جلال أمين: "أنا لا أحب كلمة الربيع العربي؛ لأنه ليس ربيعًا، ويمكن أن أقول: إنه ليس عربيًّا"

في الحوار التالي مع مجلة «الفيصل» عبّر المفكر والباحث المعروف جلال أمين عن درجة من التفاؤل بالمستقبل، وثقة أكثر بالعقل العربي. وقال: إن مشروع النهوض في أي بلد في حاجة إلى جهود ذاتية، وإلى وجود زعيم قادر على التصميم والمثابرة في انتشال بلده. ويلفت إلى أن الغرب لم يعد في حاجة إلى الاستشراق؛ لأنه كسب المعركة، ولأن العرب استغربوا.

● كيف قيمت ثورات الربيع العربي؟

■ أنا لا أحب كلمة «الربيع العربي»؛ لأنه ليس ربيعًا، ويمكن أن أقول: إنه ليس عربيًّا.

● أنت من الجيل الذي عاصر التحولات الكبرى في الوطن العربي، في رأيك هل كان العرب يقتربون من التحول الجذري بعد ثورة سوريا ومصر والجزائر والعراق واليمن؟

■ نعم كانت آمالنا كبيرة جدًّا. وكلنا تصورنا حين قامت ثورة يوليو في مصر ثم ثورات العراق ولبنان واليمن وسوريا، أن التحول أصبح قريبًا. المهم آمالنا كانت كبيرة في الخمسينيات؛ لكنها ضعفت بشدة في الستينيات حينما تحول ما كنا نسميه بالثورات إلى انقلابات عسكرية أو حكم عسكر، أنا أتذكر تفاؤل المصريين بمحمد نجيب وعبدالناصر في الخمسينيات، ثم مع تأميم قناة السويس في 1956م، ووحدة سوريا ومصر. تفاؤلهم كان أكبر بكثير مما حدث في 1965م حتى قبل الهزيمة. لم تنجح هذه الثورات وتحولت إلى انقلابات، وهذه الآمال ظلت آمالًا.

● هل يتآمر الغرب على العرب حقًّا أم أن الخلل يكمن في عجز الفكر العربي الذي رافق تلك الثورات، نسألك هذا السؤال ونتذكر تجربتك الرفاقية مع ميشيل عفلق؟

■ من السهل عليَّ أن أقول: إنه حدث تضافر للعاملين الداخلي والخارجي، ولكن إذا قلت ذلك سأكون كأنني لم أقل شيئًا، ودائمًا أي شيء يأتي جيدًا يكون نتيجة تضافر داخلي وحدوث تطور مهمّ، لكن في بلدان مهمة ليس غريبًا أن يتضافر العاملان، إنما أنا أعطي أهمية للعامل الخارجي أكثر. هناك تصميم من القوى الخارجية، دعنا نقول: قوى خارجية، على عدم نهوض العرب وعدم اتحادهم، مع ذلك فإن عوامل التوحد كثيرة وما زالت كثيرة، لهذا كنا نحب ميشيل عفلق؛ لأنه كان يؤمن إيمانًا حقيقيًّا بالوحدة العربية، كان متفائلًا ولم يفقد تفاؤله حتى بعد انهيار المؤشرات. هناك ناس متفائلون بطبعهم، هو كان من هذا النوع. جمال عبدالناصر حاول أن يحتويه، وهو كان لديه ثقة بعبدالناصر أكثر مما يستحقها. وبعد ذلك صدام الذي لم يحاول احتواء ميشيل عفلق فقط إنما احتواه بالفعل، ويقال: إنه وضعه تحت الإقامة الجبرية. فالمفكر يمضي خلف أفكاره التي يؤمن بها وهذا ما يجعله متفائلًا؛ لأن إيمانه يقول له بأن هذا سيحدث بالفعل، بل لا بد أن يحدث، لكن الشر للأسف كان قويًّا. قوى الشر قوية جدًّا.

يمكنكم متابعة الحوار من هنا.....

 

[embed:render:embedded:node:26641]