"من المهم أن يستمع الناس إلى وجهات نظر مختلفة"

بعد توقف دامَ ستة أشهر، بدأ من جديد عرض حلقات أسبوعية من برنامج "البرنامج" للإعلامي السياسي الساخر باسم يوسف. وفي حواره التالي في القاهرة مع جعفر عبد الكريم وخالد الكوطيط، يتمنى باسم يوسف من صانعي القرار في مصر التحلي بالحكمة الكافية وعدم عمل مشكلة بسبب برنامج كوميدي، ويتساءل: "إذا كان الوقت حاليا غير مناسب للحديث عن السياسة فمتى يكون مناسباً إذاً؟".

الكاتبة ، الكاتب: Jaafar Abdul-Karim and Khalid El Kaoutit

ما شعورك بعد تسجيل الحلقة الأولى من البرنامج بعد توقف طويل؟

باسم يوسف: أنا سعيد بهذه الحلقة. عندما أرى الناس سعداء فى المسرح، يضحكون ويبتسمون، أكون أنا أيضاً سعيداً. هذا يكفيني، وقد لا أشاهد بعدها الحلقة مرة أخرى فى التلفزيون. كانت علينا ضغوط كثيرة في هذه الحلقة، لأن الوقت كان قصيراً للغاية واضطر فريق العمل من مخرج وكتاب وممثلين لبذل مجهود كبير. لكن مرت الحلقة بسلام.

هل كان من المهم بالنسبة لك أن تعود لتقديم البرنامج؟

باسم يوسف: كنت أريد العودة لكي أعود مرة أخرى للفريق الذي أعمل معه. كان ينقصني هذا الشعور عندما أستيقظ من النوم وأجلس مع أصدقائي الذين أكتب معهم ومع المخرج ومع المنتج. حين نكتب الحلقة نكون سعداء، نضحك أثناء العمل، ونسعد لأننا نقدم فناً مختلفاً. كان من المحزن بالنسبة لى ألا يخرج هذا الفن للناس. أنا عدت لكي أقدم الشئ الذي أحبه.

في الموسم السابق قمت بإنتاج حلقتين، ثم توقف البرنامج، ماذا عن هذا الموسم؟

باسم يوسف: الموسم السابق، قدمنا حلقة واحدة لأن الثانية مُنعت من العرض. أتمنى أن يكون لدى من بيده القرار حكمة كافية ولا يصنع مشكلة بسبب برنامج كوميدي. فى النهاية نحن مجرد برنامج كوميدي.

بعض الناس ينتقدونك ويقولون إن هذا ليس هو الوقت المناسب للنقد ومصر تمر بهذه الظروف، ماذا تقول لهم؟

باسم يوسف: ردي عليهم بسؤال: من الذي يحدد إذا كان ما أقدمه مناسباً أم زائداً عن الحد؟ مَن الذي يحدد إن كان هذا وقتاً مناسباً أم لا؟ متى يكون الوقت مناسباً إذاً؟ كانوا يقولون هذا ليس وقتاً مناسباً قبل ستة أشهر وقبل شهر والآن. فإلى متى؟ وما هو المقياس؟ بعد عام أيضاً سيقولون إن هذا ليس وقتاً مناسباً. كل بلدان العالم لديها مشكلات وأزمات، ولا أحد هناك يقول إن هذا ليس وقتاً مناسباً للنقد.

Journalists Phil Moore, right, and Jessica Hatcher, left (photo: picture-alliance/dpa)
Nairobi-based foreign correspondents Phil Moore (R) and Jessica Hatcher (L) protesting against the imprisonment in Egypt of Al Jazeera journalist Peter Greste. On 29 January 2014, Egyptian prosecutors referred 20 people, including four foreigners, from the Al Jazeera TV network to trial for allegedly harming national security and spreading false news. The foreigners charged in the case include the Australian Peter Greste, a former BBC correspondent, who was arrested on 29 December, along with two Britons and a Dutch national

هل تفاديتم بعض الموضوعات فى هذه الحلقة؟

باسم يوسف: لم نتفادَ شيئاً. كان هناك توقف لمدة ستة شهور للبرنامج، وكانت هناك عشرات الموضوعات التى كان من الممكن طرحها ولكن لا يمكن جمعها فى حلقة واحدة، وبالتالي أنت تستطيع أن تحكم على البرنامج بعد نهاية الموسم كله، وليس بعد حلقة واحدة.

هناك حديث عن تقييد حرية الإعلام. هناك خط إعلامي باتجاه معين فى كل وسائل الإعلام. ما هى أهمية أن تقدم محتوى مختلفاً؟

باسم يوسف: من المهم أن يكون هناك تغيير. من المهم أن تسمع الناس وجهة نظر مختلفة. لا يمكن أن يسمع الناس نفس الكلام بشكل مستمر. ولو كررت كل وسائل الإعلام نفس الخطاب، فستنصرف الناس عن وسائل الإعلام. لذلك من الأفضل أن يكون هناك نوع من الحراك السياسي. أنا مقدّر أن هناك خوفاً وقلقاً لدى بعض الناس ومقدر تماماً أنه فى وقت الرعب والخوف، من الصعب أن تتكلم بالمنطق، فما بالك بتقبل السخرية.

الضغوط عليك كبيرة للغاية، خصوصاً أنك ربما الشخصية الأكثر شهرة في العالم العربي كما أصبحت تتحمل مسؤولية كبيرة.

باسم يوسف: بعض الأحيان أشعر بالضغط. فى العام الماضي كانت الضغوط كبيرة جداً. ما أحاول أن أفعله هو أن تقتصر الضغوط على وقت العمل فقط، وعندما أعود للمنزل أنام ولا أفكر فى الأمر. الضغط علي ليس ضغطاً سياسياً ولكن الضغط علي هو شعوري بأنني يجب أن أقدم برنامجاً يحظى بإعجاب الجمهور. هذا هو الضغط الوحيد علي.

هل أصبحت حياتك الخاصة مختلفة عن السابق؟

باسم يوسف: بالطبع. لم أعد أستطيع الخروج والسير فى الشارع نهائياً، ليست لدي حياة خاصة. مجرد عمل، والوقت المتبقي أقضيه مع أسرتي. أنا لا أخرج كثيراً. وإضافة إلى ذلك، هناك الاتهامات التي تكتشف أنها موجهة لك كل فترة كشخصية عامة.

هل تنام جيدا؟

باسم يوسف: نعم. أنام جيدا لأني غيرت نظامي الغذائي. وأنا نباتي وآكل الخضار والفواكه فقط.

كلمة أخيرة؟

باسم يوسف: أنا أقول لكل الناس وليس للشباب فقط: أرجو أن تنظروا لهذا البرنامج بشكل مختلف، أن تنظروا إليه باعتباره برنامجا ساخرا، لا داعي للمبالغة في رد الفعل. فقط استمتعوا بالحلقة واضحكوا بقدر الإمكان.

 

أجرى الحوار: جعفر عبد الكريم و خالد الكوطيط - القاهرة

تحرير: سمر كرم

حقوق النشر: دويتشه فيله 2014

ملايين المشاهدين كانوا يتابعون برنامج "البرنامج" للإعلامي الساخر باسم يوسف، حتى تم إيقافه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013. ويوم الجمعة السابع من فبراير/ شباط 2014 تم بث البرنامج مجدداً على قناة إم بي سي عربية. ومنذ منتصف فبراير/ شباط 2014، تقوم قناة DW عربية بإعادة بث الحلقات الجديدة من برنامج "البرنامج".