ميركل: تركية "تعاملت مع عمل لاإنساني بإنسانية عظيمة" - قبل ربع قرن قتل نازيون 5 نساء من عائلتها

في اعتداء مدينة زولينغن الألمانية، أشعل أربعة يمينيين متشددين تتراوح أعمارهم بين 16 و23 عاما النار في منزل العائلة التركية متسببين بقتل خمس نساء وفتيات، أصغرهن عمرها أربعة أعوام. وأصيب 14 شخصا بجروح. وحظيت مولودة غينش (75 عاما) التي فقدت ابنتيها وحفيدتيها وابنة أختها في الاعتداء بإعجاب واسع إثر دعواتها للمصالحة. وتذكرت أحداث تلك الفترة قائلة "بكيت خلال الليل، لكنني ابتسمت في النهار أمام أطفالي الذي نجوا لضمان الا تجد الكراهية طريقها إلى قلوبهم. لا أريد الانتقام ولا أكن أي كراهية إلا للأربعة الذين حولوا منزل عائلتي إلى قبر لأطفالي".  وقالت المستشارة الألمانية متوجهة إلى غينش التي منحت وسام الشرف المدني الأعلى رتبة في البلاد: "تعاملتِ مع عمل لاإنساني بإنسانية عظيمة. ولهذا، نحن نكن لك كل إعجاب ونشكرك".  وحكم القضاء على منفذي الاعتداء آنذاك بالسجن لفترات تتراوح بين 10 و15 عاما. وتحول الموقع حيث كانت بقايا منزل العائلة التركية المتفحم إلى مكان فارغ زرعت فيه خمس أشجار تكريما للضحايا. وحذرت ميركل التي قوبل فتحها الحدود الألمانية أمام اللاجئين بمزيج من الغضب والترحيب، من أن "التطرف اليميني ليس شيئا من الماضي".  وأضافت أنه خاصة في ألمانيا مع مسؤوليتها عن المحرقة، فإن العنصرية والعنف "أمر مخجل بالنسبة لبلدنا".  ولم تذكر حزب "البديل من أجل ألمانيا" بالاسم لكنها حذرت من أن البعض "يستخدم لغة تزرع بذور العنف".  ... ووضع كبار المسؤولين الألمان والأتراك خلافاتهم الدبلوماسية جانبا الثلاثاء 29 / 05 / 2018 لتكريم خمس تركيات لقين حتفهن في حريق متعمد نفذه نازيون جدد قبل ربع قرن وحذروا من عودة معاداة الأجانب والعنف العنصري. وأكدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ووزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في حديثهما خلال مراسم أحياء الذكرى أن العبرة من الحريق الذي وقع عام 1993 في مدينة زولينغن الألمانية هي مقاومة موجة جديدة من الكراهية المناهضة للمهاجرين. وقال تشاوش أوغلو إن الاعتداء "لم يكن الأول ولن يكون الأخير" في ألمانيا أو أوروبا، مذكرا بعمليات قتل أخرى نفذها اليمين المتشدد مذاك ومحذرا من أن "السياسيين والإعلام يتحملون مسؤولية عدم نشر التمييز".  وتأتي الذكرى في وقت تواجه ألمانيا موجة جديدة من الهجمات العنصرية وتصاعد نشاط اليمين المتشدد، بما في ذلك وصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى البرلمان بعد تدفق أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد منذ عام 2015.  وقع الاعتداء قبل 25 عاما ويُعَدّ من أشد الهجمات عنصرية في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، في وقت شهدت تدفقا كبيرا للمهاجرين من أوروبا الشرقية حينها أثار موجة من التوتر قامت عصابات خلالها بالهجوم على منازل اللاجئين وإحراقها. وفي اعتداء زولينغن، أشعل أربعة يمينيين متشددين تتراوح أعمارهم بين 16 و23 عاما النار في منزل العائلة التركية متسببين بقتل خمس نساء وفتيات، أصغرهن عمرها أربعة أعوام. وأصيب 14 شخصا بجروح. 

 وحظيت مولودة غينش (75 عاما) التي فقدت ابنتيها وحفيدتيها وابنة أختها في الاعتداء بإعجاب واسع إثر دعواتها للمصالحة. وتذكرت أحداث تلك الفترة قائلة "بكيت خلال الليل، لكنني ابتسمت في النهار أمام أطفالي الذي نجوا لضمان الا تجد الكراهية طريقها إلى قلوبهم. لا أريد الانتقام ولا أكن أي كراهية إلا للأربعة الذين حولوا منزل عائلتي إلى قبر لأطفالي".  وقالت المستشارة الألمانية متوجهة إلى غينش التي منحت وسام الشرف المدني الأعلى رتبة في البلاد: "تعاملتِ مع عمل لاإنساني بإنسانية عظيمة. ولهذا، نحن نكن لك كل إعجاب ونشكرك".  وحكم القضاء على منفذي الاعتداء آنذاك بالسجن لفترات تتراوح بين 10 و15 عاما. وتحول الموقع حيث كانت بقايا منزل العائلة التركية المتفحم إلى مكان فارغ زرعت فيه خمس أشجار تكريما للضحايا. وحذرت ميركل التي قوبل فتحها الحدود الألمانية أمام اللاجئين بمزيج من الغضب والترحيب، من أن "التطرف اليميني ليس شيئا من الماضي".  وأضافت أنه خاصة في ألمانيا مع مسؤوليتها عن المحرقة، فإن العنصرية والعنف "أمر مخجل بالنسبة لبلدنا".  ولم تذكر حزب "البديل من أجل ألمانيا" بالاسم لكنها حذرت من أن البعض "يستخدم لغة تزرع بذور العنف".  وكانت الزعيمة المشاركة للحزب أليس فيدل انتقدت أمام مجلس النواب الألماني "المحجبات ومن يعتمد على الرعاية الاجتماعية والرجال الذين يحملون السكاكين وغيرهم ممن لا خير فيهم".  وجاء يوم إحياء الذكرى الذي تضمن مسيرات وصلوات ومراسم تكريم نظمها مسلمون ومسيحيون ومجموعات مدنية، في وقت تسعى ألمانيا وتركيا إلى تطبيع علاقاتهما بعد أزمة عميقة. ولطالما أعربت ألمانيا عن قلقها جراء تدهور الحقوق المدنية وحرية الإعلام في تركيا خاصة بعد الحملة الأمنية التي شملت عمليات اعتقال واسعة النطاق في أعقاب محاولة الانقلاب على إردوغان عام 2016.  وأثار قرار برلين منع سياسيين أتراك من خوض حملات انتخابية في ألمانيا، حيث يقيم نحو 1,4 مليون تركي يمكنهم المشاركة في الاقتراع، حفيظة أنقرة حتى أن إردوغان اعتبر أن الحظر يحمل طابعا "نازيا".  ويسعى إردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" إلى الفوز بولاية جديدة في الانتخابات التشريعية والرئاسية المبكرة التي ستجري في 24 حزيران/يونيو 2018. وحذر بعض المراقبين في ألمانيا من يستغل تشاوش أوغلو مراسم تكريم العائلة سياسيا لصالح حملة إردوغان أو لتعميق الانقسامات في أوساط الجالية التركية الألمانية.  لكن وزير الخارجية التركي أكد أن "السبب الوحيد لوجودي هنا هو لإدانة العنصرية ضد اللاجئين والمسلمين" ولدعم جهود ألمانيا لدمج أفراد الجالية التركية.  وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن "اختلاف مواقف ألمانيا وتركيا من بعض المسائل "لا ينبغي أن يحول دون أن "نتذكر معا جريمة وحدت مواطنينا في الألم والحزن والرفض الحاسم للعنف والعنصرية". أ ف ب