السلطة والعنف في التاريخ الإسلامي: الدولة الأموية أنموذجًا

يبحث عبد اللطيف الحناشي في ظاهرة العنف السياسي كما تجلت في التجربة السياسية للخلافة الإسلامية، انطلاقًا من ممارسة الدولة الأموية فبقيامها اتخذت الدولة، التي استندت إلى الدين الإسلامي، وضعها الطبيعي. ويؤكد الباحث أن المشروع النبوي لم يكن من أهدافه بناء الدولة بقدر ما كان يسعى لبناء أمة دعوة ومن بعده بدا التحول النوعي في طبيعة السلطة وأهدافها إذ انتقلت من مرحلة الحرية بتطابق النصّ مع الواقع في إطار المشروع الحضاري المتكامل إلى مرحلة الضرورة تمشيًا مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي أفرزتها الفتوحات الإسلامية.

الكاتبة ، الكاتب: عبد اللطيف الحناشي

يبحث عبد اللطيف الحناشي في ظاهرة العنف السياسي كما تجلت في التجربة السياسية للخلافة الإسلامية، انطلاقًا من ممارسة الدولة الأموية(41 هـ-132 ه/ 661-750 ميلادي) فبقيامها اتخذت الدولة، التي استندت إلى الدين الإسلامي، وضعها الطبيعي.

ويؤكد الباحث أن مشروع الرسول لم يكن من أهدافه بناء الدولة بقدر ما كان يسعى لبناء أمة دعوة ومن بعده بدا التحول النوعي في طبيعة السلطة وأهدافها إذ انتقلت من مرحلة الحرية بتطابق النصّ مع الواقع في إطار المشروع الحضاري المتكامل إلى مرحلة الضرورة تمشيًا مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي أفرزتها الفتوحات الإسلامية.

ملخص الدراسة:

إن الإسلام دين سماوي توحيدي يستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ وهما المصدران الأساسيان للتشريع عند المسلمين، وللاسترشاد بهما لفهم دينهم، وتوجد إلى جانب ذلك التجربة التاريخية للمسلمين في ظل الحكم السياسي الذي يستمد شرعيته من الإسلام.

وعلى الرغم من اتفاق كل المسلمين على اعتبار القرآن الكريم مصدرًا أساسيًا غير أن الحديث والسنة لا تتمتعان بالإجماع الكامل. أما التجربة التاريخية للمسلمين فعادة لا يُستند إليها أنموذجًا إلا في حالات نادرة جدًا، ومن جانبها الايجابي بالتوازي مع اعتبار" نظام الحكم الإسلامي" كما جاء به القرآن الكريم وحسب التجارب التاريخية "نظامًا تتوفر فيه كل أسس المواطنة والمساواة والعدل والحرية، دون بذل جهد لإبراز وشرح تنافر النص الأيديولوجي مع الواقع المعيش أو التجربة التاريخية بما هي تجربة إنسانية تتحكم فيها عدة عوامل وتوجهها عدة مصالح واعتبارات.

وقد أنجز عدد من المفكرين والباحثين العرب دراسات قيمة حول حركات الاحتجاج الاجتماعي والسياسي والفكري والجوانب الإيجابية النيرة للحضارة العربية الإسلامية. غير أنه وبالرغم من الأهمية المؤكدة لكل تلك الإنجازات العلمية والمعرفية فإن البحث في قضايا تتعلق بالسلوك السياسي للحكام المسلمين وردود فعل قوى اجتماعية تجاه ذاك السلوك كان محدودًا، والحال أن "مقام الخلافة الإسلامية كان منذ الخليفة الأول أبو بكر، رضي الله تعالى عنه، وإلى يومنا هذا عرضة للخارجين عليه، المنكرين له... "، بل يكاد التاريخ الإسلامي لا "يعرف خليفة إلا عليه خارج، ولا جيلاً من الأجيال مضى دون أن يشاهد مصرعًا من مصارع الخلفاء" وفي مواجهة تلك المعارضة لميكن للسلطة من خيار لفض الخلاف مع معارضيها إلا استخدام العنف المفرط، فلم "يكن للخليفة ما يحوط مقامه إلا الرماح والسيوف والجيش المدجج و البأس الشدي".

التجربة السياسية للخلافة الإسلامية

وبغض النظر عن كل ذلك سنحاول البحث في ظاهرة العنف السياسي كما تجلت في التجربة السياسية للخلافة الإسلامية، انطلاقًا من ممارسة الدولة الأموية(41 هـ-132 ه/ 661-750 ميلادي) فبقيامها اتخذت الدولة، التي استندت إلى الدين الإسلامي، وضعها الطبيعي، وباعتبار أن ما تم في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، هو من "خوارق العادة" ومن بعده "انقطع أمر النبوة والخوارق المهولة وتراجع الحكم بعض الشيء للعوائد".

وهذا يعنى أن مشروع الرسول، صلى الله عليه وسلم، لم يكن من أهدافه بناء الدولة بقدر ما كان يسعى لبناء أمة دعوة، ومن بعده بدا التحول النوعي في طبيعة السلطة وأهدافها إذ انتقلت من مرحلة الحرية بتطابق النصّ مع الواقع في إطار المشروع الحضاري المتكامل إلى مرحلة الضرورة تمشيًا مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي أفرزتها الفتوحات الإسلامية.

 

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

حقوق النشر: مؤمنون بلا حدود 2017

https://goo.gl/XCebKW