"نسعى إلى تصحيح الصورة السلبية عن الإسلام"

يسعى الحزب الإسلامي الهولندي (NMP) وللمرَّة الأولى منذ تأسيسه إلى المشاركة في الانتخابات البلدية التي سيتم إجراؤها العام القادم. وهدفه مواجهة الحزب اليميني الشعبوي بزعامة غيرت فيلدرز وضمان المساواة أمام القانون للمسلمين في هولندا. إيرين كوفرجين تحدَّثت إلى رئيس هذا الحزب الذي تأسس حديثًا، السيد هني كريفت.

هني كريفت الصورة، إيرين كوفرجين
يقول كريفت: "نسعى إلى تجاوز الفجوة بين المسلمين وغير المسلمين وإلى تصحيح الصورة السلبية عن الإسلام، وكذلك إلى الاستثمار في جيل الشباب".

​​ السيد هني كريفت، أنت رئيس الحزب الإسلامي الهولندي (NMP) الذي تأسَّس حديثًا. فهل لك أن تُخبرنا لماذا تم تأسيس هذا الحزب؟

هني كريفت: في عام 2007 قرأت في مقال في احدى الصحف أنَّ هذا الحزب قد تم تأسيسه من قبل شخصين مسلمَين هولنديَّين. وبالتالي اتَّصلت بهما ومن ثم التقيت بهما. وبعد هذه اللقاءات والأحاديث، بادراني بالسؤال عمَّا إذا كان بإمكاني أن أتصوَّر نفسي رئيسًا لهذا الحزب. وأخذت بعض الوقت للتفكير وفي النهاية قرَّرت قبول هذا التحدي. وبعد ذلك اعتمدت على نفسي وواجهت مهمة تأسيس هذا الحزب من أساسه. وكذلك لقد كان تأسيس هذا الحزب في الأصل كردة فعل على التضييقات التي يتعرَّض لها الإسلام والمسلمون. وبطبيعة الحال لقد كنت أدرك ذلك، بيد أنَّني كنت في الوقت نفسه لا أريد حزبًا ينحصر عمله في موضوع واحد فقط.

يحقِّق "حزب من أجل حرية هولندا" PVV المعادي للإسلام نجاحًا كبيرًا في هولندا. وحسب رأيك أين تكمن أسباب نجاحه؟

كريفت: عندما يتحدَّث المرء باستمرار حول أهمِّيته الخاصة، فسيكون هناك في يوم ما أشخاص يعدّون في نهاية الأمر على قناعة بذلك - وخاصة عندما تتبنى ذلك أيضًا وسائل الإعلام في كلِّ يوم. وبعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، حدثت في هولندا بعض المشكلات مع بعض الشباب والناشئين من أصول مغربية. والسيد فيلدرز صنع من ذلك قضية كبيرة وربط هذا الأمر مع القرآن.

بماذا يستطيع الحزب الإسلامي الهولندي مواجهة حزب فيلدرز المعادي للإسلام؟

كريفت: يجب علينا في البدء أن نوضِّح للناس أنَّ لا علاقة للإسلام بالحرب، بل بالقيم الحميدة مثل السلام والتضامن والأسرة. ونحن نريد العيش هنا بشكل طبيعي جدًا، تمامًا مثل أي شخص آخر. وبرنامجنا ينصّ على أنَّنا نسعى إلى تجاوز الفجوة بين المسلمين وغير المسلمين وإلى تصحيح الصورة السلبية عن الإسلام. وعلاوة على ذلك نحن حريصون على الاستثمار في مستقبلنا - كما أنَّ الطريق الأفضل لذلك يكمن في العمل من أجل شبابنا.

هل تعتقد أنَّ حزبًا إسلاميًا يمكن أن يترك في الواقع أثرًا إيجابيًا على ذلك؟

كريفت: بكلِّ تأكيد؛ فالمسلمون لديهم الحقّ الديمقراطي في تأسيس أحزابهم الخاصة بهم، تمامًا مثل المسيحيين وكذلك مثل غيرهم من أفراد الفئات الاجتماعية الأخرى.

أين تكمن الأهداف الرئيسية للحزب الإسلامي الهولندي؟ وهل يمكن أن توضِّح ما يرد في برنامج حزبك؟

كريفت: ينصب اهتمامنا قبل كلِّ شيء على تجاوز الفجوة بين المسلمين وغير المسلمين، وعلى تحسين صورة الإسلام والإعلاء من شأنه وكذلك على الاستثمار في جيل الشباب. ولكن بالإضافة إلى ذلك نحن نريد أيضًا محاربة الحظر المفروض على الحجاب والنقاب، فمن الأجدر أن يتم ترك اتِّخاذ القرار للمرأة، ونريد العمل ضدّ حظر الزواج من نساء أصلهن من الوطن الأصلي، ومن أجل تحسين رعاية الشباب والكثير من القضايا المشابهة.

هل يوجد في الحزب الإسلامي الهولندي فقط مسلمون هولنديون، أم هناك أفراد في حزبكم من جنسيات أخرى؟

كريفت: نحن نسعى إلى مخاطبة الناس على اختلاف أصولهم. وفي الوقت الحالي نتوجَّه قبل كلِّ شيء إلى الهولنديين، ولكنَّنا نتوجَّه أيضًا إلى المغاربة ذوي الأصول المهاجرة، أو البنغاليين. ونحن نريد أيضًا الوصول إلى الناس القادمين من تركيا وباكستان، وكذلك إلى السيخ القادمين من الهند.

يا ترى هل بإمكان الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام مثلك القيام بدور خاص من نوعه، عندما يتعلَّق الأمر بمساعدة الآخرين في التخلص من الخوف من الإسلام؟

كريفت: أعتقد أنَّ من واجبهم الآن مدّ جسور التفاهم في مجتمعنا والاهتمام بالتنوير. ومن المهم أن نتعاون مع جميع الأديان.

شعار الحزب
يريد الحزب الإسلامي الهولندي (NMP) في الانتخابات البلدية المقبلة التي سيتم إجراؤها في هولندا ترشيخ خمسة مرشَّحين على الأقل في خمس من المدن الهولندية الكبرى

​​ بعد اغتيال المخرج السينمائي تيو فان غوخ كانت الأوضاع في هولندا متوتِّرة للغاية. فكيف يبدو في الوقت الراهن وضع المسلمين في هولندا؟

كريفت: يبدو أنَّ الوضع من دون شكّ صعب للغاية في ظلِّ وجود أشخاص مثل السيد فيلدرز. وطالما أنَّ لا أحد يعارضه ولا يتم تصحيح آرائه وتصريحاته، فمن الطبيعي أن يزداد الوضع سوءًا. وهناك مشكلة أخرى تكمن في مواقع الإنترنت ذات التوجَّهات اليمينية والتي يستطيع فيها كلّ شخص دون الحاجة لذكر اسمه كتابة أي شيء والتحريض على أي شخص. وعلى هذه المواقع تم عدة مرَّات توجيه الكثير من الإهانات لي، وكذلك تم شتمي واعتبروني هاربًا إلى العدو.

هل توجد لدى الحزب الإسلامي الهولندي فرص في تحقيق نجاح في الانتخابات المقبلة؟ وما هي أهداف الحزب؟

كريفت: يجب علينا أوَّلاً أن ننتظر الانتخابات البلدية التي سيتم إجراؤها في شهر آذار/مارس القادم، وبعد ذلك سنرى ما الذي يستطيع الحزب الإسلامي الهولندي تحقيقه في هولندا. وهناك أستاذ في جامعة أمستردام قال إنَّه من الممكن أن تكون لدينا فرص للفوز بأربعة مقاعد في مجلس البلدية. وبالتأكيد سوف أكون سعيدًا لو استطعنا الفوز بمقعدين في الانتخابات البلدية. وفي الوقت الحالي لدينا بعض المرشَّحين المحتملين في كلّ من مدينة ألميرا وأمستردام ولاهاي ونورد أوست بولدر وكذلك في روتردام، من أجل تشكيل جمعيات واتِّحادات محلية هناك. وعلاوة على ذلك يدور الحديث حول مدن أخرى.

ما هي الرسالة الأساسية التي يحملها الحزب الإسلامي الهولندي إلى المجتمع الهولندي؟

كريفت: نحن نقول للهولنديين لا تخافوا - فنحن لا نريد تحويل هولندا إلى جمهورية إسلامية! وحزبنا ليس إلاَّ مجرَّد حزب هولندي، يتحرَّك ضمن حدود القانون المحلي، ومن الممكن أيضًا للجميع الانضمام إليه.

هل يتم دعم الحزب الإسلامي الهولندي أيضًا من قبل المنظمات والجمعيات العربية والتركية في هولندا؟

كريفت: ما نزال نجري حتى الآن مفاوضات معهم، ويجب علينا أن ننتظر ما يستطيعون أو يريدون فعله لنا.

أجرت الحوار إيرين كوفرجين
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: قنطرة 2009

قنطرة

غيرت فيلدرز وخطر السياسة الشعبوية:
استحقاقات الديمقراطية في ظل الشعبوية اليمينية
أظهرت انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة أنَّ هناك تحوّلاً سياسيًا يجري في هولندا؛ حيث أصبحت الأطراف اليمينية الشعبوية والمعادية للإسلام قادرة على تحقيق غالبية وصارت تهدِّد الثقافة الديمقراطية، مثلما يحذِّر أيمن مزيك في هذا التعليق.

قضايا الاندماج في هولندا:
أخطار الشعبوية ... أوهام التعددية الثقافية
عزيعزيز عينان، ابن لأسرة مغربية مهاجرة وكاتب صحفي ينتقد الازدواجية الأخلاقية داخل المجتمع الهولندي والتعامل من دون تسامح مع المهاجرين المسلمين باعتباره نتيجة لتنامي اليمين السياسي في هولندا. أريان فاريبورز تحدَّث إلى عزيز عينان.

حركات تنشر الكراهية باسم الدفاع عن "رب المحبة":
المسيحيون الأصوليون يعادون الإسلام
ثمة موجة في ألمانيا الآن لمعارضة الإسلام واعتباره خطرا على المجتمعات المسيحية، باسم الدفاع عن المسيحية. كلاوديا منده تكشف أبعاد هذه الظاهرة.