مجلس الأمن يهدد بعقوبات على الحوثيين ويحثهم على احترام الاتفاقات والإفراج عن الرئيس والوزراء

تهديد أممي وقلق أمريكي وخليجي إزاء التطورات في اليمن، ومجلس الأمن يهدد بعقوبات على الحوثيين ويحثهم على احترام الاتفاقات الموقعة والإفراج الفوري عن الرئيس اليمني ورئيس الحكومة والوزراء الذين فرض عليهم الحوثيون الإقامة الجبرية.

فيما هدد مجلس الأمن بفرض عقوبات حال عدم استئناف المحادثات في اليمن على قاعدة الاتفاقات السابقة، أبدت الولايات المتحدة ودول الخليج العربية قلقا إزاء تطورات الوضع عقب إعلان الحوثيين حل البرلمان وتشكيل مجلس رئاسة.

 

أعرب مجلس الأمن الدولي الجمعة عن "قلقه العميق" من الوضع في اليمن وهدد بفرض عقوبات في حال لم تستأنف المحادثات لإخراج البلاد من الأزمة. وفي إعلان تلاه الرئيس الدوري لمجلس الأمن، السفير الصيني جيي لو أعربت الدول الـ 15 الأعضاء عن "استعدادها لاتخاذ إجراءات إضافية" - وهو تعبير يعني عادة فرض عقوبات - "في حال لم تستأنف المحادثات فورا".

وأضاف أن الدول "ألحت على كل الأطراف وخصوصا الحوثيين احترام" الاتفاقات الموقعة من أجل تسوية الأزمة مثل مبادرة مجلس التعاون الخليجي أو مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وطالب المجلس أيضا ب"الإفراج الفوري" عن الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء الذين فرضت عليهم الإقامة الجبرية.

وفي الإعلان الذي يعكس توافق الدول الـ 15، تحاشى المجلس استخدام تعبير انقلاب لوصف الخطوات التي اتخذها الحوثيون أو التنديد بها بشكل واضح. وجدد التأكيد على دعمه للموفد الخاص للأمم المتحدة جمال بن عمر الذي يقوم بوساطة لم تنجح بعد.

وكانت ما تسمى بـ"اللجنة الثورية" التابعة لجماعة (أنصار الله) الحوثية قد أصدرت أمس الجمعة (6 شباط/فبراير 2015) ما أسمته بـ"الإعلان الدستوري" بشأن شكل الدولة اليمنية الجديدة من القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء. وتضمن هذا الإعلان تشكيل مجلس رئاسة من خمسة أعضاء ينتخبهم المجلس الوطني، وتصادق عليه "اللجنة الثورية"، إضافة إلى حل البرلمان وتشكيل المجلس الوطني الانتقالي من 551 عضوا. وذكر الإعلان أن مجلس الرئاسة يكلف من يراهم أصحاب كفاءة لتشكيل حكومة كفاءات، وحدد الفترة الانتقالية بعامين.

من جهتها أعربت واشنطن على لسان مسؤول أمريكي، عن معارضتها لهذا الإعلان. وقال المسؤول الرفيع الذي أدلى بتصريحاته بعد لقاء جمع وزير الخارجية جون كيري ومسؤولين في مجلس التعاون الخليجي في مدينة ميونيخ الألمانية والذي رفض الكشف عن اسمه، إن الأوضاع في اليمن أثارت قلقا شديدا استحوذ على الاجتماع الذي عقد على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن. وأضاف: "هناك شعور بأن على المجتمع الدولي بحاجة إلى اتخاذ موقف أقوى". وأكد أن بلاده تتطلع إلى أن تلعب السعودية دورا أساسيا في محاولة حل الأزمة نظرا إلى "نفوذها الواسع" في المنطقة والمساعدات المالية التي تقدمها إلى اليمن.

من جهته حض كيري الدول الخليجية على مضاعفة اتصالاتها مع جميع الأطراف في اليمن بعد أن تحدثوا عن مخاوفهم حيال "خطر الاستقرار" في المنطقة جراء الفراغ في السلطة. والتقى كيري طوال تسعين دقيقة وزراء خارجية ومسوؤلين من البحرين وسلطنة عمان وقطر والإمارات ونائب وزير الخارجية السعودي.

على صعيد متصل عاد إلى صنعاء فجر اليوم السبت (7 شباط/ فبراير 2015) جمال بن عمر، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، بعد زيارة قصيرة للمملكة العربية السعودية في إطار جهوده الرامية إلى التوصل إلى مخرج للازمة السياسية الراهنة في اليمن.

ومن المقرر أن يجري المبعوث ألأممي خلال الزيارة لقاءات مع "اللجنة الثورية" وقيادات المكونات والأحزاب السياسية لبحث سبل الخروج من الأزمة الراهنة واستكمال بقية خطوات المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة.

 

 (أ ف ب ، د ب أ)