الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة: مجازر سطيف محفورة في الذاكرة الجماعية الوطنية ودليل عى بربرية الاستعمار الفرنسي

أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أن مجازر سطيف “الاليمة” قبل سبعين عاما “لا زالت محفورة في الذاكرة الجماعية الوطنية”، وذلك في رسالة لمناسبة الذكرى السبعين لمجازر سطيف في الثامن من ايار/مايو 1945، التي تعتبر من أشد صفحات الاستعمار الفرنسي للجزائر قتامة وشاهد على بربرية الاستعمار الفرنسي. ففي الوقت الذي كانت فيه فرنسا تحتفل بنصر الحلفاء على ألمانيا النازية، انقلبت الاحتفالات الى ماساة في سطيف شرق الجزائر حين احتفل جزائريون بالنصر رافعين علم الجزائر.

وقال بوتفليقة في الرسالة التي نشرتها وكالة الانباء الجزائرية: “بالرغم من مرور سبعين عاما على الماساة إلا أنها ما زالت محفورة في الذاكرة الجماعية الوطنية”. كما أضاف: “الماساة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي يوم 8 مايو (أيار) 1945 ضد الشعب الجزائري تعد واحدة من محطات تاريخنا الاليمة التي تتعارض أحداثها مع مسار التاريخ ويأباها العقل والانسانية.

وأدى قمع هذه التظاهرات التي اعتبرت شرارة حرب الاستقلال إلى سقوط آلاف القتلى في صفوف الجزائريين (حتى 45 ألف قتيل بحسب الذاكرة الجماعية الجزائرية) بأيدي الشرطة والجيش وميليشيات المستعمرين. كما قتل نحو 100 أوروبي على أيدي قوميين جزائريين.

وفي السابع والعشرين من فبراير/شباط الماضي اعترف السفير الفرنسي في الجزائر اوبير مولين دو فيرديير بمسؤولية بلاده في هذه المجازر التي وصفها بأنها "مأساة لا تغتفر". بيد أنه لم يسبق لأي مسؤول في الحكومة الفرنسية أن زار سطيف للمشاركة في إحياء ذكرى المجزرة، بحسب ما أكد مصدر في مكتب سكرتير الدولة الفرنسي.

وفي الإطار نفسه أضاف بوتفليقة: “لم يكن لشعبنا من جريرة سوى انه خرج لتوه يحتفل مع شعوب المعمورة بهزيمة النازية والفاشية التي شحنت العلاقات بين الدول وبين الشعوب بالبغضاء. لم يكن مطمح شعبنا الذي اقتيد أبناؤه إلى محرقة الحرب العالمية الثانية للدفاع عن حرية فرنسا وما يسمى بالعالم الحر أكثر من أن يستنشق هو الآخر نسائم الحرية كحق مشروع ومشترك بين بني الإنسان، بعد أن دفع ضريبة حرب فرضت عليه دون وجه حق”. وتابع “ولكنه (…) كوفئ على نصرته للحلفاء بالحديد والنار و أبيد منه أكثر من 45 ألف شهيد معظمهم في مناطق سطيف وقالمة وخراطة وسكيكدة وما إليها". أ.ف.ب