حوار بين الشباب

عندما نجد صحفية من محطة الجزيرة لدى قناة الأطفال الألمانية كيكا، أو مصور ألماني في الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية، فيرجع الفضل إلى مشروع تدريب عبر الثقافات الذي يقوم به معهد العلاقات الخارجية الألماني وتموله وزارة الخارجية الألمانية. تقرير منى نجار.

ديما حويجة، الصورة: معهد العلاقات الخارجية
ديما حويجة اشتركت في دورة تدريبية لدى جمعية بلينوم للبيئة.

​​

تقوم الشابة السورية ديما حويجة حالياً بتدريب لعدة أسابيع لدى الجمعية العمومية لجمعية الحفاظ على البيئة في رويتلينغن الألمانية. في الواقع تدرس ديما الأدب الانكليزي في دمشق، ولكنها تنشط منذ السنوات المدرسية في مجال الحفاظ على البيئة في مدينتها وتعمل لدى الجمعية السورية للبيئة.

تعمل ديما خلال فترة التدريب في رويتلينغن على وضع ارشادات لحماية البيئة، بالاضافة الى قيامها بدراسة حول المحميات في جبال الالب في شوابين في ألمانيا وزيارتها لمزارع مع بعض الزملاء للتعرف على مجالات التعاون.

من قناة الأطفال الى معهد ماكس بلانك

ديما حويجة هي إحدى المشاركات في مشروع التدريب عبر الثقافات لهذا العام الذي يرعاه معهد العلاقات الخارجية في شتوتغارت. يقدم هذا البرنامج فرصة للشباب من الدول الاسلامية للمجيئ الى ألمانيا، حيث يمضون عدة أسابيع في مؤسسات تعمل في مجالات الإعلام وحماية البيئة وحقوق الانسان والفن والثقافة أو التعليم.

فمثلاُ يقوم حالياً مستشار قانوني يعمل لدى مركز لتقديم الاستشارات القانونية للعائلات في طهران بتدريب لدى مؤسسة ماكس بلانك للقانون الأجنبي والدولي في فرايبورغ. وفي الخريف ستأتي صحفية من قناة الجزيرة للأطفال للتعرف على قناة كيكا الألمانية للأطفال.

تقول مانويلا هوغلماير من معهد العلاقات الخارجة إن هناك الكثير من الراغبين في التدريب في مجال الاعلام وبودها لو تجد متدربين في حقل دور النشر.

الهدف من المشروع أيضا هو دعم اقامة شبكة علاقات بين مؤسسات وأفراد من ألمانيا والعالم الاسلامي. وتقول كاترينا كيليان- ياسين من معهد العلاقات الخارجية: "هناك تجارب ناجحة، مثلاً عندما تقابل متدرب سابق في مؤتمر لمؤسسة ما ونعرف انه الآن يعمل لصالح شبكة أخرى. وبالطبع تنشأ علاقات بين المتدربين أيضا، فقد تعرفت على سبيل المثال محامية من ايران على محامية أخرى من السودان ويتبادلون اليوم الرسائل الالكترونية."

المشهد الفني في بيروت

يكتسب أيضاً الشباب الألماني من خلال مشروع تدريب عبر القارات خبرات عملية في البلاد الاسلامية. ففي منتصف يوليو/تموز عاد دانيل ايزكيردو الاسباني الأصل من بيروت بعد ان استطاع مغادرتها بعد يومين من بدء الهجوم الاسرائيلي على لبنان عن طريق سوريا ضمن قافلة باصات نظمتها السفارة الاسبانية.

دانيال إزكيردو، الصورة: معهد العلاقات الخارجية
دانيال إزكيردو اشترك في دورة تدريبية لدى جمعية أشكال ألوان في بيروت.

​​يعمل الشاب البالغ من العمر ثلاثون عاماً لدى وكالة لتسويق الصور في برلين. تعرف من خلال الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية أشكال ألوان على سوق الفن اللبناني. وشارك في تحضير مؤتمر وندوة عن فنون تصوير الفيديو وتعمق في النقاش مع فنانين محليين. التعبيران "اسلامي" و"عربي" اللذين نتداولهما بكل تهاون كانا موضع خلاف حاد، فهوية كثير من اللبنانين لا يمكن ادراجها تحت المواصفات الوطنية والدينية العامة.

على الرغم من النهاية المؤسفة لاقامته في لبنان فقد كان دانيال راضياً اجمالاً عن تدريبه: "لم أشعر من قبل أبداً اني في وطني كما شعرت في لبنان وصربيا. يعود ذلك حتماً لذلك المزيج الثقافي. صربيا كانت تحت الحكم العثماني، وأجزاء من اسبانيا كانت في العصور الوسطى تحت السيطرة العربية الاسلامية. ولبنان أيضاً خليط تاريخي وديني متنوع. لم أعقد صداقات في هذه السرعة قط من قبل كما فعلت خلال اقامتي في بيروت".

وجدير بالذكر ان هناك عشرون مكان تدريب سنوياً، أربعة عشر منها يتم توزيعها على متقدمين من الدول الاسلامية وست على متقدمين ألمان. عدد الطلبات يفوق الوظائف المتوفرة بكثير. يتم اختيار المتدربين من الدول الاسلامية بتعاون وثيق مع السفارات الألمانية. كما استطاع معهد العلاقات الخارجية في شتوتغارت منذ بداية المشروع قبل عامين ضم عدد لا بأس به من المؤسسات في المانيا والعالم الاسلامي المستعدة لاستقبال او ارسال متدربين.

بقلم منى نجار
ترجمة منال عبد الحفيظ شريده
حقوق الطبع قنطرة 2006

قنطرة

الإقامة والعمل في أَلمانيا
اسمي عائشة لاول، يبلغ عمري ستة وعشرون عامًا وأُقدّم لكم تحية من شمال نيجيريا. لقد واتتني فرصة للتطبيق العملي ضمن برنامج "تدريب عبر الثقافات"، والتي يشرف على تنظيمها معهد العلاقات الخارجية الأَلماني

برنامج تبادل طلابي بين مصر وألمانيا
عنف السياسي مشكلة تواجهها المجتمعات الأوروبية والإسلامية على حد سواء. ولمناقشة هذه المشكلة قام معهد غوته بتنظيم مشروع يعطي فرصة لطلاب مصريين وألمان للحوار والتواصل فيما بينهم وابراز الخلافات وتقبلها.

العمل والحياة في بلد مجهول
يقدم مشروع "دورات تدريبية عبر الثقافات" لمعهد العلاقات الخارجية لخريجي الجامعات الشباب والعاملين في مجال الثقافة من البلاد الإسلامية وألمانيا الفرصة للتعرف على نظام الحياة والعمل في أوروبا من خلال قضاء فترة تدريب مهنية في ألمانيا. تقرير أريانا ميرزا

www

معهد العلاقات الخارجية

أشكال ألوان