تفسير القرآن...حق لجميع المؤمنين بالإسلام نساءً ورجالاً

تطالب الناشطة في حقوق المرأة أمينة ودود المسلمين بضرورة التخلي عن حرج تفسير القرآن الكريم تفسيراً جديداً وتحثهم على إشراك النساء في التفسير من أجل فهم أعدل للقرآن، وتقول إن الإسلام جاء لجميع المؤمنين به نساءً ورجالاً، في حوارها التالي مع عبد الرحمان عمار. هذا وكانت أمينة ودود أمَّت المُصلين في صلاة الجمعة عام 2005 بالولايات المتحدة مثيرة جدلاً بين الفقهاء.

الكاتبة ، الكاتب: Abderrahmane Ammar

تناولتِ في أبحاثك القرآن الكريم بالدرجة الأولى والأدوار بين الجنسين. فهل هناك اختلاف إذا كان من يقرأ القرآن رجل أو امرأة؟ وإلى أي مدى تختلف تفسيرات كل منهما؟

أمينة ودود: هذا سؤال مهم ولكنه لم يُطرح طيلة تاريخ تفسير القرآن إلا في العصر الحديث. وأجد هذه الحقيقة صادمة نوعا ما، لأنه رغم أن معرفتنا دقيقة جدا وتراثنا الفكري قوي جدا، لم يُطرح هذا السؤال قط. فقد جرى التطرق إلى هذا الموضوع للمرة الأولى في القرن العشرين، والجواب هو: نعم، هناك اختلاف.

ويمكننا أن ندرك ذلك من خلال أسلوب تفسير القرآن، الذي وضعه الرجال، حتى القرن العشرين. فإلى هذا القرن لم تمارس المرأة التفسير، بمعنى أنها لم تعمل بتفسير القرآن. كما أنه لا توجد تقارير كتبتها نساء مسلمات، يمكن أن تكون بمثابة دليل على أن النساء قمن بتفسير القرآن.

نحن نعلم أن النساء قرأن القرآن وحفظنه عن ظهر قلب منذ عهد النبي (عليه الصلاة والسلام). لكننا لا نعرف ما هي أفكار النساء عن القرآن الكريم، لا توجد شواهد على ذلك. لذا فلنحاول نحن سد ثغرات المعرفة، واستحداث طريقة في القراءة تراعي الفروق بين الجنسين وتمكننا من فهم أفضل لما يعنيه القرآن لنا كبشر.

فتيات تركيات في إحدى مكتبات العلوم الإسلامية في اسطنبول. رويترز
تفسير القرآن الكريم لكل رجل وامرأة: "نحن نحاول استحداث طريقة في القراءة تراعي الفروق بين الجنسين وتمكننا من فهم أفضل لما يعنيه القرآن لنا كبشر"، كما تقول الباحثة الأمريكية أمينة ودود.

​​

هل تعتقدين أن من الممكن إحياء هذا الشكل من أشكال التفسير المستقل، المعروف في التراث الإسلامي باسم "الاجتهاد"؟

أمينة ودود: أوافق بلا شك أن علينا احترام العلماء والفقهاء. ويمتلك المسلمون منذ القدم تراثا فكريا ضخما، لكن الناس مطالبون الآن بأن يتذكروا أن الإسلام قد نزل لجميع المؤمنين به سواء من النساء أوالرجال.

وإذا كان لنا جميعا حق في الإسلام، فجميعنا أيضا عليه دور في طريقة التعريف به والحكم عليه، و كيفية استخدامه من قبل الحكومات والقوانين التي جاء بها. فإذا كان الإسلام لا ينصف كل واحد منا، فإن هذا سيعني أن الإسلام نفسه ليس عادلا.

وهكذا، حتى لو لم يكن كل واحد منا عالما بكل جانب من جوانب الفقه الإسلامي أوالتفسير، يمكننا رغم ذلك أن نساهم في الفهم (الصحيح) لديننا، بأن نسأل أنفسنا: هل نحن نطبق الإسلام في حياتنا بطريقة صحيحة وعادلة؟ الخلاصة: حتى لو لم نكن فقهاء، فما زال بإمكاننا أن نحدث تأثيرا في الخطاب (الديني).

في ألمانيا وفرنسا ما زال هناك جدل حول ما إذا كان الإسلام جزء من الهوية الفرنسية أو الألمانية. هل تعتقدين أن هذا هو الحال فعلا؟

أمينة ودود: نعم، هناك بالفعل هوية إسلامية حقيقية ألمانية أو فرنسية. المشكلة هي أن بعض القوى في المجتمع الألماني يروجون الإدعاء بأن المجتمع الألماني عبارة عن مجموعة متجانسة من "البيض". وهذا أمر مؤسف، وبصفة خاصة بالنظر إلى حقيقة التنوع الثقافي الذي تتسم به معظم الشعوب اليوم.

أمينة ودود. قنطرة
عملت أمينة ودود أستاذة للعقيدة والفلسفة بجامعة فرجينيا كومنولث في ريتشموند بالولايات المتحدة. وقامت بتأليف العديد من الكتب الناجحة التي تدافع فيها بصفة أساسية عن فكرة المساواة بين الرجل والمرأة على أسس إسلامية.

​​

فقد أصبح العالم أكثر حراكا. وسأنصح هؤلاء الناس في الأساس بتقبل حقيقة أن ابنهما أو ابنتهما يمكن أن يتزوجا مستقبلا من مسلمة أو مسلم من أصول تركية أوعربية أو آسيوية.

لذلك فقد حان الوقت لمواجهة حقيقة أننا نتقاسم جميعا الحياة على هذا الكوكب وأن جنسيتنا، سواء كانت ألمانية أو أمريكية أو هندية جاءت عن طريق الصدفة وحدها. ولن تكون إنسانيتنا أفضل بسبب الجنسية التي نحملها.

 

حاورها: عبد الرحمان عمار
ترجمة: صلاح شرارة
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: قنطرة 2013