هل الألماني هو الذي ينحدر من أصول ألمانية فقط؟

هل ألمانيا فعلا ليست بلد هجرة؟ إن القول بذلك لا يمت بصلة للواقع، بل هو مجرد أمنية. فالمكون الأيديولوجي، الذي يقول بشعب ألماني نقي ومنسجم، ما زال يمتلك تأثيرا كبيرا في الخطاب الألماني المعاصر، وهو نفسه الذي يتحدث عن شعب لا يمكننا الانتماء إليه إلا عبر الولادة.

منذ يناير/ كانون الثاني 2000، اعتمدت ألمانيا، إلى جانب قانون الدم، قانون الأرض كشرط للحصول على جنسيتها، على عكس القانون سابقا الذي كان ينص على أن الألماني هو من ينحدر من أبوين ألمانيين فقط، وأنه وحده من يستطيع الحصول على الجنسية الألمانية والانتماء إلى الشعب الألماني.

في الواقع اليومي من ينحدر من أصول مهاجرة لا يمكنه أن يصبح ألمانياً بتاتاً! صحيح أن بإمكان ذوي الأصول المهاجرة عبر طرق رسمية الحصول على الجنسية الألمانية، لكنهم لا يستطيعون إطلاقاً أن يصبحوا ألمانا كبقية الألمان أو أن ينتموا إلى الشعب الألماني.

بالنسبة للقارئ الساذج، قد يبدو هذا أمراً قديماً، بالنظر إلى تاريخ مفهوم "الشعب الألماني" و"الشعبي" الإشكالي والدموي، بل وقد يكون للأمر وقعا مخيفا.

لكن، رغم ذلك، فما زال لهذا الفهم لما هو ألماني، المنغلق والإقصائي والتمييزي، تأثير إلى يومنا هذا على السياسة والمجتمع. فهو من جهة، ما زال يخلق توترات وخيالات بالنظر للسؤال عن المشاركة الاجتماعية للناس من أصول مهاجرة، ومن جهة ثانية يدعم المعسكر اليميني وتحريضه على الناس من أصول مهاجرة على المهاجرين وخصوصا على المسلمين.

تابع مقال البروفيسور أندرياس بوك...

 

 

[embed:render:embedded:node:24129]