مومو تتحدث العربية أيضا

تحتل البنت اليتيمة "مومو" التي ابتدعها الكاتب الألماني ميخائيل إنده مكانة مرموقة في أدب الأطفال العالمي. أعادت دار الفكر الدمشقية إصدار الترجمة العربية وقامت بانتاج "مومو" على شكل اسطوانة مدمجة وقدمتها للجمهور بمناسبة اليوم العالمي للكتاب.

الصورة: movieaction.no
رادوست بوكل، الممثلة التي قامت بأداء دور مومو في الشريط الألماني

​​إنها تعد أسطورة في ألمانيا وتحتل مكانة مرموقة في أدب الأطفال العالمي. إنها البنت اليتيمة "مومو" التي ابتدعها الكاتب الألماني ميخائيل إنده. أعادت دار الفكر الدمشقية إصدار الترجمة العربية للكتاب كما قامت بانتاج "مومو" على شكل كتاب واسطوانة مدمجة مسموعة بصوت المخرجة السورية نورا مراد وقدمتها بمناسبة اليوم العالمي للكتاب.

في التسعينيات كانت قصة "مومو" لعميد أدب الأطفال الألماني ميخائيل إنده قد ترجمت إلى العربية مرة في لبنان، ومرة أخرى من قبل باهر الجوهري المصري الجنسية.

وكانت الترجمة اللبنانية قد تم عرضها وتسويقها بنجاح في المغرب العام 2002 في حوالي ثلاثين مدرسة ومركز ثقافي. ولأن الطبعتين قد نفذتا من السوق، فتم طباعة الترجمة المصرية – الجميلة الأسلوب – من جديد. وكان الجوهري قد اشتهر بترجمته لـ"قصة بلا نهاية " للكاتب ميخائيل إنده. وسوف تطرح دار الفكر الطبعة الجديدة من "مومو" على شكل كتاب واسطوانة مدمجة مسموعة بصوت المخرجة السورية نورا مراد.

وقام معهد غوته في دمشق بدعوة الأطفال والشباب السوريين من مختلف الأعمار والمربيين والأهل لسماع الأسطوانة في نهاية الأسبوع في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من أبريل/نيسان. وإلى جانب هؤلاء المدعوين توجد مجموعة في غاية الأهمية وهم أطفال عميان، حيث أنهم لا يحظون بأية عروض من الأدب العربي. وتعتبر النسخة السمعية – التي تعرض مشهدا دراميا من حياة "مومو" – نوع من التحدي الفني والتربوي للمنتجين.

قصة تربوية ومضمون معاصر

وتقول المخرجة نورا مراد أن البيئة مهيئة في البلاد العربية للأعمال الأدبية الرفيعة مثل قصة "مومو"، وأن ظاهرة ضيق الوقت التي تواجه البنت اليتيمة وأصدقائها معروفة أيضا في العالم العربي، وإن كانت الروابط الأسرية المتينة لا تجعلها في بؤرة الإهتمام كما هو الحال في العالم الغربي.

ويرى مانفريد إفيل مدير معهد غوته في دمشق أن شغف القراء العرب لقصة "مومو" يعود إلى المضمون المعاصر من ناحية، ومن ناحية أخرى إلى الأسلوب الرفيع للكتاب. ولا يكاد يوجد مثل هذه الكتب في الأدب العربي، لأنها مكسوة بالطابع التدريسي الذي يحاول تربية الأطفال بالترهيب، بدلا من المتعة وإيقاظ الرغبة في القراءة من خلال قصص مثيرة مملوءة بالخيال.

تشجيع القراءة

وتكشف لنا الحكاية الطريفة لشخصية "المعلم هورا" صعوبات الترجمة والإخراج لقصة "مومو": فعند ميخائيل إنده نجد أن شخصية الرجل الأبيض العجوز – الذي يستطيع إيقاف الوقت – يمكن للقارىء أن يراها نائبا عن المؤلف.

كما أن الإخراج باللغة العربية تطلب لباقة متناهية في وصف شخصية "المعلم هورا"، حتى لا يتوهم المستمع أن "المعلم هورا" يرمز إلى الخالق المتحكم في الوقت، وهي عند المسلمين صفة لا يوصف بها إلا الله.

وكان من المهم أثناء الترجمة عدم استخدام العبارات ذات الدلالة الدينية والصياغة الواضحة لأداء الدور الدرامي للـ"معلم هورا" كمساعد مخلص في القصة. وعلى الرغم من أن "دار الفكر" دار نشر ذات طابع ديني في برنامجها، إلا أنها قبلت تسويق الكتاب والنسخة السمعية بكامل فحواها الفلسفي الوجودي وأيدت المشروع.

مومو وجيجي

وفي القصة المسموعة اختارت نورا مراد المشهد الرئيسي عن قصد ونفذته بمصاحبة الموسيقى، حتى توقظ الانتباه وتشجع الأطفال أن يلقوا نظرة على الكتاب.

وقد زارت المخرجة العديد من المدارس في دمشق بمصاحبة الممثلين اللذين قاما بدور "مومو" وصديقها المرشد السياحي جيجي. وتقول نورا مراد:

"لم يخطر على بالنا حجم التصورات عن الجمال وقيمة الوقت التي يمكن أن تثيرها هذه القصة الفلسفية لدى الأطفال، حيث أن خيال الأطفال قد يستهان به - من منظور الشخص البالغ - بسهولة كبيرة".

ولهذا قررت أن تختار المشهد الرئيسي وقدمته في أحد الصفوف أمام أطفال يبلغ عددهم بين الثلاثين والأربعين وجعلت الأطفال يشاركون في التمثيل، وفي النهاية سئل الأطفال عن تصرفهم إذا قاموا بدور "مومو". ولأنهم كانوا منغمسين أثناء التمثيل وسارحين بخيالهم تعبر نورا مراد عن ذلك: "في قصة "مومو" يحس الأطفال أنهم هم المعنيون وأن هناك اهتمام بهم".

بقلم أن كاترين غيسلاين
ترجمة عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع قنطرة 2005

www
فرقة ليش التي انتجت إسطوانة مومو
دار الفكر

قنطرة
كتاب وأساطير من دول الجنوب
باوباب أسم أكبر شجرة في إفريقيا يجتمع الناس في ظلها ويحكون الحكايات ولكنه اسم سلسلة كتب أيضا تصدر فيها الترجمة الألمانية لأدب الأطفال والشباب من دول الجنوب. حوار مع هيلينة شير المسؤولة عن السلسلة