إمام يثير الجدل في ألمانيا بخطبة عن المعاشرة الزوجية

واجه إمام مصري اتهامات باحتقار المرأة بعد خطبة ألقاها في مسجد برليني تحدث فيها عن عدم جواز رفض المرأة معاشرة زوجها مطلقا. محتوى الخطبة أثار موجة من الجدل الإعلامي والسياسي فيما رأى ممثلو المسجد أن كلام الشيخ أسيء فهمه.

أثارت خطبة ألقاها شيخ مصري في أحد مساجد العاصمة الألمانية برلين جدلا واسعا على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وصل صداها إلى الساسة الألمان أيضا. واعتبرت معظم وسائل الإعلام الألمانية خطبة الشيخ المصري عبد المعز العيلة في مسجد النور ببرلين "معادية للمرأة ومنافية لمبادئ المجتمع الألماني"، فيما اعتبر البعض أن كلام الشيخ أسيء فهمه. إذ كان يرغب في تقديم نصائح عن الحياة الزوجية وليس الحط من شأن المرأة.

وتحدث الشيخ الذي حل ضيفا على المسجد الموجود بمنطقة "نويكولن" بالعاصمة برلين خلال خطبة الجمعة، عن عدم جواز رفض المرأة دعوة زوجها في الفراش، حتى وإن كانت حائضا مشيرا إلى جواز استمتاع الرجل بجسد زوجته الحائض طالما كان بعيدا عن الفرج. وأضاف الشيخ في خطبته التي نشرت على الإنترنت بالعربية، أنه لا يجوز للزوجة بأي حال من الأحوال المبيت حتى في بيت والديها، دون إذن الزوج وهو نفس الأمر الذي ينطبق على مسألة خروجها للعمل.

جدل إعلامي وسياسي

وأثارت هذه الخطبة جدلا شديدا في الإعلام الألماني لاسيما بعد نشرها على موقع المسجد وترجمتها للألمانية. فمن جهتها اعتبرت صحيفة "برلينر تسايتونغ" أن هذه الخطبة "تدهس حقوق المرأة بالأقدام" ووصفتها بأنها "خطبة مناسبة للعصور الوسطى وليس للعاصمة الألمانية".

وعقب وزير الداخلية بالعاصمة برلين، فرانك هينكل على الخطبة واصفا إياها بأنها "صادمة لكل شخص يفكر بشكل سليم" مضيفا أن "مثل هذه الأيدلوجية الدينية المظلمة التي تحتقر النساء لا تناسب مجتمعنا" ودعا المجتمع الإسلامي في ألمانيا للرد على هذه الخطبة.

وفي مداخلة إعلامية قال أحد ممثلي المسجد، إن كلام الشيخ أسيء فهمه إذ أنه لم يكن يقصد التحريض على المرأة بل إعطاء نصائح حول الحياة الزوجية السعيدة.

لكن مع تزايد الجدل قررت إدارة المسجد، وفقا لمعلومات صحيفة "تاغز شبيغل" الألمانية، منع الشيخ صاحب الخطبة من إلقاء المزيد من الخطب في المسجد. وكان من المفترض أن يلقي الشيخ الزائر خطبه في مسجد النور حتى نهاية شباط/ فبراير 2015.

"الإسلام جزء من ألمانيا"

هذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول مسجد النور الذي ينحدر معظم رواده من أصحاب الأصول العربية. وتتحدث وسائل الإعلام في ألمانيا عن المسجد كمركز لنشر الأفكار المتطرفة.

من جهته تقدم الاتحاد التركي في برلين- براندنبورغ، ببلاغ ضد الشيخ العيلة يتهمه فيه بالتحريض والحث العلني على العنف.

ويأتي هذا بعد أيام قليلة من تجديد المستشارة الألمانية دفاعها عن مقولتها بأن "الإسلام جزء من ألمانيا" بعد انتقادات وجهت لها بسبب هذا التصريح حتى من داخل حزبها المسيحي الديمقراطي. وإشارة إلى هذه الجملة، عقبت شخصيات سياسية ألمانية على خطبة الشيخ بعبارات مثل "هذا الشكل من الإسلام ليس جزءا من ألمانيا". (ا.ف / ع.خ)

 

قرأ أيضًا: موضوعات متعلقة من موقع قنطرة

صور من برلين: مسلمو ألمانيا في جمعة الوقوف ضد الكراهية والظلمآرمين لانغر، منسق "مبادرة سلام-شالوم": اندماج المسلمين مكبوح في مجتمع الأغلبية الألمانيرئيس مجلس المسلمين الألماني أيمن مزيك: الإرهاب العنصري ضد مسلمي ألمانيا...تجاهل سياسي وصمت مؤسساتيحوار مع الناقد الإعلامي كاي سوكولوفسكي: "العنصرية في ثوب انتقاد الإسلام" ملفات متعلقة من موقع قنطرةالبرقع، الاندماج في ألمانيا، الإسلاموفوبيا | ظاهرة العداء للاسلام ، النساء المسلمات، المسلمون في الغرب ، حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام، الجدل حول الحجاب والنقاب