سيدات الأعمال التركيات...قوة محركة للاقتصاد التركي

تبلغ نسبة النساء التركيات المديرات لكبريات الشركات التركية 26 في المئة. وهي نسبة أعلى من النسبة المتوسطة في دول الاتحاد الأوربي. ويلتزم عدد كبير من سيدات الأعمال التركيات بتوفير فرص وظيفية أفضل للشابات التركيات لضمان نجاحهن المهني ، كما يرينا أيهان سيمسيك و أوكتاي سلجوق.

الكاتبة ، الكاتب: Ayhan Simsek

انتُخبت المديرة التركية غيلر سابانجي مؤخراً عضوةً في مجلس إدارة شركة سيمينس الألمانية العملاقة. وكانت غيلير سابانجي، التي يبلغ عمرها 57 عاما، قبل ذلك رئيسة مجلس الإدارة في شركة أسرتها سابانجي هولدينغ، وتتمتع منذ توليها هذا المنصب بسمعة ممتازة على الصعيد الدولي أيضاً.

ورغم أن وسائل الإعلام الغربية تتطرق فيما يخص موضوع المرأة في معظم الأحيان إلى نواحٍ سلبية مثل اضطهاد النساء وقتل بعضهن في جرائم شرف، إلا أن ذلك تغير بعد انتخاب سيدة أعمال تركية عضوةً في مجلس إدارة شركة سيمينس، فالآن يوجّه الرأي العام انتباهه إلى ناحية أخرى، وهي: دور المرأة في الاقتصاد التركي.

وفي حين تستمر في الاتحاد الأوربي المناقشة بشأن قضية إدخال نسبة إجبارية معينة للنساء "كوتا" بين مدراء الشركات، تبلغ هذه النسبة في أكبر الشركات التركية 26 في المئة. وهذه نسبة أعلى من النسبة المتوسطة في دول الاتحاد الأوربي.

سيدة الأعمال التركية غيلير سابانجي. المصدر: غيلير سابانجي
سيدة الأعمال التركية غيلير سابانجي هي رئيسة ثاني أكبر شركة صناعية في تركيا، وصُنِّفت هذه المرأة على قائمة أقوى نساء العالم المئة في مجلة "فوربس" الاقتصادية الأمريكية.

​​إجراءات ضد عدم المساواة بين الجنسين

تُعَدّ لاليه سارال ديفيليئوغلو نائبة المدير العام لشركة الاتصالات التركية العملاقة توركسيل من المديرات التركيات الناجحات. وهي مسؤولة عن فروع الشركة القائمة في 8 دول، وتقول: "حين يعلم زملاؤنا في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية أن نسبة عالية من المدراء الأتراك من النساء، فإن ذلك يثير دهشتهم. ونفتخر بذلك كثيرا".

إلا أن ديفيليئوغلو تشير في الوقت نفسه إلى أن النساء يجدن في حياتهن المهنية صعوبات أكبر من الرجال. ولذلك من الضروري تحديد قواعد لضمان المزيد من المساواة بين الجنسين. ومن الضروري مراقبة تنفيذ هذه القواعد بدقة. وتبلغ نسبة النساء بين مدراء شركة ديفيليئوغلو 35 في المئة. ونصف العاملين في الشركة من النساء.

وتقول ديفيليئوغلو في هذا الشأن: "نعلق أهمية كبيرة على المساواة بين الجنسين. ويشكل مبدأ (الراتب نفسه مقابل العمل ذاته) منذ فترة طويلة أحد المبادئ الأساسية في شركتنا. وينطبق ذلك على جميع الشركات التركية تقريبا".

وتشير في هذا السياق إلى أن العمال والموظفين الأتراك لا يرون سبباً يبرر حقيقة أن رواتب النساء في دول أوربية مثل ألمانيا أقل من رواتب الرجال، وتضيف: "اتخذنا إجراءات لوضع حد للتمييز ضد النساء في اختيار العاملين وفي تشجيع تطورهن المهني".

سيدة الأعمال التركية لاليه سارال ديفيليئوغلو. TURKCEL
تقول سيدة الأعمال التركية لاليه سارال ديفيليئوغلو، نائبة المدير العام لشركة الاتصالات التركية العملاقة تورك سيل، بشأن راتب المرأة: "نعلق أهمية كبيرة على المساواة بين الجنسين. ويشكل مبدأ (الراتب ذاته مقابل العمل نفسه) منذ فترة طويلة أحد المبادئ الأساسية في شركتنا. وينطبق ذلك على جميع الشركات التركية تقريبا".

​​

الوجه الآخر للميدالية

ورغم العدد الكبير من المديرات في تركيا، فإن معظم النساء لا يزلن يجدن صعوبات كبيرة في سوق العمل التركية، فأرقام الإحصائيات لا تعكس الواقع بكامله، إذ إن نسبة النساء بين الأعضاء في مجالس الإدارة للشركات التركية لا تبلغ إلا 10 في المئة، بحسب مراد يزيلده، الممثل التركي لشركة إيغون تسيندر الدولية.

وباستثناء إحصائيات الشركات العائلية، تصبح هذه النسبة أقل، إذ إن نفوذ النساء في إدارة هذه الشركات أكبر مما هو الحال في شركات أخرى. وتشير سيما كينديريجي، رئيسة منظمة سيدات الأعمال التركيات، إلى أن نسبة النساء العاملات في البلاد انخفضت في العقد الماضي من 35 إلى 25 في المئة. ولا تشتغل إلا ربع النساء التركيات، وهذا أقل مما هو عليه الحال في أية دولة أوروبية.

مشروع سنو دروبس Snowdrops. TURKCEL
قدّم مشروع "سنو دروبس" (Snowdrops) الراعي للتعليم منذ عام 2000 مِنَحاً نقدية إلى 95 ألف فتاة من أسر فقيرة لا تستطيع تمويل التعليم المدرسي لبناتها بدون هذه المساعدة المالية.

​​

لا يجوز تبديد الطاقات النسائية

تأمل سيدات الأعمال التركيات أن يستطعن تغيير هذا الوضع. وهنّ يتعاوَنَّ مع منظمات غير حكومية في تنفيذ مشاريع خاصة بالنساء. وأحد هذه المشاريع يحمل اسم "سنو دروبس" (Snowdrops). وتشارك ديفيليئوغلو أيضاً في تنفيذه، وتقول: "قدمنا منذ عام 2000 في إطار تنفيذ هذا المشروع مِنَحاً نقدية إلى 95 ألف فتاة من أسر فقيرة لا تستطيع تمويل التعليم المدرسي لبناتها بدون هذه المساعدة المالية".

وتضيف "نوزع كل سنة 10 آلاف من هذه المنح للمساهمة في تحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين". ويتمثل مشروع آخر في توزيع قروض صغيرة على 55 ألف امرأة من صاحبات المشاريع الصغيرة.

ومن المقرر توزيع 100 ألف قرض آخر في السنوات الأربع المقبلة. وتظهر مثل هذه المشاريع أن سيدات الأعمال التركيات لا يساهمن فقط في ازدهار شركاتهن، وإنما يستطعن أيضا تشجيع نساء أخريات على الاقتداء بهن، كما تقول لاليه ديفيليئوغلو.

 

أيهان سيمسيك / أوكتاي سلجوق
ترجمة: أخيم زيغيلو
حقوق النشر: دويتشه فيله 2013