اتساع الهوة الثقافية بين المسلمين والأوروبيين

في دراسة قام بها معهد بيو الأمريكي المرموق تبين أن الثقة بين المسلمين والأوروبيين آخذة في التراجع. نتائج الدراسة غير المتوقعة أذهلت الخبراء، فرأي الألمان في المسلمين أكثر سلبية من دول أخرى وقعت فيها اعتداءات إرهابية.

كانت أكثر النتائج إثارة للجدل تلك النتائج السلبية لاستطلاعات الرأي في ألمانيا لأنها كانت أكثر سلبية من مثيلاتها في كل من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا

​​

أثبتت الدراسة التي قام بها معهد بيو الأمريكي المرموق أن موقف المسلمين من مواطني العالم الغربي وموقف الغربيين من سكان العالم الإسلامي سلبي ويزداد سلبية في بعض الدول لكنه يختلف من بلد لآخر.

وأجرى المعهد دراسته في أربعة عشر بلدا شملت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية غربية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا ودولا إسلامية كتركيا والأردن واندونيسيا ونيجيريا وباكستان وتم إنجازها بين شهري آذار/مارس وأيار/مايو من هذا العام.

ورأى المعهد أن الأحكام المسبقة في بعض المناطق لم تتغير بعد بينما يأخذ عدم الثقة مساراً سلبياً ومقلقاً. وفاجأت بعض النتائج مدير المشروع ريشارد وايك لأنه لم يكن يتوقعها:

"كانت بعض النتائج مفاجئة بالنسبة لنا فحتى الآن لم تقتنع الأكثرية في البلدان الإسلامية أن المسؤولين عن تفجيرات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 كانوا عرباً، لكننا في الوقت ذاته وجدنا أن هناك تراجعاً كبيراً في عدد الباكستانيين المؤيدين للعمليات الانتحارية وكافة أعمال العنف ضد المدنيين. وهذا ما استنتجته أيضاً الدراسة في الأردن حيث نرى تراجعاً واضحاً لعدد المساندين للإرهاب، لكن هذه النتائج ليست مفاجأة كبيرة لنا لأن هذا التراجع نلاحظه في كافة البلدان التي تحدث فيها أعمال إرهابية ونحن عشنا في العام الماضي عمليات إرهابية مرعبة في العاصمة الأردنية عمان."

مسلمو أوروبا أكثر إيجابية ...

هذا هو السبب الذي أدى إلى تراجع نسبة التأييد لأسامة بن لادن في معظم الدول الإسلامية، لكن رغم هذا التراجع لا تزال هناك نسبة عالية من المسلمين تبرر العمليات الإرهابية، فهذه النسبة تبلغ مثلاً في نيجيريا 46 % من الأشخاص المشاركين في استطلاع الدراسة، ومقارنة لذلك جاء في الدراسة أن 7 % من المسلمين القاطنين في فرنسا وبريطانيا وإسبانيا يبررون العمليات الإرهابية.

وفيما يخص موقف الأوروبيين تجاه المسلمين كانت هناك نتائج متباينة، ويعلق وايك: "استخلصت الدراسة أن هناك تشابهاً بين فرنسا وبريطانيا من جهة وألمانيا وإسبانيا من جهة أخرى، حيث تبين أن الأغلبية في فرنسا وبريطانيا لها موقف إيجابي تجاه العالم الإسلامي أما موقف الألمان والإسبان فهو أكثر تشاؤماً وسلبية ويظهر ذلك بقوة بخصوص الديمقراطية في البلدان الإسلامية. "

موقف الأوروبيين هذا ينطبق أيضاً على المسلمين القاطنين في أوروبا وكذلك الأمر على مواطني الدول الإسلامية، لكن ذلك لا يعكس موقف مسلمي أوروبا تجاه وطنهم الجديد لان مواقفهم عادة مختلفة وأكثر إيجابية من موقف المسلمين في باكستان أو اندونيسيا أو نيجيريا على سبيل المثال لا الحصر.

تشير الدراسة إلى أن غالبية المسلمين في الدول الأوروبية مستعدة لقبول القيم الغربية السائدة في المجتمعات الأوروبية وهم يعتبرون أنفسهم جسراً لربط حضارة وقيم بلادهم بالقيم الغربية.

... والألمان أكثر سلبية

وكانت أكثر النتائج إثارة للجدل تلك النتائج السلبية لاستطلاعات الرأي في ألمانيا لأنها كانت أكثر سلبية من مثيلاتها في كل من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا مع أن ألمانيا لم تشهد أية اعتداءات إرهابية مقارنة بالدول الثلاث الأخرى.

وما يزيد الأمر غرابةً هو أن الأغلبية المسلمة الموجودة في ألمانيا هي من أصل تركي قروي غير متعاطف مع المتشددين الإسلاميين، وقال 70 بالمائة من الأشخاص الألمان المشاركين في الاستطلاع أن العلاقات بين المسلمين والغرب ليست جيدة وهذه النسبة تعد أكبر نسبة في الاستطلاع بشكل عام.

يقول وايك معلقاً: "أود أن أقول بكل صراحة إنني لا أعرف تفسيراً لهذا الفرق بين ألمانيا وباقي الدول الأوروبية، لكن نسبة المؤيدين للمسلمين في ألمانيا هي نسبة أقل من بريطانيا وفرنسا وتبقى إسبانيا فقط في أسفل قائمة المؤيدين للمسلمين. إن ما نقوم به في معهد بيو هو عبارة عن طرح أسئلة ونشر نتائج الدراسات التي نأمل من خلالها أن تعطي الحوار بين العالم الغربي والإسلامي دفعةً نحو الأمام وتزود كل من يرغب بمعرفة هذه القضايا بالمعلومات الموجودة."

بيتر فيلي
ترجمة سمير مطر
حقوق الطبع دويتشه فيله 2006

قنطرة

صورة سلبية وأحكام مسبقة
تشير دراسة أصدرها معهد بيو في واشنطن حول الرؤية المتبادلة بين سكان دول الغرب الصناعية ولمسلمين الى أن العلاقة بين المجموعتين ما زالت تتسم بقدر كبير من السلبية. تعليق من أولغير بولات حول أشكال سوء الفهم الناشئة بين الطرفين

أوروبا بحاجة إلى مواطنة عادلة مشتركة للجميع
تعكس النظرة الأوروبية الى المهاجرين من الجزائر وتركيا والباكستان والعراق أو دول أخرى على انهم ينتمون الى "طائفة مسلمة" متجانسة رؤية جوهرية واستعمارية جديدة ل "الغير" التي تحمل عواقب سياسية سلبية، حسب رأي حازم صاغية وصالح بشير.

www

معهد بيو الأمريكي