"لا ترتعب، أنا إسلامي"...أول كتاب ضخم مضاد لترامب

كتاب "لا ترتعب، أنا إسلامي"، جاء ردا على الكراهية وقرار ترامب حظر سفر المسلمين إلى الولايات المتحدة. مؤلفوه 34 مساهما من مناطق عربية وأوروبية وأمريكية. كلهم مدافعون عن الحريات الفردية. اختير عرضه في أمسية لمدة ساعة، كانت مسك ختام مهرجان للثقافات الإسلامية: أقيم في لندن -أبريل 2018- لأيام ثلاثة، مشيدا بأفكار المسلمين، بمزيج من التحفيز على التفكير والضحك والمتعة. سوزانة طربوش والتفاصيل.

الكاتبة ، الكاتب: Susannah Tarbush

ساهم جميع المؤدين الأربعة في العرض الختامي لمجموعة المختارات: "لا ترتعب، أنا إسلامي: كلمات وصور حول كيفية إيقاف القلق وتعلُّم حب الغريب في المنزل المجاور"، وهي مختارات في كتاب صادر عن مكتبة الساقي ومقرها لندن ومحرر من قبل ناشرته لين غاسبارد. وقدّمت الصحفية والمؤلفة والمذيعة بيديشا عرض الختام، الذي تضمّن أيضاً المقدم التلفزيوني والكوميدي والكاتب الويلزي-المصري "عمر حمدي"، والكوميدي البريطاني-اللبناني إستير مانيتو، والكاتب المسرحي البريطاني-العراقي حسن عبد الرزاق. برز مانيتو وحمدي كشخصيات رائدة في الوسط الكوميدي البريطاني في السنوات الأخيرة، وظهرا في عرض الختام ببعض المواقف المضحكة. أما عبد الرزاق، المعروف باستخدامه للتهكم والفكاهة في مسرحياته، فقد أسهم بمونولوج، "خط مساعدة داعش"، والذي هزأ من داعش وبعض نقاد الإعلام البريطانيين حول الإسلام على حد سواء. 

 وُلِدت مجموعة المختارات "لا ترتعب، أنا إسلامي"، الصادرة عن مكتبة الساقي بالشراكة مع مجلس الفنون والمركز البريطاني العربي كرد فعل على قرار حظر السفر الذي أصدره دونالد ترامب. وكما تشرح لين غاسبارد: "في اليوم الذي أعلن فيه ترامب عن قرار "حظر السفر للمسلمين" وغرّد ‘بلادنا بحاجة إلى حدود قوية وتدقيق صارم، الآن. انظروا إلى ما يحدث في أنحاء أوروبا وفي الواقع، في العالم-فوضى فظيعة‘، انفجر شيء ما بداخلي، قررت أن أنشر مجلداً يضم كتابة وفناً تهكمياً يقدّم أصواتاً شرق أوسطية بغالبها. كنا بحاجة إلى إنتاج كتاب من شأنه تقويض هذه الصور النمطية السخيفة التي تنتشر في كل من الشرق والغرب". وذهبت غاسبارد إلى الإشارة أن الناس في المنطقة محاصرون بين الفاشيين والمتعصبين في الغرب الذين يدّعون أن المسلمين جميعهم متخلفون ويشكّلون تهديداً؛ وبين الفاشيين في موطنهم الذين يهدّدونهم إن تصرفوا بشكل مختلف. وفي مناخ كهذا، كيف وأين يعبّر المبدعون من الشرق الأوسط عن ذاتهم، وفي الواقع، كيف سيصل صوتهم؟ 

 من كتاب "لا ترتعب، أنا إسلامي" C) Saqi Books)
من مختارات كتاب "لا ترتعب، أنا إسلامي": من دمشق مع كل الحب "From Damascus, with love"

 فالمؤلفون والفنانون الذين أسهموا في مجموعة المختارات هم من العابثين، والكوميديين، وفناني الدراغ [ذوي الأزياء النسائية]، وفناني الغرافيك، وجميعهم يدافع عن حرية التعبير، ناهيك عن الحريات الفردية الأخرى. وقد نُشِر الكتاب احتفالاً بهذه الأعمال المنبوذة –ولتأمين فضاء لتسليط الضوء على تعابيرها المختلفة. وفي إعداد مجموعة المختارات، تواصلت مكتبة الساقي مع فنانين وكوميديين ومؤلفين من كل أنحاء العالم من الذين شُعِر بأنهم أنتجوا أعمالاً استفزازية مبتكرة وممتعة. كان العديد من المساهمين معروفين مسبقاً بالنسبة للناشرين، إما لأنهم نشروا في السابق مع مكتبة الساقي، أو لأن المحررين كانوا على علم بأعمالهم. وكان من المهم بالنسبة لغاسبارد أن تعود أصول غالبية المساهمين إلى الشرق الأوسط. فمن بين الـ 34 مساهماً، كان 21 من الشرق الأوسط، بينما ينحدر البقية من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. كانت رسالة المساهمين الاستجابة للحظر على المسلمين، أو على تصاعد الكراهية والعنف حول العالم. عكس الضعف، والعيوب، والتنوع وبالنتيجة، لدينا نص عمرو القاضي "كيف علمني الإسلام أن أكون ملكة دراغ [فناناً بأزياء نسائية]"؛ ونص جينيفر جاجة "أبيض مِثْلِيْ" حول عدم الانتماء وحول التنميط العنصري؛ ونص أليكس ويتل "(الحكم على الأشخاص بحسب لونهم)shade-ism" حيث شابة سوداء استوعبت الكراهية تجاهها مما أدى إلى أن ترتكب فعل عنف رهيب؛ أو نص ليلى شوا "أجساد يمكن التخلص منها" حول نساء مفجرات انتحاريات. فالنصوص في "لا ترتعب" تعبير قوي عن الإنسانية؛ فهي تعكس ضعفنا وعيوبنا وتنوعنا. ومن بين الصور العديدة الملفتة للنظر في الكتاب، هناك عشر صفحات من أعمال الفنان السوري تمام عزام، المعنونة "من دمشق، مع الحب". يتلاعب عزام بصور الدمار في سوريا لإحداث تأثير قوي. ففي إحدى الصور يطفو بناء سكني محطم في السماء، معلق بكتلة بالونات احتفال. أما صورة أخرى فتُظهِر اللوحة الذهبية المتلألئة "القبلة" للفنان النمساوي "غوستاف كليمت" معروضة على واجهة مبنى منقور بالقذائف. وفي "بوكر"، تزخرف رموزٌ من بطاقات اللعب الجدرانَ المحطمة.

من مختارات كتاب "لا ترتعب، أنا إسلامي".
من مختارات كتاب "لا ترتعب، أنا إسلامي".

 أما الصور المزخرفة من مراكش للفنان البريطاني المغربي حسن حجاج، "ملائكة مراكش"، فتصوّر أشخاصاً بلباس تقليدي، ووجوه مغطاة، على دراجات نارية. بينما الفنانة اللبنانية شذى شرف الدين فتموضع رجالاً يرتدون ملابس مبهرجة أمام خلفيات تعرض أعمالاً فنية تاريخية شرق أوسطية. والفنانة التي تستقر في القاهرة "بهية شهاب" والمتخصصة في فن الشارع. فإن سلسلتها "يوجد ناس: القاهرة 2012" تُظهِر رسوم غرافيتي مطبوعة مستوحاة من الثورة المصرية. خيال يتفوق على ترامب كان عرض الختام في مهرجان الثقافات الإسلامية هو الأخير في سلسلة أمسيات "كوميديا متطرفة الآن!" التي عُقِدت بالاشتراك مع مجموعة المختارات. وخلال ذلك يستمر ظهور المساهمين من أجل ترويج الكتاب. فعلى سبيل المثال في أواخر أيار/مايو 2018 قرأت بيديشا من مجموعة المختارات خلال أمسية "خيال يتفوق على ترامب" في مهرجان الكتابة على الجدران (WoWFest) الذي يستمر لشهر في ليفربول. وكان موضوع المهرجان لهذا العام هو تجاوز الحدود وقد صُمِّمت "الخيال يتفوق على ترامب" "للاحتفال بالكُتّاب الذين نشروا في مجموعة المختارات والتي، بطريقة ما، ترد على أقوى برتقالة ترتدي باروكة في العالم". واختارت صحيفة الصانداي تايمز كتاب "لا ترتعب، أنا إسلامي" كواحد من كُتُبها لهذا العام. وكما تقول غاسبارد: "حصلنا على مراجعات جيدة جداً للكتاب، لا سيما على الإنترنت إضافة إلى بضع صحف مطبوعة، ربما كان أفضلها المنشورة على موقع Culture Trip، الذي أسماه ‘أول كتاب ضخم مضاد لترامب‘". 

 كتاب "لا ترتعب، أنا إسلامي" C) Saqi Books)
رد على العنف والكراهية: كتاب "لا ترتعب، أنا إسلامي" جاء كرد فعل على قرار أصدره دونالد ترامب يحظر سفر المسلمين إلى الولايات المتحدة، واحتجاجا على العنف والكراهية. مؤلفوه 34 مساهماً، منهم 21 من الشرق الأوسط وينحدر البقية من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ومنهم فنانون غرافيكيون وآخرون كوميديون بل وعابثون وممثلون ممن يرتدون أزياء نسائية، وجميعهم مدافعون عن حرية التعبير والحريات الفردية. وقد تم اختياره ليُعرَض في أمسية استمرت لمدة ساعة، كانت مسك ختام مهرجان الثقافات الإسلامية، الذي أقيم في لندن نهاية شهر نيسان/أبريل 2018 واستمر لأيام ثلاثة. مهرجان أشاد بالأفكار والثقافة الإسلامية، بمزيج من المتعة وتحفيز الحضور على التفكير وإتاحة الفرصة للضحك والترويح عن النفس.

ومع ذلك، تلاحظ غاسبارد، رفض العديد من القائمين على مطبوعات المملكة المتحدة للكتاب مفسرين ذلك بأنهم لا يشعرون بالراحة لمراجعته من حيث أنهم ليسوا "النوع المناسب من الأشخاص للقيام بذلك". تقول: "أتساءل إن كان النقّأد السود يكتبون مراجعات للمؤلفين السود فقط، والنساء يكتبن مراجعات لأعمال المؤلفات النساء فقط وهكذا. لقد كان مخيباً للآمال افتقارهم إلى الشجاعة للتعامل مع الكتاب".   سوزانة طربوشترجمة: يسرى مرعيحقوق النشر: موقع قنطرة 2018ar.Qantara.de