حقيبة سفر أو كفن" في تهديد يشير إلى أن المحتجين يرغبون في أن يترك المسلمون البلدة. ومسجد في ضاحية اوبرفييه بباريس يُهاجم وتتشكل ثقوب في سقفه وتُحطَّم فيه نوافذ وأبواب وتُلقَى المصاحف على الأرض. والشرطة تداهم منازل بعنف لتفتيشها وتضع أشخاصا تحت الإقامة الجبرية وتصيب طفلة كانت نائمة في شقة داهمتها في مدينة نيس الفرنسية قرب الحدود الإيطالية. المصدر: رويترز

 

قالت جماعتا رصد بفرنسا إن الحوادث المناهضة للمسلمين ومن بينها الهجوم على مسلمات ورسوم الجرافيتي التي تنضح بالكراهية زادت في فرنسا كرد فعل على الهجمات التي شنها إسلاميون متشددون وخلفت مئات القتلى والجرحى.

ذكر المرصد الوطني لمناهضة الخوف من الإسلام وهو مؤسسة تربطها صلات بالمجلس الإسلامي الفرنسي أنّ 32 حادثة مناهضة للمسلمين وقعت الأسبوع الماضي. وقال عبد الله ذكري رئيس المرصد إنه عادة ما يتلقى ما يتراوح بين أربع وخمس شكاوى من مسلمين مضطهدين أسبوعيا.

وقالت جمعية التصدي للخوف من الإسلام في فرنسا وهي منظمة مستقلة إنها سجلت 29 حادثة.

وسجل المرصد 178 حادثة مناهضة للمسلمين في يناير كانون الثاني بعد هجوم إسلاميين متشددين على صحيفة شارلي إبدو ومتجر للأطعمة اليهودية في نفس الشهر.

ويصل عدد أفراد الأقلية المسلمة في فرنسا إلى خمسة ملايين مسلم وهي أكبر أقلية مسلمة في أوروبا وتمثل نحو ثمانية في المئة من السكان.

وقال ذكري إنه يتوقع المزيد من الحوادث في الأسابيع المقبلة لأن هجمات الأسبوع الماضي شجعت "جماعات قومية متطرفة واليمين المتطرف وعنصريين" على استهداف المسلمين. وأضاف "إنهم يستغلون هذه الأجواء للهجوم."

وقال ياسر اللواتي وهو متحدث باسم جمعية التصدي للخوف من الإسلام في فرنسا إن مكتبه تلقى سيلا من التقارير والشكاوى من مسلمين وكذلك اتصالات تطلب النصيحة وتتساءل عما إذا كان ذهاب الأطفال للمدارس آمنا. وأضاف "أصبح المسلمون هم العدو في الداخل" مشيرا إلى أن اهتمام وسائل الإعلام بهذه الحوادث كان متفاوتا.

فعلى سبيل المثال لكم رجل شابة محجبة في مدينة مرسيليا يوم الأربعاء وقطع ملابسها بآلة حادة ووصفها بأنها إرهابية في حادثة تناولتها وسائل الإعلام على نطاق واسع.

وذكر اللواتي أن مهاجما صدم محجبة أخرى بعربة تسوق وركلها داخل متجر للبقالة في ضاحية ليون في نفس اليوم لكن الحادثة لم تلق اهتماما إعلاميا.

وأضاف أن 6 محتجين خرجوا من مسيرة مناهضة للمهاجرين في بلدة بونتيفي بمنطقة بريتاني في شمال غرب فرنسا بعد يوم من هجمات باريس وهاجموا شابة تنحدر من شمال أفريقيا أثناء مرورها في الشارع.

"يبحثون عن ذوي البشرة الخمرية"

وتحدث اللواتي عن حادثة أخرى وقعت صباح يوم الأحد الماضي إذ أفادت أنباء بأن مواطنا تركيا أصيب في ظهره برصاص انطلق من سيارة كانت ترفع علم فرنسا بينما كان يقف بجوار مطعم كباب في كامبراي بشمال فرنسا لكن جروحه ليست خطيرة. وأضاف "إنهم يبحثون عن ذوي البشرة الخمرية".

وظهرت رسوم جرافيتي مناهضة للمسلمين في أنحاء كثيرة. ففي بلدة ايفرو بشمال فرنسا كتبت على مبنى البلدية ومبان أخرى عبارات مثل "الموت للمسلمين" و"حقيبة سفر أو كفن" في تهديد يشير إلى أن المحتجين يرغبون في أن يترك المسلمون البلدة.

وأفادت تقارير بأن صلبانا معقوفة رسمت على حوائط المساجد من الخارج في منطقة باريس وفي منطقة بونتارلييه قرب الحدود مع سويسرا. وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات العنصرية والمناهضة للمسلمين بعد أن انتشرت أنباء الهجمات.

وقال اللواتي إن حالة الطوارئ التي فرضت في فرنسا بعد هجمات باريس أدت إلى تزايد الشكاوى من وحشية الشرطة التي داهم أفرادها منازل لتفتيشها ووضع أشخاص تحت الإقامة الجبرية.

وأضاف أن شكوى من مدينة نيس قرب الحدود الإيطالية ذكرت أن الشرطة أصابت طفلة كانت نائمة في شقة داهمتها يوم الخميس.

وقال مسؤولون بمسجد في ضاحية اوبرفييه بباريس إن مسجدهم هوجم مما خلف ثقوبا في السقف وحطم نوافذ وأبوابا وألقيت المصاحف على الأرض.

وحسب تقرير رويترز فقد أحجمت الشرطة عن التعليق وحولت الاستفسارات إلى وزارة الداخلية التي لم ترد بدورها على طلب التعليق. رويترز

 

اقرأ أيضا على موقع قنطرة

 

هجمات باريس الإرهابية ومسؤولية العرب

نحن شركاء في الجريمة؟

 

الصحفي الألماني إيرهاردت عن ردود الفعل العربية على هجمات باريس

"الأنظمة العربية شريك صعب للغرب في محاربة داعش"

 

نهلة الشهال أستاذة علم الاجتماع السياسي في باريس

ضد منطق الفسطاطين..."على العرب والغرب مراجعة النفس وتجنب التعالي والعنصرية"

 

تجاوُز إرهاب تنظيم "داعش" العراق وسوريا إلى فرنسا وأوروبا

ارتسام سيناريو هجوم "الدولة الإسلامية" على الأراضي الأوروبية

 

هجمات باريس مساء الجمعة الثالث عشر من نوفمبر 2015

فرنسا مصدومة بعد ليلة دامية وهجمات إرهابية غير مسبوقة

 

باريس...حواضر العالم تتضامن مع مدينة النور المكلومة

 

يوم دامٍ عشية الذكرى الأولى لإعلان خلافة "البغدادي"

 

"عربي المستقبل" قصة ساخرة مصورة لرسام الكاريكاتير السوري رياض سطوف

تجسيد لحالة الرعب الشعبية في زمن الدكتاتوريات العربية

 

المسلمون في فرنسا - كتاب: هل أنتم شارلي؟

اضطرار دائم لتبرئة الإسلام من اعتداءات مرتكبة باسمه

 

رثاء الكاتب الجزائري مالك علولة - "لا كرامة لنبي بين قومه"

"صرخة طرزان" في منفى الوطن ومغترب الأدب