''نساء الحرير''.....رحلة إلى عوالم الجمال والأزياء الفلكلورية الفلسطينية

يوثق كتاب "ملكات الحرير" للمصور أسامة السلوادي من مدينة رام الله الزي الفلسطيني التراثي، إذ يجمع هذا الكتاب المصور بين الأصالة والمعاصرة ويحمل في صفحاته صورا فنية تسعى للحفاظ على الذاكرة الشعبية للأزياء التراثية الآخذة بالاندثار. مهند حامد يعرفنا بهذا الكتاب الفني المصور الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية.

الكاتبة ، الكاتب: مهند حامد

يخطف غلاف الكتاب الأنظار بصورة رائعة لفتاة جميلة ترتدي ثوبا مطرزا لأثواب الجدات الفلسطينيات في إشارة إلى هوية المرأة الفلسطينية. تقلب صفحات الكتاب ليبهرك عرض أزياء بأحضان الطبيعة، فتاة ترتدي ثوبا مطرزا وسط الحقول وأخرى تتمشى على أسوار عكا، وأخرى تعانق بثوبها عنان السماء، ليرسم صاحب الكتاب صورة جديدة لزي التراث الفلسطيني جمعت بين جمال الثوب التقليدي والطبيعة وصور الحداثة للفتيات الفلسطينيات امتزجت جميعها بخيوط الثوب التراثي العتيق.

حقوق النشر موقع قنطرة
اختلاط الجمال مع الطبيعة

​​ملكات الحرير

وتأتي تسمية الكتاب "ملكات الحرير" من أثواب ملكات الكنعانيين كما يوضح السلوادي ، مضيفا "وجدت من خلال دراستي أن الرسومات والتطريز على ثوب مناطق الجنوب هي نفس النقوش التي طرزت بها ملابس ملكات الكنعانيين، وكذلك لاحتواء الأثواب على خيوط الحرير". ويأتي الكتاب كأول عمل فني مصور بطريقة الأزياء الحديثة، "ملكات الحرير هو كتاب فني توثيقي يوثق الأزياء الفلسطينية التقليدية بطريقة فنيه"، كما يبين سلوادي.

حقوق النشر قنطرة
جمال الإنسان مع جمال الثياب

​​ويبين صاحب العمل أن الكتاب "هو لحاجتنا لتوثيق تراثنا، ونتيجة تسرب ثقافتنا وتراثنا وبداية ضياع له، فبدأت بمشروع توثيق الموروث الثقافي الفلسطيني بكافة أشكاله منطلقا من مشروع كتاب الأزياء". صور الكتاب في مناطق مختلفة في الأراضي الفلسطينية وداخل المناطق العربية في إسرائيل واستغرق تصويره سنة ونصف . وتطوعت 20 فتاة لارتداء الأثواب والزي التراثي لمختلف المناطق الفلسطينية . كما وثق الكتاب مختلف الأزياء التراثية لكل منطقة وقرية التي لها طابعها وخصوصيتها ونقوشها الخاصة على أزيائها. ويقدم الكتاب أيضا شرحا باللغتين العربية والانجليزية عن الزي الفلسطيني والمناطق والمناسبات التي يلبس بها.

الكتاب مزيج بين جمال الثوب وجمال الإنسان

حقوق النشر موقع قنطرة

​​"ويتميز الكتاب عن غيره من كتب التراث الأزياء الفلسطينية بأنها كانت ملبوسه وكان مزيجا بين جمال الثوب وجمال الإنسان وجمال المكان وهو أول كتاب فلسطيني يوثق الزي الفلسطيني بطريقة فنية ومحاولة زرع روح جديدة للثوب الفلسطيني "، كما يؤكد مصور الكتاب . ويقول صاحب الكتاب "لجأت لتصوير التراث بطريقة عروض الأزياء الحديثة الذي يمزج بين التراث والحداثة بتصوير عصري، لم أرغب في تصوير داخل بيوت قديمه، فكان عرض أزياء بالهواء الطلق، فكان عنصرا جذابا عزز الرغبة عند السيدات أن يبحثن عن الملابس التراثية وأن يسألن عنها بعد مشاهدتها بهذا الجمال بالكتاب".

الصورة موقع قنطرة
رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يرعى حفل توقيع كتاب "ملكات الحرير"

​​ويتحدث المصور عن صراع الصورة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فكان هذا دافعا لامتلاك الصورة بتوثيقها للثوب الفلسطيني، موضحا أن إسرائيل عرفت منذ البداية قيمة الصورة، في حين لم يدرك الفلسطينيون قيمة هذا الموضوع . وأضاف سلوادي قائلا: نحن للأسف لا نملك صورتنا. لهذا كان الكتاب محاولة لبداية ولخلق نوع من التوثيق الفعلي والعملي والصورة الحقيقة ، فكل تاريخينا المصور مفقودا، تاريخ فلسطين قبل النكبة هو غير مجمع مبعثر عند بعض الأشخاص. فنحن لا تملك أرشيفا مرئيا أو مسموعا"، كما يوضح السلوادي.

المشاريع الثقافية بحاجة للرعاية والاهتمام

حقوق النشر قنطرة
"ويتميز الكتاب عن غيره من كتب التراث الأزياء الفلسطينية بأنها كانت ملبوسه وكان مزيجا بين جمال الثوب وجمال الإنسان وجمال المكان”

​​كما تحدث السلوادي عن العقبات التي واجهته في تصوير الكتاب ، مثل صعوبة الحصول على الأثواب التراثية لندرتها، وعقبة التمويل، "فالكتاب جاء نتيجة جهد شخصي لا يوجد رعاية من قبل مؤسسة ثقافية أو حكومية هناك بعض الشركات الفلسطينية تبرعت بجزء من التكاليف ولم أصدر نسخا أخرى لعدم توفر تكاليف الطباعة"، كما يوضح السلوادي.

حقوق النشر قنطرة
الكتاب المصور رحلة في الذاكرة الشعبية الفلسطينية

​​

وكان الكتاب قد حظي باهتمام كبير من قبل بعض الفنانين والفتيات الفلسطينيات وكذلك من قبل الصحافة المحلية والعالمية ، إلا أن وزارة الثقافة الفلسطينية لم تبد أي اهتمام بهذا الكتاب وهذا من شأنه أن يضعف الكتابة والإبداع والصورة الفلسطينية ، كما يعبر عن ذلك السلوادي.يشار إلى أن اسامة السلوادي، المصور الفلسطيني المحترف، كان قد أصيب عام 2006 برصاصة طائشة وسط مدينة رام الله أدت الى إصابته بشلل نصفي جعلته جليس مقعد على كرسي متحرك، كما صور ستة كتب مختلفة .

حقوق النشر: موقع قنطرة
الإعاقة لم تعق الإبداع

​​

 

مهند حامد- رام الله

مراجعة: هشام العدم

حقوق النشر: قنطرة 2012