دعوة للتحقيق بهجوم مروع في اليمن قتل 29 طفلا تبادل حوله مسلحو الحوثي وتحالف السعودية الاتهامات

رحبت حركة الحوثي المسلحة باليمن يوم الجمعة 10 / 08 / 2018 بدعوة الأمم المتحدة لإجراء تحقيق مستقل في قصف أدى لمقتل العشرات الخميس بينهم أطفال في حافلة.

وكتب محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين في تغريدة على تويتر "نرحب بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة ومستعدون للتعاون".

وقال مسؤول طبي يمني واللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس إن ضربة جوية أصابت حافلة تقل أطفالا لدى مرورها في سوق في محافظة صعدة بشمال اليمن.

وقال متحدث إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدان أمس الخميس الضربة الجوية ودعا إلى إجراء "تحقيق فوري ومستقل".

وقالت هنرييتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان اليوم الجمعة إن الهجوم "المروع" على الحافلة يعكس "وصول الحرب (اليمنية) الوحشية إلى نقطة بالغة السوء".

وأضافت "السؤال المطروح الآن هو هل سيكون أيضا نقطة تحول.. اللحظة التي يجب أن تدفع أخيرا الأطراف المتحاربة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمجتمع الدولي للقيام بالأمر الصحيح بالنسبة للأطفال وإنهاء هذا الصراع".

وقال التحالف المدعوم من الغرب ويحارب الحوثيين الموالين لإيران إن الضربات الجوية استهدفت "العناصر التي خططت ونفذت استهداف المدنيين" في مدينة جازان جنوب السعودية يوم الأربعاء مما أدى لمقتل مدني يمني هناك.

واتهم التحالف الحوثيين باستخدام الأطفال كدروع بشرية وقال إنه نفذ الضربات بما يتسق مع القانون الدولي الإنساني. 

وقُتِلَ 29 طفلاً على الأقل وأصيب 48 شخصاً في قصف استهدف الخميس حافلة تقلّ أطفالا في أحد أسواق محافظة صعدة في شمال اليمن، وفقا للصليب الأحمر، في حين أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية أن الهجوم "عمل عسكري مشروع" ضد متمردين أطلقوا صاروخاً بالستياً على جنوب المملكة.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن في تغريدة على حسابها باللغة العربية على موقع تويتر "وصل إلى المستشفى المدعوم من فريقنا في اليمن 29 جثة لأطفال تحت الخامسة عشر من العمر و48 جريحاً، بينهم 30 طفلاً" من دون أن توضح طبيعة القصف الذي استهدف سوق ضحيان.

وأقر التحالف بأنه شن غارة جوية أصابت حافلة، لكنه أكد أنها لم تكن تنقل أطفالًا وإنما "مقاتلين من الحوثيين"، بحسب ما قال المتحدث باسمه تركي المالكي لوكالة فرانس برس.

وشاهد مصور يتعاون مع فرانس برس في المحافظة أطفالا جرحى يتلقون الرعاية في مركز طبي، غطت غالبيتهم الدماء. كان أحدهم مغطى ببطانية مع ضمادة كبيرة في الرأس.

من جانبه، أكد متحدث باسم اللجنة في صنعاء لفرانس برس أن الحصيلة غير نهائية بسبب نقل المصابين إلى مستشفيات عدة.

ونقلت قناة "المسيرة" المتحدّثة باسم الحوثيين عن وزارة الصحة التابعة للمسلحين الحوثيين أن "الغارة أسفرت عن سقوط 50 قتيلاً و77 جريحاً".

ونقلت المسيرة عن متحدث باسم وزارة الصحة أن "طائرات العدوان استهدفت حافلة الأطفال وسط سوق ضحيان ما رفع من أعداد الشهداء والجرحى".

من ناحيته أعلن خيرت كابالاري، المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "مقتل العديد من الأطفال وإصابة آخرين منهم عندما تعرضت حافلة مدرسية للهجوم في صعدة".

من جهته قال التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية السعودية (واس) إن "الاستهداف الذي تمّ اليوم في محافظة صعدة عمل عسكري مشروع لاستهداف العناصر التي خطّطت ونفّذت استهداف المدنيين ليلة البارحة في مدينة جازان" في جنوب السعودية.

ولم يوضح البيان طبيعة الهجوم، ولم يقل صراحة إنه استهدف حافلة تقل أطفالاً.

وكانت المملكة اعترضت مساء الأربعاء صاروخاً بالستياً أطلقه المسلحون الحوثيون من اليمن وأدّى تناثر شظاياه إلى مقتل شخص وإصابة 11 آخرين، بحسب الرياض. 

وأكّد التحالف في بيانه أن استهداف صعدة تمّ "بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني"، مشددا على أنّه سيتّخذ "كافة الإجراءات ضدّ الأعمال الإجرامية والإرهابية من الميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كتجنيد الأطفال والزجّ بهم في ميدان القتال واتّخاذهم كأدوات وغطاء لأعمالهم الإرهابية".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق "مستقلّ" في مقتل 29 طفلاً في اليمن.

وقال فرحان حق المتحدّث باسم الأمم المتحدة إنّ غوتيريش "يدعو إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل" ويحضّ جميع الأطراف على "تجنّب (استهداف) المدنيين عند شنّ عمليات عسكرية".

كما دعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق "معمّق" بعد مقتل 29 طفلاً.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت: "نشعر بقلق بالغ إزاء المعلومات عن هجوم تسبب في مقتل مدنيين". وأضافت: "ندعو التحالف الذي تقوده السعودية إلى إجراء تحقيق معمّق وشفاف في هذا الحادث". من جهتهما، دانت الغارة منظمتا "سيف ذي تشيلدرن" و"أطباء بلا حدود".

وقالت "سيف ذي تشيلدرن" إن الأطفال كانوا على متن حافلة عائدة "من رحلة مدرسية عندما توقف السائق لشراء شيء ليشربه" واصفة الهجوم بـ"المروّع".

ودعت المنظمة أيضا إلى "تحقيق كامل وفوري ومستقل في هذا الهجوم وغيره من الهجمات التي وقعت مؤخراً واستهدفت المدنيين والبنى التحتية المدنيّة".

أما منظمة أطباء بلا حدود، فكتبت في تغريدة على تويتر أن الحافلة تعرّضت "للقصف في سوق ضحيان بين صعدة ويسنم حيث تقدّم فرق أطباء بلا حدود الدعم الطبّي".

وأضافت في تغريدة أخرى "ما زال المدنيون في اليمن يدفعون ثمناً باهظاً بعد 3 سنوات من الحرب تسبّبت بمقتل وإصابة وإعاقة الآلاف. إنّ الإصابات في صفوف المدنيين أمرٌ غير مقبول".

وفي الأسبوع السابق، قُتِلَ 55 مدنيا وأصيب 170 بجروح في قصف استهدف مدينة الحديدة، بحسب حصيلة للصليب الأحمر. وتبادل التحالف والمسلحون الاتهام بالوقوف خلف القصف. 

وبدأ التحالف العسكري في 13 حزيران/يونيو هجوماً على المدينة المطلة على البحر الاحمر، بقيادة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف وبمشاركة قوات موالية للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي.

ومطلع تموز/يوليو 2018 أعلنت الإمارات تعليق الهجوم على الحديدة لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة ولكن القصف استمر على مواقع أخرى للمسلحين الحوثيين في المحافظة.

وفي الحديدة ميناء تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجّهة إلى ملايين السكان. لكنّ التحالف العسكري يعتبر الميناء ممرّاً لتهريب الأسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر.

وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن تؤدي الحرب في الحُديدة الى كارثة إنسانية في بلد على شفير المجاعة ويعاني من تفشي الكوليرا.

ومنذ 2014، يشهد اليمن حربًا بين المسلحين الحوثيين والقوات الحكومية تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعدما تمكّن المسلحون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها صنعاء ومحافظة الحُديدة.

وتتّهم السعودية إيران بدعم المتمردين الشيعة بالسلاح، لكن طهران تنفي ذلك. وأوقعت الحرب أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف في 2015 وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث تهدد المجاعة ملايين اليمنيين. رويترز ، أ ف ب