المسلمون في النمسا ينددون بقرار الحكومة اليمينية واليمينية المتطرفة إقفال مساجد وترحيل أئمة

نددت منظمة إيغو IGGÖ أكبر الهيئات التي تمثل المسلمين في النمسا الأحد 10 / 06 / 2018، بقرار الحكومة إغلاق سبعة مساجد، والتهديد بطرد عشرات الأئمة في إطار مكافحة "الإسلام السياسي". وقال رئيس هذه المنظمة إبراهيم أولغون في بيان، إن الائتلاف الحاكم من اليمين واليمين المتطرف برئاسة المستشار سباستيان كورتس "يعمل على الحط من شأن المجموعة الإسلامية في البلاد استنادا إلى حسابات سياسية". واعتبر أولغون أن إجراءات الحكومة "غير مناسبة للحد من الإسلام السياسي، بل ستؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف هيئات المسلمين في النمسا". وأوضح أن الحكومة لم تقدم "تبريرات منطقية" لقرارها بإقفال سبعة مساجد بينها إربعة في فيينا. ويأخذ أولغون على الحكومة عدم إعلامها المنظمة بإجراءاتها هذه، وبأن الحكومة دعت إلى مؤتمر صحفي في آخر جمعة من شهر رمضان 2018، في حين تؤكد رغبتها بالتعاون مع منظمة إيغو. وأضاف رئيس هذه المنظمة "الحلول يجب أن تكون نتيجة عمل مشترك حول طاولة حوار، بدلا من أن تتخذ بشكل آحادي على حساب الأقلية المسلمة". وكانت الحكومة النمساوية أعلنت الجمعة أنها أمرت بإغلاق سبعة مساجد اعتبرت أنها تنتهك القانون حول الإسلام الصادر عام 2015، والذي يفترض أن يكون تصرف المسؤولين عن هذه المساجد "إيجابيا تجاه الدولة والمجتمع"، واتهمتها الحكومة اليمينية واليمينية المتطرفة بالدعوة إلى إسلام متشدد. وتعمل السلطات النمساوية على إعادة النظر في رخص إقامة لأئمة تابعين للاتحاد الإسلامي التركي النمساوي (أتيب)، وهو أكبر منظمة دينية تركية في النمسا وهي مرتبطة بإدارة الشؤون الدينية في تركيا. ويمكن أن يشمل قرار سحب الإقامة نحو ستين إماما من الاتحاد الإسلامي التركي النمساوي، الذي تعتبر السلطات أنه ممول من تركيا في تعارض مع القانون النمساوي الذي يمنع التمويل الأجنبي في هذا المجال. وتم حتى الآن رفض تجديد الإقامة لاثنين من هؤلاء الأئمة. وكان الاتحاد أكد الجمعة رفضه لأي توجه متشدد في المساجد. ويقر الاتحاد بوجود تمويل من تركيا، إلا أنه يؤكد أن هذا الأمر معروف منذ سنوات طويلة، ويعود لغياب أي تعليم مناسب للأئمة في النمسا. وفي وقت سابق، قال كورتس في مؤتمر صحفي: "لا مكان للمجتمعات الموازية والإسلام السياسي والتطرف في بلادنا". وأشار وزير الداخلية هربرت كيكل إلى أن بين من ستشملهم هذه التدابير نحو 60 إماماً. وأوضح أن عائلاتهم معنية أيضاً ما يعني في المحصلة أن 150 شخصا قد يفقدون حق الإقامة في النمسا. وأضاف كيكل، العضو في حزب اليمين المتطرف العضو في الائتلاف الحكومي مع المحافظين، أن إجراءات الطرد بدأت بحق بعض الأئمة الممولين من تركيا. وكانت صحيفة "فالتر" من اليسار الوسط نشرت في مطلع حزيران/يونيو 2018 صور إعادة تمثيل معركة غاليبولي من قبل أطفال في المسجد، ما أثار رد فعل قوياً في أوساط الطبقة السياسية في النمسا على مختلف انتماءاتها. ويظهر في الصور صبيان في زي عسكري يؤدون التحية العسكرية وهم يقفون في طابور ويلوحون بأعلام تركية أمام حضور من الأطفال. وفي صورة ثانية يتمدد بعض الأطفال أرضا حيث يمثلون دور ضحايا المعركة وقد لفوا أجسامهم بالعلم التركي. وصرّح كورتس أن "ما حصل في هذا المكان (...) لا مكان له في النمسا. الحكومة لن تسمح بذلك أبدا"، متوعداً بردّ فعل "قوي". ويدير المسجد المعني الاتحاد الإسلامي التركي في النمسا والمرتبط بشكل مباشر بالهيئة التركية للشؤون الدينية. واعتبر الاتحاد الاسلامي التركي إعادة تمثيل المعركة "أمراً مؤسفا للغاية" مشيرا في بيان إلى أنه "خاطب المسجد قبل اندلاع الجدل في وسائل الإعلام وطلب استقالة المسؤول". بدأت معركة الدردنيل في شباط/فبراير 1915 عند محاولة أسطول فرنسي بريطاني السيطرة على المضيق تمهيدا للسيطرة على اسطنبول عاصمة السلطنة العثمانية. وبعد صد هجومهم في آذار/مارس 1915، نفذ الحلفاء إنزالا في 25 نيسان/ابريل 1915 في غاليبولي. لكنهم هزموا بعد حرب خنادق دامية استغرقت أشهر. هُزمت السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وتفككت. لكن معركة غاليبولي تحولت إلى رمز للمقاومة التي أدت الى تأسيس الجمهورية التركية الحديثة في 1923. من جانبه انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة السبت قرار المستشار النمساوي إغلاق مساجد في إطار حملة ضد "الإسلام السياسي"، محذرا من "حرب بين الصليب والهلال".  وقال إردوغان في كلمة ألقاها مساء السبت في اسطنبول "هذه الإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء النمساوي، أخشى أنها تقود العالم نحو حرب بين الصليب والهلال". تأتي تصريحات إردوغان غداة إعلان المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتس عن إجراءات لمكافحة "الإسلام السياسي" تشمل إغلاق سبعة مساجد وإمكانية طرد عشرات من الأئمة الذين تمولهم تركيا. وتابع إردوغان "يقولون إنهم سوف يطردون أئمتنا خارج النمسا. هل تعتقدون أننا سنقف مكتوفين حيال ذلك؟ هذا يعني أنه سيتوجب علينا القيام بشيء ما"، من دون أن يُعطي مزيدا من التفاصيل.  والجمعة، قال ابراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي على تويتر إن "إغلاق النمسا سبعة مساجد وطرد أئمة هو نتيجة الموجة الشعبوية والمعادية للاسلام والعنصرية والتمييزية في هذا البلد". ويعيش حوالي 360 ألف شخص من أصول تركية في النمسا، بينهم 117 ألفا يحملون الجنسية التركية. أ ف ب / رويترز