"المفاوضات تهدف لاحتواء الثورة وإجهاضها"

تباينت الآراء حول لقاء نائب الرئيس المصري عمر سليمان بممثلين عن المعارضة وما أسفرت عنه جولة الحوار هذه. الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمنسق العام السابق للحملة المصرية ضد التوريث وكذلك للجمعية الوطنية للتغيير بزعامة محمد البرادعي، يتحدث إلى عارف جابو عن آفاق الحوار بين القيادة السياسية المصرية والمعارضة.

الصورة د.ب.ا
نافعة: لا أعتقد أن هذا الحوار سيفضي إلى الخروج من الأزمة.

​​

انتهت جولة الحوار بين ممثلين عن المعارضة المصرية ونائب الرئيس المصري عمر سليمان بالاتفاق على "التعامل الجاد مع الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد"، حسب ناطق رسمي مصري. كما "تم الاتفاق على شرعية مطالب المحتجين". ولكن مواقف قوى المعارضة والشباب المحتجين تباينت بشأن ما تم الاتفاق عليه، مما يثير التساؤل حول إمكانية نجاح المفاوضات والوصول إلى اتفاق تلتزم به الحكومة وتنفذه. ولمعرفة المزيد حول هذا الموضوع أجرت دويتشه فيله الحوار التالي مع الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية ,الناشط السياسي المصري المعروف.

كيف تنظرون إلى هذا الحوار، هل يمكن أن يفضي إلى نتيجة تخرج البلاد من أزمتها الراهنة؟

حسن نافعة: لا، لا أعتقد أن هذا الحوار سيفضي إلى الخروج من الأزمة، لأنه ليست هناك جدية كافية وليس هناك جدول أعمال محدد للمفاوضات. كما أن الشخصيات المشاركة في الحوار ليست بالضرورة ممثلة للشباب الذين قاموا بالثورة

من الذي لا تتوفر لديه الجدية المعارضة أم الحكومة؟

نافعة: لا، هناك مجموعة من المطالب طرحها الشارع الثائر والمعتصم في ميدان التحرير، أنا لا اعتقد أن الحكومة قد وصلت إلى قناعة بأنه لا بد أن تستجيب لهذه المطالب. المطلب الأول هو ضرورة تنحي الرئيس مبارك عن السلطة. ولا أظن أن هناك قرارا أو أن النظام اقتنع بضرورة تقديم هذا التنازل، فلو اقتنع بذلك لكان قد شكل حكومة تحظى بموافقة كل القوى السياسية. لكن لا نتصور أنه يمكن إدارة المرحلة الانتقالية لتأسيس نظام ديمقراطي جديد بنفس النظام القديم، وهذه هي المعضلة الحقيقية.

برأيكم هل هذه المفاوضات وما يمكن أن تسفر عنها هي مجرد وعود لامتصاص غضب الشارع؟

الصورة د.ب.ا

​​

نافعة: لا، هناك رغبة لإجراء بعض الإصلاحات، ولكن ليس إصلاحات كافية لنقل السلطة من النظام القديم إلى النظام الجديد. هي محاولة لإدخال بعض الإصلاحات السياسية على نفس النظام القائم، ولكن بدون ان يؤدي هذا الإصلاح إلى تغيير في قواعد اللعبة السياسية بحد ذاتها. حتى هذه اللحظة لم يقدم النظام القائم ما يكفي من التنازلات لبناء نظام سياسي جديد؛ فهو يتصور أن إجراء إصلاحات تجميلية في النظام تكفي لاستيعاب الحركة أو لتجاوز الحركة الثورية القائمة في البلاد في هذه اللحظة. وفي تقديري أنه مخطئ في هذا التصور.

هناك من يرى أن هذه المحادثات التفاف على مطالب المحتجين ومحاولة من كل طرف جني ثمار "ثورة الشباب" ما مدى صحة هذا الكلام؟

نافعة: أنا أقرب إلى هذا التصور. هناك محاولة من النظام لاحتواء الثورة والالتفاف عليها وإجهاضها في النهاية. ولكن لا أظن أن النظام سينجح في هذا، فقد أصيب بصدمة كبيرة وفقد توازنه، وهو يحاول الآن استعادة توازنه، ولكن ليست لديه رؤية سياسية تمكنه من الخروج من هذه الأزمة.

لكن مع غياب مرجعية سياسية أو تمثيلية تتحدث باسم الشباب المحتجين كيف يمكن التحدث معهم وتحقيق وتنفيذ مطالبهم في حال قبول الحكومة بها؟

نافعة: المشكلة ليست في من يمثل الشباب الثائر في ميدان التحرير. المشكلة في عدم وجود تصور لدى النظام، لتأسيس نظام ديمقراطي جديد. فالنظام الحالي سُحبت شرعيته من الشارع، ولا يوجد لديه تصور لكيفية وآلية التنازل السلس عن السلطة، وهذه هي المعضلة الحقيقية. وبالتالي الكرة في ملعب النظام وليس في ملعب القوى المعارضة للنظام.

أجرى الحوار: عارف جابو
مراجعة: أحمد حسو
حقوق النشر: دويتشه فيله 2011

قنطرة

الانتفاضة الشعبية في مصر
ربيع الشعوب العربية وزمن أفول الديكتاتورية
بعد أحداث تونس لم يكن هناك مراقب واحد لم يقل إن تكرار تلك الأحداث غير ممكن في مصر على الرغم من أن كل من عرف مصر وسكانها ولو بشكل سطحي يدرك أن الوقت قد حان الآن وكيف أصبح الوضع متأزماً وكيف صار الديكتاتور ممقوتاً. شتيفان فايدنر يتعرض إلى تغطية الإعلام الألماني لحركة الاحتجاجات في مصر وسيناريوهاتها المستقبلية.

التغيير الديموقراطي في العالم العربي
الحكام العرب ولعنة "أحجار الدومينو"
أظهرت الأحداث المتسارعة التي انطلقت شرارتها من تونس وسرعان ما انتقلت إلى مصر أن الأنظمة العربية المترهلة ليست أكثر من "أحجار دومينو" تنتظر من يحركها لتسقط الواحدة تلو الأخرى لافتقارها إلى شرعية شعبية ضاربة في تربة شعوبها، كما يرى الإعلامي عماد غانم.

حوار مع الباحث الألماني في حركات الإسلام السياسي لوتز روغلر:
"الغرب يبالغ في تصوير نفوذ الإخوان المسلمين بمصر"
تتحدث وسائل الإعلام الغربية عن مخاوف من تزايد نفوذ الإخوان المسلمين في الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس مبارك. الباحث الألماني المتخصص في حركات الإسلام السياسي لوتز روغلر في حوار مع علي المخلافي حول هذه القضية وإشكالياتها.