ضمان أمن إسرائيل محور التعاون بين روسيا بوتين وأمريكا ترامب بشأن سوريا وإيران

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة وروسيا ستعملان معا لضمان أمن إسرائيل. وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين "تحدث كلانا مع بيبي (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) وهما يريدان القيام بأمور معينة مع سوريا تتعلق بسلامة إسرائيل. "روسيا والولايات المتحدة ستعملان بشكل مشترك" في هذا الصدد. وقال ترامب "توفير الأمن لإسرائيل شيء يود بوتين وأنا أن نراه بشكل كبير جدا". وقال بوتين إن ترامب قضى وقتا طويلا يتحدث عن إسرائيل خلال محادثاتهما. وأضاف أن الظروف متوافرة لقيام تعاون فعال بشأن سوريا. وقال ترامب إنهما يريدان أيضا مساعدة الشعب السوري "على أساس إنساني". وأضاف: "جيشانا (الأمريكي والروسي) متوافقان بشكل أفضل من زعمائنا السياسيين منذ سنوات. ونتوافق أيضا في سوريا". وقال ترامب أيضا إنه شدد على أهمية الضغط على إيران وهي من حلفاء روسيا في حين قال بوتين إنه يدرك معارضة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران والتي تؤيده روسيا. وتوصلت روسيا وتركيا الثلاثاء 17 / 07 / 2018 إلى اتفاق ينص على إجلاء سكان بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا واللتين تعتبران آخر منطقتين محاصرتين في البلاد. ويتزامن ذلك مع عملية عسكرية تخوضها قوات النظام بدعم روسي بهدف استعادة كامل جنوب البلاد، بحيث لا يبقى خارج سيطرة دمشق بشكل أساسي سوى مناطق واسعة في الشمال السوري.  وكان بنيامين نتنياهو ذكر يوم الأحد أنه بحث سوريا وإيران مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبيل اجتماع الأخير مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال نتنياهو موجها حديثه لأعضاء الحكومة الإسرائيلية، إنه تحدث هاتفيا مع ترامب وإن الرئيس الأمريكي أكد مجددا على التزامه تجاه إسرائيل. والتقى ترامب في هلسنكي يوم الإثنين 16 / 07 / 2018 ببوتين الذي يساند دمشق ويجري حوار منتظما مع طهران. واعتبرت المؤسسة السياسية والعسكرية الروسية المحادثات بين الزعيمين الروسي والأمريكي في هلسنكي نصرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مواجهة تصميم الغرب على التعامل مع روسيا كدولة منبوذة. وجاء تقرير نشرته صحيفة روسيسكايا جازيتا الحكومية عن القمة التي جرت الإثنين تحت عنوان "محاولات الغرب لعزل روسيا فشلت". ويأتي مدح النخبة الروسية لبوتين أثناء القمة على النقيض من رد الفعل في واشنطن حيث واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهاما من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه بأنه فشل أمام بوتين. وفي موسكو كان هناك إدراك بأن القمة لن تتمخض عن انفراجات كبرى بشأن مسائل منها سوريا وأوكرانيا والحد من التسلح. وقبيل القمة خفض الكرملين سقف توقعاته بشأنها. وعوضا عن ذلك كان التركيز على رمزية جلوس زعيم أكبر قوة عظمى في العالم وجها لوجه مع بوتين بعد أربعة أعوام من العزلة الدولية التي أعقبت ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014. وقال أليكسي بوشكوف عضو مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى للبرلمان الروسي) "من المضحك تذكر هراء (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما وآخرين عن أن روسيا صارت ’قوة إقليمية’ ضعيفة". وأضاف على تويتر يوم الإثنين "اهتمام العالم كله منصب اليوم على هلسنكي والأمر بالغ الوضوح لكل ذي عينين: مصير العالم تحدده روسيا والولايات المتحدة. زعيما أكبر قوتين على كوكبنا يلتقيان". وردا على أسئلة صحفيين في هلسنكي عن سير المحادثات قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "كانت عظيمة للغاية". وقال مقربون من مؤسسة السياسة الخارجية الروسية إن فرصة إظهار بوتين ندا للرئيس الأمريكي كانت أحد أهداف الكرملين الكبرى لدى الإعداد لهذه القمة. ويستند الجزء الأكبر من شعبية بوتين محليا، سواء لدى المواطن العادي أو المنتمين للنخبة، على قاعدة استعادة الثقل الدولي الذي فقدته روسيا مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. وكتب مارك جاليوتي المدرس بمعهد العلاقات الدولية الروسي في براغ على تويتر إن الشكل الذي خرج به المؤتمر الصحفي بعد القمة "كان في الواقع أفضل ما يمكن أن يأمل به الكرملين". وقال "أتيح لبوتين أن يبدو كشخص ناضج ويقدم روسيا كقوة مساوية للولايات المتحدة". وخلال تعاملات أمس الإثنين ارتفعت قيمة الروبل الروسي بنسبة 0.4 في المئة مقابل الدولار الأمريكي. واعترف مسؤولون في الكرملين، خلال أحاديث خاصة قبل القمة، بصعوبة تحديد الوسيلة المثلى للتعامل مع زعيم أمريكي مثل ترامب معروف عنه تقلب المزاج والاستهانة بآداب السياسة. كما عبر مساعدون لبوتين أيضا عن الإحباط بعد فشل محاولاتهم لإصلاح العلاقات الأمريكية الروسية بسبب خصوم ترامب في الولايات المتحدة. ويزعم منتقدو ترامب وقوع تواطؤ بين روسيا وحملته للانتخابات الرئاسية عام 2016 وهو ما ينفيه ترامب وروسيا. (رويترز ، أ ف ب).