حزب إسلامي في تركيا ينقلب على إردوغان حليفه السابق - لماذا قد يخسر إردوغان أصواتا كثيرة؟

 يضع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كل ثقله لتعبئة قاعدته الناخبة في الاقتراع المرتقب الأحد المقبل 24 / 06 / 2018. لكن يحتمل أن يخسر عددا كبيرا من الأصوات لصالح خصم يتمثل بحزب إسلامي محافظ يستمد جذوره من الفكر السياسي الإسلامي نفسه لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه إردوغان. والمرشح تيميل كرم الله أوغلو، زعيم حزب السعادة، والمعروف بهدوئه وحزمه، من بين مرشحي المعارضة الذين ينافسون إردوغان ويأملون دفعه الى دورة ثانية على الأقل. ومع إجراء الاقتراع البرلماني في نفس يوم الانتخابات الرئاسية يوم الأحد انضم حزب السعادة إلى تحالف أحزاب معارضة تريد تجريد حزب العدالة والتنمية الحاكم من غالبيته. ويحتاج إردوغان إلى 50 بالمئة على الأقل من الأصوات لضمان فوز مطلق في الدورة الأولى. وفيما من المتوقع أن يحسن حزب السعادة وزعيمه كرم الله أوغلو، في أفضل الأحوال، نتائجهما الأخيرة بنقطتين مئويتين، فإن هذا وحده كافٍ لترجيح الكفة في اقتراع يتنبأ كثير من المراقبين، بأنه سيشهد منافسة قوية. انبثق حزب السعادة من نفس الحركة السياسية للراحل نجم الدين إربكان مرشد إردوغان، والذي أدخل الإسلام السياسي للمرة الأولى إلى قلب السياسة في الدولة التركية القائمة رسميا على العلمانية. وقال كرم الله اوغلو (77 عاما) الذي يتزعم حزب السعادة منذ 2016، لوكالة فرانس برس إن حزبه اختلف مع حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان، بعد أن ابتعد عن مبادئ أساسية. وقال: "أعلن السيد إردوغان هذه المبادئ في انتخابات 2002: العدالة والديموقراطية وحرية التعبير وحرية التفكير. لكن يبدو أنه الآن وضعها جانبا". ورفض حزب السعادة التعديل الدستوري الذي طرح في استفتاء في نيسان/إبريل 2017 ومنح إردوغان سلطات تنفيذية واسعة. وأضاف: "قد يكون هناك منصب رئيس، لكنْ هناك أيضا برلمان قوي. والنظام القضائي يجب أن يكون بعيدا عن تأثيرهما". وقال أنتوني سكينر، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى مركز دراسة المخاطر فيريسك مايبلكروفت، لوكالة فرانس برس إن حزب السعادة وكرم الله اوغلو، يلعبان دورا مهما في الانتخابات في "إثارة غضب" إردوغان. واضاف إن "ترشح كرم الله اوغلو في السباق الرئاسي يحمل أهمية كونه قد يجذب أصواتاً يحرم منها إردوغان الذي يحتاج لأكبر عدد ممكن من الأصوات تجنبه دورة انتخابات ثانية قد تكون صعبة". ويمثل حزب السعادة حركة بدأها أربكان أذهلت المؤسسة العلمانية في تركيا، لكنها ألهمت مؤسسي حزب العدالة والتنمية، مثل إردوغان والرئيس السابق عبد الله غول. وأسس أربكان فيما بعد حزب السعادة، فيما أطلق إردوغان وحلفاءه في 2002 حزب العدالة والتنمية. بل أن كرم الله اوغلو أجرى محادثات مع غول -الذي بعد انتهاء ولايته الرئاسية في 2014 اختلف ايضا مع اردوغان- بخصوص الترشح للرئاسة. لكن الرئيس السابق المتحفظ عادة، قرر عدم المجازفة. وليس لحزب السعادة حاليا نواب في البرلمان. إذ نال 0,7 بالمئة فقط من الأصوات في الانتخابات البرلمانية عام 2015. غير أن بعض الاستطلاعات ترجح أداء أقوى له هذه المرة. وقال سكينر إنه (كرم الله اوغلو) "يقدم بديلا للداوئر المتدينة التي تشعر بالخيبة من إردوغان وحزب العدالة والتنمية". وحزب السعادة لا يحظى حاليا بالــ 10 بالمئة الضرورية لإرسال نواب إلى البرلمان. لكن نفوذه تزايد بانضمامه الى ما أطلق عليه "تحالف الأمة" لأحزاب معارضة تتحدى إردوغان في الانتخابات البرلمانية. ومن بين شركائه في التحالف حزب الشعب الجمهوري، العلماني نقيض حزب السعادة الإسلامي الجذور. لكن وجودهما في نفس التحالف يعني ان حزب السعادة قد يتمكن من إدخال نواب إلى البرلمان. وأشار كرم الله اوغلو إلى أن الحزب ينظر ببعض الاستياء إلى محاولات حزب العدالة والتنمية في الفترة الأولى من توليه السلطة، الاندماج مع الاتحاد الاوروبي وتشكيل تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة. وقال كرم الله اوغلو: "قلنا إننا بحاجة لانتهاج سياسة خارجية قوية. لكن أولئك الرجال تخلوا عنها وها هم الان ينتظرون على عتبة أوروبا". وكرم الله أوغلو متفائل بخصوص اقتراع الأحد 24 / 06 / 2018 وقال إن المعارضة يمكنها أن تستفيد من موجة تغيير ساعدت رجل الأعمال التركي علي كوتش، في الإطاحة بعزيز يلدريم الذي تولى لعقدين رئاسة مجلس إدارة نادي فنربغشة الرياضي في 3 حزيران/يونيو. وقال: "الزخم آت، رأيناه في مؤتمر نادي فنربغشة". أ ف ب