رغم أيام متواصلة من القصف، أعلنت موسكو أنها لن تمارس ضغطا على دمشق لوقف الهجمات على حلب فيما قُتل وجُرح العشرات في حلب نتيجة استمرار قصف النظام السوري على مواقع سيطرة المعارضة

استهدفت نحو 30 غارة جوية مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب بشمال البلاد السبت (30 نيسان/ أبريل 2016) مما أسفر عن سقوط مزيد من القتلى بعد تسعة أيام متواصلة من القصف المتبادل بين الأطراف المتحاربة بينما صمدت "تهدئة" أعلنها الجيش السوري حول دمشق وفي شمال غرب البلاد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العنف الذي احتدم في حلب - وتسبب في انهيار اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي أبرم في فبراير/ شباط بوساطة الولايات المتحدة وروسيا- أسفر عن مقتل نحو 250 شخصا منذ 22 أبريل/ نيسان. وساهم العنف أيضا في تعثر محادثات السلام في جنيف بعد انسحاب وفد المعارضة الرئيسية منها في وقت سابق هذا الشهر.

لكن يبدو أن "نظام التهدئة" المؤقت الذي أعلنه الجيش السوري في وقت متأخر أمس الجمعة صمد في منطقتين أخريين شهدتا قتالا في الآونة الأخيرة في محافظة اللاذقية الساحلية بشمال غرب البلاد وفي ضواحي العاصمة دمشق. وقالت الحكومة السورية إن "نظام التهدئة" محاولة لإنقاذ اتفاق وقف الأعمال القتالية. لكن مصدرا عسكريا قال إن حلب خارج هذا النظام.

واتهم أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، الحكومة بانتهاك اتفاق وقف الأعمال القتالية "يوميا". وأضاف أن المعارضة مستعدة لإحياء الاتفاق لكنها تحتفظ بحق الرد على الهجمات. وتتبادل الأطراف المتحاربة الاتهامات بانتهاك الهدنة.

من جانبه أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف السبت أن موسكو لن تطلب من دمشق وقف غاراتها الجوية على منطقة حلب التي تشهد مواجهات عنيفة منذ 22 نيسان/ ابريل. وقال غاتيلوف في مقابلة مع وكالة انترفاكس الروسية للأنباء، "كلا، لن نمارس ضغوطا (على النظام السوري ليوقف ضرباته) لأنه ينبغي الفهم أن ما يحصل هنا هو مكافحة للخطر الإرهابي".

أما وزارة الخارجية الأمريكية فقالت إن الوزير جون كيري سيزور جنيف في الأول والثاني من مايو/ أيار لمناقشة الصراع السوري مع نظيريه الأردني والسعودي ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا. وأضافت الوزارة في بيان أن "الوزير سيستعرض في كل مناقشاته الجهود الحالية للتأكيد مجددا على وقف الأعمال القتالية في أنحاء سوريا وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل والذي تعهدت به الحكومة السورية ودعم انتقال سياسي". وقالت الولايات المتحدة أمس الجمعة إنها تجري مناقشات مع روسيا بشأن مساعي تجديد وقف الأعمال القتالية في سوريا عقب القصف الذي استهدف مستشفى في حلب. أ ف ب ، رويترز