سوريا: بعد قصف للنظام وروسيا الآلاف ينزحون من ريف درعا - محافظة تسيطر المعارضة على 70% منها

وقال أحد النازحين: "أتوقع الحرب خصوصاً بعدما ألقت (قوات النظام) مناشير تهدد منطقة مثلث الموت بالحرب والقصف والدمار". ويطلق أهل الجنوب على المنطقة التي تربط بين محافظات دمشق ودرعا والقنيطرة جنوباً اسم "مثلث الموت" نتيجة المعارك الدامية التي شهدتها قبل سنوات. وتقع بلدة كفرشمس في هذه المنطقة. وحذرت الأمم المتحدة الخميس 21 / 08 / 2018 من تداعيات التصعيد على سلامة مئات الآلاف من المدنيين. وتشير تقديراتها إلى وجود نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد. وشنت روسيا غارات على مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة في جنوب سوريا في وقت متأخر السبت 23 / 06 / 2018 وذلك للمرة الأولى منذ أن وافقت على وقف لإطلاق النار في هذه المنطقة قبل عام تقريبا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سوريا إحدى مناطق خفض التوتر التي نتجت عن محادثات إستانا. واتفقت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن في تموز/يوليو الماضي 2017 على وقف إطلاق النار فيها.  وقد نزح أكثر من 12 الف شخص خلال الأيام الماضية من محافظة درعا اثر قصف للنظام، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس 22 / 14 / 2018. وصرح قيادي في أحد الفصائل السورية المعارضة في جنوب سوريا لوكالة فرانس برس الأحد 24 / 06 / 2018 أن الولايات المتحدة أبلغت هذه الفصائل بأنها لن تتدخل عسكرياً لدعمها في مواجهة هجوم وشيك لقوات النظام السوري. وقال القيادي إن واشنطن أبلغت الفصائل بذلك برسالة اطلعت فرانس برس على نسخة منها. وجاء في الرسالة التي كتبت باللغة العربية: "لا بد من توضيح موقفنا: نفهم أنه يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا". وبدأت قوات النظام السوري الثلاثاء تكثيف قصفها على محافظة درعا وتحديدا ريفها الشرقي، ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة في المنطقة الجنوبية التي تسيطر فصائل معارضة يعمل معظمها تحت مظلة النفوذ الأمريكي الأردني على أجزاء واسعة منها. وقالت الرسالة الصادرة عن جهة رسمية أمريكية بحسب القيادي: "نحن في حكومة الولايات المتحدة نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن ولا نزال ننصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري". ولم يصدر أي تعليق من واشنطن حول الرسالة. وقال القيادي في الفصيل إن "محتوى الرسالة (هو) أن أمريكا لن تكون قادرة على مساعدة الجنوب، اي ما معناه دافعوا عن أنفسكم"، مشيراً إلى أن الرسالة جاءت كـ"توضيح من الولايات المتحدة وليست رداً على طلب من الفصائل". وأضاف: "نحن نعرف أساساً انهم لن يتدخلوا". وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية. وتستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وتكتسب المنطقة الجنوبية التي تضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق. ويحضر مستقبل الجنوب السوري في محادثات تدور بشكل أساسي بين روسيا الداعمة لدمشق والولايات المتحدة وأيضاً الأردن وإسرائيل. وكانت رئيس النظام السوري بشار الأسد قال إن هناك خيارين أمام الفصائل إما "المصالحة" أو الحسم العسكري، مشيراً في مقابلة الشهر الحالي إلى طرح روسي بـ"إعطاء فرصة للتسويات". وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 في المئة من كل من محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقتصر تواجدها في السويداء على أطراف المحافظة الغربية. وتعد تلك المحافظات احدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أمريكية أردنية في تموز/يوليو الماضي 2017، لتشهد توقفاً كاملاً في الأعمال القتالية. وكانت قوات النظام سيطرت على منطقتي خفض تصعيد خلال الأشهر الماضية هما الغوطة الشرقية وريف حمص (وسط) الشمالي، ولم يبق بين المناطق الأربع سوى جنوب البلاد ومحافظة إدلب (شمال غرب). ويهدد شن هجوم كبير بتصعيد أوسع نطاقا، مع تحذير الولايات المتحدة دمشق من أنها سترد على انتهاكات اتفاق منطقة "خفض التصعيد" الذي أبرمته واشنطن مع روسيا حليفة الأسد العام الماضي 2017 لاحتواء الحرب في الجنوب الغربي. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس إن لديها تقارير بأن الحكومة السورية "انتهكت منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي وبدأت توجيه ضربات جوية وشن هجمات بالمدفعية والصواريخ"، محذرة من "عواقب وخيمة". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وأحد مقاتلي المعارضة يوم الجمعة إن طائرات هليكوبتر تابعة للنظام السوري أسقطت أكثر من 12 برميلا متفجرا على أراض خاضعة لسيطرة المعارضة شمال شرقي درعا. وقال متحدث باسم جماعة جيش الثورة، التي تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر، إن استخدام الحكومة البراميل المتفجرة يختبر الموقف الأمريكي. وأضاف متحدثا إلى رويترز: "أعتقد هو للآن (النظام) يختبر أمرين: ثبات مقاتلي الجيش الحر ومدى التزام الولايات المتحدة الأمريكية باتفاق خفض التصعيد في الجنوب". وتمثل المنطقة أيضا مصدر قلق استراتيجي لإسرائيل التي وجهت ضربات لمقاتلين موالين للجيش السوري ومدعومين من إيران. ويلعب هؤلاء المقاتلون، ومن بينهم مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية، دورا مهما في الحرب التي يخوضها الأسد منذ أكثر من سبع سنوات مع مسلحي المعارضة، حتى بعد تدخل روسيا في الصراع في 2015. ونقلت جريدة الأخبار الموالية لحزب الله يوم الجمعة عن السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين قوله إن الجيش السوري يستعيد الجنوب الغربي بمساعدة من موسكو. واستعاد نظام الأسد هذا العام 2018 آخر جيوب في يد المعارضة قرب العاصمة دمشق ومدينة حمص بما في ذلك منطقة الغوطة الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية. لكن لا تزال هناك مناطق كبيرة خارج نطاق سيطرته. فبالإضافة إلى الجنوب جانب الجنوب الغربي للبلاد، يسيطر مقاتلو المعارضة أيضا على مساحة في شمال غرب سوريا. وتسيطر جماعات معارضة مدعومة من تركيا على أجزاء من المنطقة الحدودية الشمالية. ويسيطر تحالف مقاتلين أكراد وعرب تدعمهم الولايات المتحدة على ربع المناطق السورية الواقعة شرقي نهر الفرات. ولدى الولايات المتحدة أيضا قاعدة في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن تتحكم في الطريق السريع الذي يربط دمشق وبغداد. ......................................... في أرض قاحلة وتحت حرارة الشمس، ينهمك رجال ونساء في وضع شوادر بيضاء اللون فوق قضبان حديدية لتصبح خيماً تأويهم وأطفالهم بعدما فروا مسرعين على وقع التصعيد العسكري في جنوب سوريا. بعد أيام من القصف العنيف، لم يجد الآلاف في قرى وبلدات ريف درعا الشرقي والشمالي خياراً أمامهم سوى الفرار، تركوا خلفهم منازلهم وتنقلوا في مناطق أكثر أمناً تحت سيطرة الفصائل المعارضة.  ووجد بعضهم ملجأ في مخيم جديد للنازحين في قريبة بريقة في جنوب محافظة القنيطرة برغم أنه يفتقد إلى أدنى الخدمات الأساسية. يستريح علي الحمصي (36 عاماً) بعدما أنهكه نصب خيمة له ولعائلته، هو النازح حديثاً من بلدة كفرشمس في ريف درعا الشمالي. ويقول الشاب: "لم أكن أنوي الذهاب إلى أي مكان، لكن شدة القصف خلال الأيام الأخيرة اضطرتنا للخروج، خاصة بعدما أدى القصف لموت أكثر من شخص لدينا (...) هذا ما دفعنا للخروج". وبدأت قوات النظام الثلاثاء 19 / 06 / 2018 تكثيف قصفها على ريف محافظة درعا الشرقي والشمالي الشرقي ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة ضد الفصائل المعارضة التي تسيطر على سبعين في المئة من المحافظة الجنوبية. 

درعا - سوريا
درعا - سوريا

 وتسبب قصف قوات النظام منذ الثلاثاء بمقتل 18 مدنياً، بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي وثق أيضاً نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال ثلاثة أيام فقط غالبيتهم من ريف درعا الشرقي. يجلس الحمصي على الأرض إلى جانب أطفاله ويقول "نُحضر الخيمة لنجد مكانا نأوي فيه فقط (...) لكن هناك نقص في مقومات الحياة فلا توجد حتى مياه للشرب أو الغسيل". وكان الحمصي الذي وصل الجمعة 22 / 06 / 2018 إلى بريقة برفقة آخرين من أوائل الوافدين إلى المخيم الجديد في منطقة الجولان الذي بات يأوي عشرات العائلات النازحة من ريف درعا. ويخشى الحمصي أن يطول بقاءه في المخيم في حال توسعت المعارك في المنطقة الجنوبية. ويقول وقد اعتمر قبعة تحميه من أشعة الشمس: "أتوقع الحرب خصوصاً بعدما ألقت (قوات النظام) مناشير تهدد منطقة مثلث الموت بالحرب والقصف والدمار". ويطلق أهل الجنوب على المنطقة التي تربط بين محافظات دمشق ودرعا والقنيطرة جنوباً اسم "مثلث الموت" نتيجة المعارك الدامية التي شهدتها قبل سنوات. وتقع بلدة كفرشمس في هذه المنطقة. وألقت قوات النظام خلال الأسابيع القليلة الماضية منشورات فوق مناطق سيطرة المعارضة في محافظتي درعا والقنيطرة تحذر من عمليات عسكرية وشيكة وتدعو المقاتلين إلى الاستسلام. وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية.  وهي تستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية الى المنطقة، وتتركز الاشتباكات حالياً على ريف درعا الشرقي المحاذي لمحافظة السويداء. وحذرت الأمم المتحدة الخميس 21 / 08 / 2018 من تداعيات التصعيد على سلامة مئات الآلاف من المدنيين. وتشير تقديراتها إلى وجود نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد. في المخيم الجديد، يساعد بعض الأطفال أهاليهم في بناء الخيم، ويجلس آخرون ينتظرون بين أغراض قليلة تمكن الفارون من حملها معهم من فرش وأوان وجرار غاز وأغطية. وصل فارس الصلخدي (58 عاماً) وعائلته قبل ثلاثة أيام إلى المخيم الجديد هارباً من مدينته إنخل في ريف درعا الشمالي. ويقول: "القصف كان عشوائياً (...) أتينا إلى هنا على متن دراجة نارية وحملت أغراضي معي، لكن لا يوجد مقومات حياة، لا مياه ولا مراحيض ولا أكل". يضيف الصلخدي: "أتوقع الحرب في المنطقة الجنوبية، سيأتي النازحون إلى هنا من جميع القرى (...) الحرب ليست بعيدة". ينهمك احد الرجال بالبحث عن حجارة كبيرة بمساعدة بعض الأطفال، يضعونها جنباً إلى جنب لتتحول إلى أرضية للخيمة. والهدف منها منع خروج الأفاعي والعقارب من التراب في مكان سيتحول إلى منزل لهم خلال الفترة المقبلة. وعلى مقربة منهم، ينشغل رجلان عجوزان وامرأتان في وضع شادر كتب عليه شعار مفوضية الأمم المتحدة للاجئين فوق قضبان حديدة، وإلى جانبهم تكدست حاجياتهم من أغطية وثياب وقد نام فوقها أحد الأطفال بانتظار أن تنتهي عائلته من عملها. يجلس محمد الحمصي (74 عاماً) من بلدة كفرشمس إلى جانب أغراض أتى بها من منزله. ويقول "أتيت وعائلتي الى المخيم في سيارة مقابل عشرة آلاف ليرة سورية (حوالى 23 دولاراً)". ويضيف الرجل العجوز، الذي غزا الشيب رأسه وشاربيه أن "قصف النظام دفعنا إلى المجيء الى هنا، كاد يهبّط علينا المنازل (...) جئنا من تحت القصف، لكن هنا لا يوجد حتى خيمة نلجأ إليها، نحن فقط تحت الشمس وفوق الأرض". ينفعل الحمصي أثناء حديثه، ويتساءل غاضباً "ما هذه الحياة؟ إذا أرادت المرأة قضاء حاجتها لا يوجد حمام، هذه فضيحة وعيب". فر بشير النصر (42 عاماً) قبل أيام من بلدته عقربا. انتظر توقف القصف ليتوجه وعائلته على دراجة نارية إلى منطقة الجولان. ويقول: "القصف الهمجي والخوف على أنفسنا وأطفالنا أتى بنا إلى هنا، خرجنا لنبحث عن الأمان". غارات روسية على جنوب سوريا للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار عام 2017 (المرصد) وشنت روسيا غارات على مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة في جنوب سوريا في وقت متأخر السبت 23 / 06 / 2018 وذلك للمرة الأولى منذ أن وافقت على وقف لإطلاق النار في هذه المنطقة قبل عام تقريبا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد بأن هناك "غارات روسية مكثفة على عدة بلدات في ريف درعا الشرقي، لأول مرة منذ وقف إطلاق النار في الجنوب السوري منذ عام. هناك أكثر من 25 غارة جوية". ولم يكن بوسع المرصد إعطاء حصيلة للضحايا.  وأشار المرصد إلى أن المقاتلات المستخدمة السبت لشن الغارات أتت من قاعدة حميميم الواقعة في شمال غرب سوريا. وقال الناشط الإعلامي محمد إبراهيم الموجود في بلدة بصر الحرير في شمال شرق درعا لوكالة فرانس برس "بدأت الضربات الروسية حوالى الساعة 22,30 (19,30 بتوقيت غرينتش) وتوقفت بعد منتصف الليل".  وأوضح أنه لجأ مع سكان البلدة، عندما سمعوا هدير المقاتلات، إلى الطبقات السفلية والملاجئ، متحدثا عن أن دوي القصف استمر ساعتين. وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سوريا إحدى مناطق خفض التوتر التي نتجت عن محادثات إستانا. واتفقت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن في تموز/يوليو الماضي 2017 على وقف إطلاق النار فيها.  وقد نزح أكثر من 12 الف شخص خلال الأيام الماضية من محافظة درعا اثر قصف للنظام، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس 22 / 14 / 2018. وأعلنت الأمم المتحدة ان الهجوم الذي يشنه النظام يهدد أكثر من 750 ألف شخص في المنطقة. وتسيطر فصائل معارضة مختلفة على قرابة 70% من منطقة درعا حيث يحتفظ تنظيم الدولة الإسلامية بوجود هامشي. واشنطن أبلغت الفصائل المعارضة في جنوب سوريا بالا تتوقع دعما عسكريا منها (قيادي) وصرح قيادي في أحد الفصائل السورية المعارضة في جنوب سوريا لوكالة فرانس برس الأحد 24 / 06 / 2018 إن الولايات المتحدة أبلغت هذه الفصائل بانها لن تتدخل عسكرياً لدعمها في مواجهة هجوم وشيك لقوات النظام السوري. وقال القيادي إن واشنطن أبلغت الفصائل بذلك برسالة اطلعت فرانس برس على نسخة منها. وجاء في الرسالة التي كتبت باللغة العربية: "لا بد من توضيح موقفنا: نفهم أنه يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا". وبدأت قوات النظام السوري الثلاثاء تكثيف قصفها على محافظة درعا وتحديدا ريفها الشرقي، ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة في المنطقة الجنوبية التي تسيطر فصائل معارضة يعمل معظمها تحت مظلة النفوذ الأمريكي الأردني على أجزاء واسعة منها. 

حدود الأردن مع سوريا قرب درعا
حدود الأردن مع سوريا

 وقالت الرسالة الصادرة عن جهة رسمية أمريكية بحسب القيادي: "نحن في حكومة الولايات المتحدة نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن ولا نزال ننصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري". ولم يصدر أي تعليق من واشنطن حول الرسالة. وقال القيادي في الفصيل إن "محتوى الرسالة (هو) أن أمريكا لن تكون قادرة على مساعدة الجنوب، اي ما معناه دافعوا عن أنفسكم"، مشيراً إلى أن الرسالة جاءت كـ"توضيح من الولايات المتحدة وليست رداً على طلب من الفصائل". وأضاف "نحن نعرف أساساً أنهم لن يتدخلوا". وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية. وتستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وتكتسب المنطقة الجنوبية التي تضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق. ويحضر مستقبل الجنوب السوري في محادثات تدور بشكل أساسي بين روسيا الداعمة لدمشق والولايات المتحدة وأيضاً الأردن وإسرائيل. وكانت رئيس النظام السوري بشار الأسد قال إن هناك خيارين أمام الفصائل إما "المصالحة" أو الحسم العسكري، مشيراً في مقابلة الشهر الحالي إلى طرح روسي بـ"إعطاء فرصة للتسويات". وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 في المئة من كل من محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقتصر تواجدها في السويداء على أطراف المحافظة الغربية. وتعد تلك المحافظات احدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أمريكية أردنية في تموز/يوليو الماضي 2017، لتشهد توقفاً كاملاً في الأعمال القتالية. وكانت قوات النظام سيطرت على منطقتي خفض تصعيد خلال الأشهر الماضية هما الغوطة الشرقية وريف حمص (وسط) الشمالي، ولم يبق بين المناطق الأربع سوى جنوب البلاد ومحافظة إدلب (شمال غرب). ودعت كل من واشنطن والأمم المتحدة السبت 23 / 06 / 2018 إلى وقف العمليات العسكرية في الجنوب. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي: "ستكون روسيا مسؤولة عن أي تصعيد جديد في سوريا". وشاركت روسيا ليل السبت للمرة الأولى منذ عام في شن غارات على مناطق سيطرة المعارضة في درعا دعماً لقوات النظام، التي تخوض منذ أيام اشتباكات في ريف المحافظة الشرقي. المرصد والمعارضة السورية: الجيش أسقط براميل متفجرة على جنوب غرب سوريا * المرصد: طائرات هليكوبتر أسقطت أكثر من 12 برميلا متفجرا* الأسد تعهد باستعادة المنطقة القريبة من الأردن* الجيش السوري يصعد هجومه على المنطقة* شن هجوم كبير يهدد بتصعيد أوسع نطاقا وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وأحد مقاتلي المعارضة يوم الجمعة 22 / 06 / 2018 إن طائرات هليكوبتر تابعة للحكومة السورية أسقطت براميل متفجرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد في تصعيد لهجوم شمل حتى الآن قصفا مدفعيا مع استخدام محدود للقوة الجوية. وقال المرصد ومقره بريطانيا إن طائرات الهليكوبتر أسقطت أكثر من 12 برميلا متفجرا على أراض خاضعة لسيطرة المعارضة شمال شرقي درعا مما تسبب في أضرار مادية دون خسائر بشرية. وقال أبو بكر الحسن المتحدث باسم جماعة جيش الثورة المعارضة إن هذه البراميل أسقطت على ثلاث بلدات وقرى وإن طائرات حربية استهدفت منطقة أخرى. وتعهد رئيس النظام السوري بشار الأسد باستعادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن ومع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وشرع الجيش في تصعيد هجومه هناك. ويركز الهجوم على مدينة الحراك وبلدة بصر الحرير وسيؤدي لشطر منطقة خاضعة للمعارضة تمتد شمالا إلى أراض يسيطر عليها النظام السوري. ويهدد شن هجوم كبير بتصعيد أوسع نطاقا، مع تحذير الولايات المتحدة دمشق من أنها سترد على انتهاكات اتفاق منطقة "خفض التصعيد" الذي أبرمته واشنطن مع روسيا حليفة الأسد العام الماضي 2017 لاحتواء الحرب في الجنوب الغربي. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس إن لديها تقارير بأن الحكومة السورية "انتهكت منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي وبدأت توجيه ضربات جوية وشن هجمات بالمدفعية والصواريخ"، محذرة من "عواقب وخيمة". وقال الحسن المتحدث باسم جماعة جيش الثورة، التي تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر، إن استخدام الحكومة البراميل المتفجرة يختبر الموقف الأمريكي. وأضاف متحدثا إلى رويترز: "أعتقد هو للآن (النظام) يختبر أمرين: ثبات مقاتلي الجيش الحر ومدى التزام الولايات المتحدة الأمريكية باتفاق خفض التصعيد في الجنوب". وتمثل المنطقة أيضا مصدر قلق استراتيجي لإسرائيل التي وجهت ضربات لمقاتلين موالين للجيش السوري ومدعومين من إيران. ويلعب هؤلاء المقاتلون، ومن بينهم مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية، دورا مهما في الحرب التي يخوضها الأسد منذ أكثر من سبع سنوات مع مسلحي المعارضة، حتى بعد تدخل روسيا في الصراع في 2015. ونقلت جريدة الأخبار الموالية لحزب الله يوم الجمعة عن السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين قوله إن الجيش السوري يستعيد الجنوب الغربي بمساعدة من موسكو. واستعاد نظام الأسد هذا العام 2018 آخر جيوب في يد المعارضة قرب العاصمة دمشق ومدينة حمص بما في ذلك منطقة الغوطة الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية. لكن لا تزال هناك مناطق كبيرة خارج نطاق سيطرته. فبالإضافة إلى الجنوب جانب الجنوب الغربي للبلاد، يسيطر مقاتلو المعارضة أيضا على مساحة في شمال غرب سوريا. وتسيطر جماعات معارضة مدعومة من تركيا على أجزاء من المنطقة الحدودية الشمالية. ويسيطر تحالف مقاتلين أكراد وعرب تدعمهم الولايات المتحدة على ربع المناطق السورية الواقعة شرقي نهر الفرات. ولدى الولايات المتحدة أيضا قاعدة في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن تتحكم في الطريق السريع الذي يربط دمشق وبغداد. وقال قائد في التحالف الإقليمي الداعم للأسد الخميس إن ضربة أمريكية قتلت أحد أفراد الجيش السوري قرب التنف. لكن وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن إحدى جماعات المعارضة السورية المسلحة اشتبكت مع "قوة معادية غير محددة" قرب التنف لكن ذلك لم يسفر عن سقوط أي قتلى من الجانبين. وينفي النظام السوري استخدامه البراميل المتفجرة، وهي عبوات مملوءة بمواد متفجرة تسقطها طائرات هليكوبتر ولا يمكن تصويبها بدقة. ومع ذلك وثّق محققو الأمم المتحدة مرارا استخدام دمشق لهذه البراميل خلال الصراع. (أ ف ب ، رويترز).