في معرض فرانكفورت للكتاب في ألمانيا، إعلان منح المغربي علي أنوزلا جائزة الصحفيين الشجعان

قررت لجنة "جائزة رائف بدوي الدولية للصحفيين الشجعان" منح الصحفي المغربي علي أنوزلا جائزة هذا العام 2015. وأعلنت اللجنة الألمانية المستقلة المنبثقة عن الرابطة الدولية للإعلام (إيما) منح الجائزة للصحفي المغربي اليوم السبت 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وذلك أثناء فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب المقام في مدينة فرانكفورت الألمانية. وقال علي أنوزلا في حوار مع DW بهذه المناسبة: "ما ينتابني الآن هو شعور مزيج من الفخر والحزن. فخور لأنه مازال هناك في عالم اليوم من يفكر بأن الكفاح من أجل قيم الحرية والديمقراطية يستحق أن يكافئ عليه وينوه بمن اختاروا طريقه الصعب". وتعتبر اللجنة الألمانية المستقلة المنبثقة عن الرابطة الدولية للإعلام علي أنوزلا من الصحفيين القلائل المستقلين في المغرب، لأنه يغطي باستمرار عبر تحقيقاته الصحفية انتهاكات حقوق الإنسان، متجرئا على تجاوز التابوهات في منطقته ومنتقدا سياسات بلده، وطارحا علامات استفهام مثلا على الطريقة التي يدير بها المغرب ملف الصحراء الغربية الواقعة جنوب البلاد. ووفقا للمراقبين له فقد أدخلته هذه الجرأة في سبتمبر/ أيلول 2013 في مواجهة تم فيها رفع دعوى ذات دوافع سياسية تتهمه بدعم مزعوم لـ "الإرهاب"، وهو ما جعل أنوزلا يواجه عقوبة احتجاز في السجن تصل إلى 20 عاما.

 

ويكتب الصحفي البارز علي أنوزلا أيضاً مقالات لمواقع صحفية ألمانية مثل موقع دويتشه فيله وموقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي، وهنا نص حوار أجرته دويتشه فيله مع الكاتب المغربي بمناسبة حصوله على "جائزة رائف بدوي الدولية للصحفيين الشجعان":

بماذا شعرتَ حِينَ أُعْلِمتَ بمنحك جائزة "رائف بدوي" الدولية للصحفيين الشجعان؟ ماذا تعني لك هذه الجائزة؟

علي أنوزلا: ما ينتابني الآن هو شعور مزيج من الفخر والحزن. فخور لأنه مازال هناك في عالم اليوم من يفكر بأن الكفاح من أجل قيم الحرية والديمقراطية يستحق أن يكافأ عليه وينوه بمن اختاروا طريقه الصعب. وحزين في نفس الوقت لأن الشاب السعودي الذي تحمل اسمه هذه الجائزة يقبع في سجن واحد من أكثر الأنظمة سوءا في احترام حقوق الإنسان. أما الجائزة فهي اعتراف آخر على أن طريق الصحافة المستقلة والمهنية في بيئة لا تساعد على ذلك، هو اختيار صائب بالرغم من كل المصاعب التي قد تعترضه.

ماذا تقول لمن ليس مقتنعاً بعد باستحقاق أن تحمل هذه الجائزة اسم "رائف بدوي"؟ وماذا مثلت بالنسبة لك قضيته؟

علي أنوزلا: رائف بدوي هو شاب كان يمكن أن يعيش حياة مرفهة في واحد من أغنى بلدان العالم، لكن بما أنه صاحب رأي فهو يدفع اليوم ثمن جرأته على التعبير عن رأيه، وتحول اسمه إلى رمز لشجاعة الرأي. نحن في حاجة إلى من يقدم المثل والنموذج للشباب صاحب الفكر الحر والمستقل والشجاع، ورائف بدوي، في محنته يختزل كل هذه القيم النبيلة قيم الحرية والاستقلالية والشجاعة.

من هو الصحفي الشجاع في نظرك؟

الشجاعة أمر نسبي، وبالنسبة لي الشجاعة هي القدرة على استعمال العقل عندما يخاف القلب. عندما تُدافع عن أفكار كونية وقيم إنسانية فأنت لا تحتاج أن تكون شجاعا، يكفي فقط أن تكون مقتنعا بما تقوم به فهذا هو الذي يجعلك متميزا في نظر الآخرين. وكما يقول أرسطو: "ليست الشجاعة أن تقول ما تعتقد، إنما الشجاعة أن تعتقد كل ما تقول". ويبقى في نظر الصحفي الشجاع هو ذلك الذي يستخدم ملكة العقل في الشك وفي طرح الأسئلة وفي الاعتذار عند الخطأ.

ما هي أكثر تجاربك الشخصية الصحفية التي شعرت فيها بأنك مهدد بدفع ثمن باهظ جراء شجاعتك الصحفية؟

عندما تكون تمارس مهنة توصف بأنها "مهنة المتاعب" في بلد لا توجد فيه الضمانات القانونية والقضائية الكافية لحماية الصحفيين، فإن كل خطوة يمكن أن تكون خطيرة على صحابها. نحن نشتغل في مناخ الحرية تخضع فيه لمزاج الحاكم، وبالتالي فما يمكن أن يكون اليوم متاحا ربما قد يتحول غدا إلى محظور. والصحافي مطالب أن تكون له حاسة سادسة قادرة على التكيف مع تقلبات مزاج السلطة.

ليس لدي أي خوف من النقد، خاصة النقد المبني على الحجج والأدلة الموثقة، وليس لدي أي خوف من التعبير عن الرأي بكل حرية وجرأة مادمت احترم أخلاقيات المهنة والقوانين الجاري بها العمل. الخوف ينتابني دائما عندما أكون بصدد التحقيق في موضوع حساس، الخوف من عدم التدقيق في المعلومة وتمحيصها، الخوف من التلاعب بي من طرف المصادر.

هذا الشعور انتابني عندما كنا بصدد معالجة فضيحة الإسباني الذي اغتصب 11 طفلة قاصرة مغربية وصدر في حقه عفو ملكي. كنا ندرك حساسية وخطورة الموضوع، وكنا ندرك صعوبة تمحيص المعلومات الشحيحة التي توفرت لدينا، وكنا أمام عامل الزمن الذي كان يضغط علينا بقوة، وكنا أمام الهجوم الذي شنته السلطة علينا من خلال وسائل إعلام موالية لها كذبت في البداية روايتنا، وكنا أمام ضغط الرأي العام الغاضب، وكنا أمام محك مصداقيتنا ومهنيتنا، وكنا قبل كل شيء نعرف أننا وضعنا أنفسنا في مواجهة النظام الذي خدشنا كبريائه، لذلك كنا نتوقع ردة فعله الغاضبة والتي لم تتأخر، فبعد شهر ونصف من هذه الفضيحة التي هزت صورة النظام اعتقلت ووجهت لي تهمة الإشادة بالإرهاب وتقديم الدعم المادي له!

أين أنت يوم 17 / 10 / 2015 حين يتم الإعلان في فرانكفورت عن استحقاقك الجائزة؟ وهل ستحضر إلى برلين في يوم 13 / 11 / 2015 لتسلمها؟

يوم السبت 17 أكتوبر قررت اللجنة الوطنية للتضامن مع المعطي منجب، وهو ناشط مدني مضرب عن الطعام منذ 13 يوما احتجاجا على مجموعة من المضايقات التي يتعرض له من طرف السلطة بسبب آرائه ومواقفه المدافعة عن حرية الرأي والتعبير، أن تتضامن رمزيا معه، من خلال تنفيذ يوم إضراب جماعي عن الطعام. وبما أني عضو سكرتارية هذه اللجنة فسأكون مضربا عن الطعام في مقر "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" التي يعتصم بها منجب، إلى جانب كل من سيشارك في هذا العمل التضامني الرمزي.

أما يوم 13 نوفمبر فسأكون سعيدا لو تمكنت من السفر للحضور إلى برلين لشكر الساهرين على هذه الجائزة على تكريمهم لي، وأيضا لأشد على أيدي زوجة بدوي وأحيي شجاعتها، وأعلن عن انخراطي في معركتها من أجل أن ينال زوجها حريته. لكن صراحة لا أعرف ما إذا كان سيكون بإمكاني السفر، لأن قاضي التحقيق المكلف بالإرهاب في المغرب وجه لي استدعاء جديدا قبل يومين لاستئناف التحقيق معي في نفس الموضوع الذي اعتقلت من أجله عام 2013. أتمنى أن يكون الأمر مجرد صدفة سيئة وأن لا يحول ذلك دون سفري. وفي كل الحالات فإن التزامي بالدفاع عن حرية بدوي أصبح جزءا من نضالي اليومي إلى أن ينال حريته ويعود إلى أسرته الصغيرة. اقرأ كامل المقال من المصدر دويتشه فيله

 

اقرأ من مواضيع الصحفي علي أنوزلا على موقع قنطرة:

 

  

تجربة حزب العدالة والتنمية في المغرب

"العدالة والتنمية" المغربي... رضى القصر قبل ثقة الشعب

ينظر الكثير من المراقبين الأجانب إلى تجربة حزب "العدالة والتنمية" المغربي على اعتبار أنها أنجح تجارب حكم الإسلاميين في الدول، التي شهدت حراكا شعبيا بتأثير من ثورات "الربيع العربي". لكن من شأن النظر من الداخل وعن كثب إلى هذه التجربة أن يعيد صياغة الحكم عليها. هذا ما يحاول أن يقوم به علي أنوزلا من خلال قراءة من الداخل لتجربة ظلت بعيدة عن الأضواء.المزيد

ملف خاص حول: المعارضة المغربية"العدالة والتنمية": قوة مغربية مضادة لنخبة "المخزن" الملكية؟الباحث المغربي محمد مصباح : القصر الملكي...ضابط الإيقاع الحكومي المغربيالباحثة الألمانية المعروفة سونيا حجازي: ''حزب العدالة والتنمية'' المغربي في مصيدة الحكمالدستور المغربي الجديد: مجرد عملية تجميل في ضوء تسونامي الثورات العربية؟ 

الجذور الفقهية والتاريخية للإعدام بـ "التحريق" في التراث الإسلامي

1

تفكيك واستئصال موروث العنف من "سوبر ماركت" الفقه الإسلامي...ضرورة حضارية

عملية حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الوحشية من قبل تنظيم "داعش"، لم تثر فقط سخط واستياء العالم، وإنما دفعت الكثيرين إلى التساؤل عن المرجعية الفكرية، التي استند إليها هؤلاء المجرمون لتنفيذ فعلهم الإجرامي البربري. كما طرح السؤال المستفز: هل يمكن تبرير مثل هذه الأفعال النكراء باسم الإسلام؟ الكاتب المعروف علي أنوزلا يستقرئ الجذور الفقهية والتاريخية للإعدام بـ "التحريق" ويطالب بإعادة النظر في أصول الفقه الإسلامي و إحداث قطيعة مع ثقافة العنف السائدة.المزيد

الأردن في عين العاصفة....حرب لا هوادة فيها ضد بربرية "فقه الدماء" الداعشيةهل مهدت "الوهابية" الطريق لصعود فكر "داعش" التكفيري؟تنظيم "الدولة الإسلامية"...تشويه لمفهوم "دولة الخلافة"؟القرآن والسنة في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب  

الأب رامي: الديمقراطية العربية بعد ثورات الربيع العربي والعقلية الشرقية المعاصرة

تعليق على مقال: الإسلاميون واليساريون العرب... من الاستقطاب إلى العودة مجدداً إلى الحوار للكاتب علي أنوزلا

أروع ما ذكره الكاتب علي انزولا هو مشكلة تبادل السلطة والنقد الذاتي. والنقطة الأخيرة مهمة جدا ترتبط بفكرة المقدس والمعصوم من الخطأ. وهنا لدينا مفارقة كبيرة. ففي حين يتفق رجال التيار الديني بأن لايوجد رجل معصوم من الخطأ وأن الله عز وجل فقط لا يخطأ، ولكن نلاحظ في واقع الحال أن رجال الدين المتسيسين وغير المتسيسين - وهنا أوسع المجال ليشمل حتى رجال الدين المسيحين ، لأن المشكلة هي في عقليتنا الشرقية المعاصرة - لايقبلون باي نقد ذاتي علني. وقد يحدث بعض من ذلك في المجال الخاص ولكن غالبا ما لا بكون لتجاوز الخطأ بحد ذاته، بل تجاوز الأخطاء التي قللت من فرص فرض السيطرة والحصول على ...المزيد

 

البحث عن جذور فكر "داعش" في التاريخ الإسلامي

14

هل مهدت "الوهابية" الطريق لصعود فكر "داعش" التكفيري؟

يرصد الكاتب والمحلل علي أنوزلا مراحل التطور التاريخي للفكر "الداعشي" في أوساط الشباب المتدين الذي تبنى العنف داخل بلدانه لتحقيق قناعاته والذين شكلوا مقاتلي تنظيم "القاعدة"، ويشكلون اليوم إحدى أذرع جيش "داعش" وحطب حربها داخل العراق وسوريا، يغذيهم حلمهم بإعادة حكم الخلافة إلى بلاد العرب، وإقامة دولة الإسلام على الأرض بقوة الحديد والنار.المزيد

تنظيم "الدولة الإسلامية"...تشويه لمفهوم "دولة الخلافة"؟ملف خاص: الدولة الاسلامية | داعشبين البغدادي والظواهري...صراع الأجيال في السلفية الجهادية"داعش والأسد واحد"...لا سلام مع الأسد والقاعدة 

تمثلات الخطاب السياسي وحدود التطبيق في تجارب دول الربيع العربي 

2

الإسلاميون واليساريون العرب... من الاستقطاب إلى العودة مجدداً إلى الحوار

نجحت الرياح الموسمية لما سمي بـ "الربيع العربي، التي هبت على المنطقة العربية عام 2011، في التقارب بين عدة تيارات سياسية كانت متصارعة إلى حد التناحر. وظهر ذلك جليا في ميادين الثورات التي جمعت ما بين الإسلامي واليساري والعلماني والليبرالي. لكن، مع تراجع موجات الثورات العربية، عادت نفس القوى إلى صراعاتها القديمة مما أضاع عليها فرصة تاريخية أخرى لبناء الثقة فيما بينها، كما يرى الكاتب علي أنوزلا في مقاله التالي لموقع قنطرة.المزيد

''دول الربيع العربي بحاجة لثقافة الحوار والتوافق لا الاستقطاب والإحتراب''المفكر صادق جلال العظم: الربيع العربي والاسلام السياسيالربيع العربي يمهل ولا يهمل ... الديمقراطية...سيرورة أبدية 

الاستفتاء حول الدستور المقترح في المغرب

مجرد عملية تجميل في ضوء تسونامي الثورات العربية؟

يعيش المغرب على إيقاع حالة من الاصطفاف الحاد ما بين معسكرين: معسكر محافظ يسعى إلى تجنيب البلد تكرار سيناريوهات الثورات العربية ومعسكر يسعى أصحابه إلى استثمار الحالة الثورية العربية من أجل دفع السلطة في بلدهم إلى تقديم مزيد من الإصلاحات. الإعلامي المغربي علي أنوزلا يسلط الضوء على هذا المشهد.المزيد

حوار مع الاعلامي المغربي ابوبكر الجامعي: الدستور المغربي يكرس سلطوية الملكيةالتأرجح بين تصورين للنظام الملكي في المغربحزبا العدالة والتنمية المغربي والتركي.....تشابه الأسماء واختلاف الإنجازات 

نظام الأقاليم في المغرب:

الحل السحري المنتظر؟

يقول المغرب إنه يريد إقامة نظام أقاليم موسع من أجل تحقيق التنمية والديمقراطية، وكحل لنزاع الصحراء الغربية. المحلل السياسي المغربي علي أنوزلا يتساءل في تعليقه التالي، هل تسمح طبيعة النظام السياسي بتحقيق هذا الهدف؟المزيد

 

حدود الحرب على الفساد في المغرب:

هل تقضي المحاكمات والاعتقالات على تفشي الفساد؟

يشهد المغرب صيف هذا العام أكبر موجة اعتقالات في صفوف كبار المسؤولين الأمنيين والإداريين لاتهامهم بالفساد. غير أن ذلك لا يشكل إلا غيضا من فيض، كما يقول المحلل السياسي المغربي علي أنوزلا في التعليق التالي.المزيد