بن علي يلدريم – الرجل الوفي لأردوغان: رئيساً لحزب العدالة والتنمية الحاكم والحكومة في تركيا

بعد استقالة أحمد داود أوغلو من رئاسة الحزب والحكومة إثر خلاف مع أردوغان، بات من شبه المؤكد أن الرئيس التركي يبحث عن شخص أكثر وفاء له ولطموحاته الرئاسية. أردوغان وجد ضالته المنشودة في بن علي يلدريم، فمن هو هذا السياسي؟

التغيير في الحكومة التركية "لن يغيير شيئا" في قتال "داعش" والمسلحين الأكراد، يقول بن علي يلدريم الذي انتخبه حزب العدالة والتنمية رسميا رئيسا له، مشددا على "أولوية انتقال تركيا إلى نظام رئاسي.

وانتخب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الأحد (22 أيار/ مايو 2016) وزير النقل بن علي يلدريم رئيسا للحزب، وذلك في مؤتمر استثنائي عقد في أنقرة. وقبيل انتخابه يلدريم، الذي سيتولى رئاسة الحكومة التركية بمواصلة قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" والمسلحين الأكراد في تركيا وسوريا قائلا إن تغيير القيادة في الحكومة التركية لن يغير شيئا في محاربة الجماعات المسلحة.

وحصل يلديريم المرشح الوحيد في المؤتمر على أصوات جميع مندوبي الحزب الإسلامي المحافظ على أن يتم تكليفه اعتبارا من مساء الأحد تشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو. وذكر يلدريم أيضا في كلمة أمام المؤتمر في أنقرة أن حزب العدالة والتنمية سيظل صفا واحدا بعد تغيير الزعامة.

وأعرب يلديريم (60 عاما) رفيق الدرب السياسي لأردوغان، في خطابه عن ولائه ووفائه لمرشده، الذي وصفه بأنه "رجل الشعب"، مثيرا تصفيق آلاف النشطاء المجتمعين في قاعة رياضية في العاصمة. ويثير احتمال تعزيز سلطة أردوغان قلق الذين يتهمونه بالميل إلى الاستبداد.

وحول ملف العلاقات الشائكة مع الإتحاد الأوروبي، قال يلدريم إن على الاتحاد الأوروبي "وضع حد للغموض حيال عضوية كاملة لتركيا"، وذلك بعدما أبدى عدد من القادة الأوروبيين شكوكا جدية حول هذا الاحتمال. وقال يلدريم"حان الوقت لنعرف ما رأي الاتحاد الأوروبي حيال تركيا". وأشار بأن هذا الغموض يتناول أيضا مسألة المهاجرين، وهو ملف أبرمت بشأنه أنقرة اتفاقا مع بروكسل في آذار/مارس الماضي. (رويترز، أ ف ب)

ولا يختلف اثنان على أن بن علي يلدريم، الذي انتخب رئيسا لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وسيصبح بالتالي الرئيس المقبل للحكومة، من المقربين الأكثر وفاء للرئيس رجب طيب أردوغان. وكان الرئيس التركي قد جعل من خليفة أحمد داود أوغلو من أبرز المروجين لمشاريعه العملاقة للبنى التحتية. ودفع الخلاف بين داود أوغلو وأردوغان، هذا الرجل المتحمس والدائم الابتسام إلى الواجهة السياسية. بيد أنه يفتقر إلى موهبة الخطابة.

ويعد يلدريم (60 عاما) وزير النقل والبحرية والاتصالات السابق، الذي ينحدر من عائلة متواضعة من أريزنجان (شرق)، من قدامى رفاق أردوغان ويرافقه منذ وصول الرئيس الحالي للدولة إلى بلدية اسطنبول في 1994.

يلدريم: الآن سنقيم نظاما رئاسيا

ويعتبر المراقبون أن مهمته الأساسية تقضي بتنفيذ مشروع تغيير الدستور الذي يرغب فيه أردوغان، لتحويل القسم الأكبر من الصلاحيات التنفيذية لرئيس الوزراء إلى الرئيس. وقال يلدريم في كلمته الأولى التي اعتبرت قسم ولاء، بعد إعلان انسحاب داود أوغلو في بداية أيار/مايو، في ملاطية (جنوب شرق) "الآن، سنقيم نظاما رئاسيا".

وفي المؤتمر السابق لحزب العدالة والتنمية في 2015، حصل هذا الرجل المعروف بشاربيه الكثين، على دعم أكثرية المندوبين، لكنه اضطر إلى التراجع عندما وقع اختيار أردوغان المنتخب حديثا، على أحمد داود أوغلو لخلافته. وأتاح له ولاؤه لأردوغان أن يحصل مرارا على مناصب بالغة الأهمية في إطار حزب العدالة والتنمية، وأن يتسلم في شكل شبه دائم منذ 2002 حقيبة النقل في الحكومة.

رجل أردوغان لمشاريع البنى التحتية العملاقة

وتأكيدا للثقة التي يوليه إياها الرئيس أردوغان، تولى يلدريم حتى الآن الإشراف على مشاريع البنى التحتية العملاقة، التي توجه إليها المعارضة والمدافعون عن البيئة انتقادات حادة، ويقولون إنها غيرت وجه تركيا ولاسيما إسطنبول.

الأمر نفسه ينسحب على المطار الدولي الثالث في شمال غرب العاصمة، الذي تسبب بقطع الغابات، وسيكون قادرا على استقبال 150 مليون مسافر سنويا، على أن يبصر النور في 2017. والمشروع الآخر الذي يثير الخلاف أيضا، هو الجسر الثالث على البوسفور، الذي يربط بين ضفتي إسطنبول، وأطلق عليه اسم السلطان سليم الأول.

ومن المقرر أيضا تنفيذ مشاريع أخرى، مثل القناة بين البحر الأسود وبحر مرمرة، والتي يفترض أن تخفف من كثافة النقل البحري في البوسفور. فعلى مياه المضيق التي تجوبها السفن، نفذ يلدريم، المهندس في مجال المنشآت البحرية، أولى مشاريعه، عندما تسلم إدارة الطرق البحرية لإسطنبول من 1994 إلى 2000، بينما كان أردوغان يتسلم رئاسة البلدية من 1994-1998.

دائم الوفاء لأردوغان ومثير للجدل

وعندما أسس أردوغان مع الرئيس السابق عبد الله غول وآخرين حزب العدالة والتنمية في 2001، لم يتخل يلدريم عنه. وفاز الحزب في الانتخابات التشريعية في السنة التالية، وأصبح أردوغان رئيسا للوزراء على رغم استياء العلمانيين الذين دأبوا على انتقاد ميوله الإسلامية وسياسته التسلطية. يومها انتخب يلديريم نائبا عن إسطنبول، ثم عين وزيرا وهو منصب لم يغادره إلا فترة وجيزة بين اقتراعين تشريعيين في 2015.

وتسبب خليفة داود أوغلو باندلاع نقاشات كثيرة أيضا. ففي 2004، انحرف قطار عن خط جديد للقطار السريع، ما أدى إلى مصرع نحو أربعين مسافرا في شمال غرب تركيا. وطالبت المعارضة باستقالة يلدريم لكنه رفض.

وفي السنة التالية، تسببت حياته الشخصية باندلاع مشاكل. فصورة زوجته المحجبة تتناول وحدها الطعام، فيما يتناول يلدريم الغداء إلى طاولة مجاورة مع مجموعة من الرجال، أثارت جدلا ووجهت إليه اتهامات بالتمييز بين الجنسين. وفي مناسبة أخرى، قال إنه لم يشأ أن يتعلم في جامعة البوسفور الذائعة الصيت بعدما "شاهد الصبيان والبنات جالسين ويتحدثون معا في الحرم الجامعي". (أ ف ب)

 

دلالات فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية 2015

نعم للاستقرار السياسي...ولا لاحتكار أردوغان لصناعة القرار في تركيا

 

دراسة حول الإسلام التقدمي في تركيا

قراءة بحثية في تجربة حزب العدالة والتنمية التركي

 

الانتخابات التشريعية المبكرة في تركيا 01 / 11 / 2015

1

استراتيجية إردوغان القومية تستعيد الأغلبية المطلقة البرلمانية

 

الانتخابات البرلمانية في تركيا 2015

مستقبل تركيا في يد عبد الله غول...الديمقراطية أم السلطوية البوتينية؟

 

حركة "شعر في الشارع" şiirsokakta# في تركيا

نداء لتخطيط الشوارع بالقصائد

 

العمليات العسكرية التركية ضد حزب العمال الكردستاني و"الدولة الإسلامية"

استراتيجية إردوغان المزدوجة: هل تحارب تركيا الأكراد أو داعش؟

 

بعد الهجوم في مدينة سوروج (سوروتش) التركية

تركيا بين فكي كماشة

 

"صفحات" – مكتبة عربية في تركيا افتتحها لاجئ سوري

مركز ثقافي وملتقى للعرب والأتراك في إسطنبول

 

الانتخابات البرلمانية في تركيا 2015

أكبر هزيمة سياسية لإردوغان رغم فوز حزبه الكاسح!

 

تركيا والعالم العربي

هل يمكن أن يكون حزب العدالة والتنمية التركي نموذجاً للعالم العربي؟

 

الصفحات