محسن محمد اسماعيل: تشرذم الخلفيات الفكرية في العالم العربي وتغدية مفاعيل وديناميات العنف

تعليق على مقال: "مسيحيو الشرق...لا للتخندق الطائفي ونعم للمواطنة المتكافئة"

هل هي ضريبة النضج ما تدفعه المجتمعات الآن في المشرق العربي وهي غارقة حتى النخاع في دوامة عنف مؤلمة ومدمرة منطلقة من انفلات مخيف من خلفيات متشردمة فكرية وعقائدية طائفية وعرقية وجهوية تتخفي بلبوس القداسة والسياسة والآيدلوجيا وحتى الثوروية كما يحصل في سوريا واليمن وليبيا ومصر؟

والى متى ستظل هدة الخلفيات المتشردمة قادرة على تغدية مفاعيل وديناميات الصراع والاحتراب داخل هدة المجتمعات ويظل العقل الجمعي أسيرا لها ومسيرا بفعلها؟ كم من الضحايا والدمار والخراب والمآسي يجب ان يحدث لتبدا عجلة العقل الجمعي لهدة المجتمعات تدور في اتجاة آخر ووجهة معاكسة ومفارقة نهائيا لهدا السائد العدمي؟

متى تنبلج استنارة العقل الرشيد لتقول كفى؟ كفى لقد جربنا السير على دروب الالام والتناحر والكراهية والعنف والتعصب والعنصرية والتشدد والظلامية وكل خلفيات الانانية الجمعية والتمزق المجتمعي وقيم الاقصاء والاستعلاء والاستحواد.

كفى ولنشرع الان ودون مراوحة اومراوغة او تلكؤ في الخطوة الاولى من دروب آخرى ومسار آخر يبدأ من نقطة اضاءة وعي جديد. وعي جمعي مستلهم من دلك الركام الهائل والتضحيات  الصارخة وبارادة صادقة وجادة ومفارقة لكل تلك الخلفيات المشئومة في انعطافة جديدة نحو استنارة العقل وسمو الاخلاق وانسانية الهدف المتمثل في دولة الحقوق والحريات والمؤسسات الحديثة مؤسسات القانون ببوصلة عليا هي المواطنة المتساوية ...دولة جامعة لا قامعة.

مواطنة معيارها في الحق والواجب هو مصدر انتمائنا لبعض اسمى وارفع من اي هويات او مسميات ثانوية اوشخصية..مواطنة لاتعدد ولاتردد في تفسير معناها وتطبيقاتها غير امر واحد(كل مواطن هو مالك لهدة الدولة كل مواطن هو مالك لهدا الوطن ) وعلى قاعدة المواطنة المتساوية وماينبثق منها من حتمية وقيم للشراكة والتشارك في الحقوق والواجبات في بدل الجهد والاستمتاع بعائد الثروة.

وعي جمعي قوي ومتسامح يعترف بالتعدد والتنوع ويؤسس لمداميك راسخة لعيش مشترك لجميع مواطني البلد دون اقصاء اوتمييز الا للمواطن الرائد في جهدة وعطائة النوعي المتميز خدمة لدولة المواطنة والحق والواجب .تمييزا لاعلاء قيمة القدوة الطليعية والعطاء المتميز وفي اطار القانون ومفهوم دولة القانون بلا استعلاء اوتعالي من خلفيات التية المدمر لاليهودي اومسيحي اومسلم أوعربي أو كردي أو اشورى أوسرياني اوقبطي اويزيدي اوكلداني اونوبي او اي مسمى يخص صاحبة ولايلزم المجتمع بشئ الاماتلزم بة الدولة دستوريا وقانونيا وتحت مظلة المواطنة المتساوية...هذه هي الانعطافة، هذا هو النضج المطلوب من الكل في عقلها ووعيها الجمعي والا فنعايش مزيداً من بؤر وخلفيات الجحيم الشيطاني، التى لن تبقي في نهايتها من يرفع رأسة متفاخرا بريشة الطاؤوسي ليقول جملته الجوفاء (هاقد انتصرت) اذ لانصر لنيرون في روما الرماد.

 

 اقرأ أيضًا: موضوعات متعلقة من موقع قنطرة ملف خاص: الأقليات في العالم الاسلاميكشف الأسرار عن بيوت الأيزيدية في العراقأقباط مصر...أمان مفقود ووعود منسية ملفات متعلقة من موقع قنطرةالربيع العربي، الثورات العربية، المسيحيون في العالم الاسلامي، الديمقراطية والمجتمع المدني، الحرية الدينية | حرية المعتقد، تاريخ الشرق الأوسط، حقوق الانسان ، اليهود في العالم الاسلامي، الأقليات في العالم الاسلامي، تعدد الثقافات أو المجتمع متعدد الثقافات