العظم: لابد من حكم مدني محايد دينياً ومذهبياً في سوريا

شدد المفكر السوري المعارض صادق جلال العظم على ضرورة "إرساء حكم مدني محايد دينيا ومذهبيا في سوريا وألا يفرض دين الأكثرية على أحد"، وعلى أن الحل لا بد أن يفضي إلى إنهاء ما أسماه بـهيمنة "العلوية السياسية" في سوريا. وأيد العظم، في حواره التالي مع محمد إبراهيم، مشاركة المعارضة في مؤتمر جنيف 2 وتقديم "فاعلية ما بدلا من الغياب".

الكاتبة ، الكاتب: محمد ابراهيم

أكد المفكر السوري المعارض صادق جلال العظم أن المجتمع الدولي ترك النزاع في سوريا يطول ويتعسكر، معتبرا أن عزوفه عن مساعدة الشعب السوري في البداية خلق فراغاً ملأته الجماعات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بالقاعدة. وقال العظم إن "مجتمعاتنا تلتفت في زمن الأزمات والحروب إلى الله وهذا يعطيها القدرة على الاستمرار والصمود والعزاء. لكن ذلك يخلق جوا مناسباً لجر جيل الشباب إلى التطرف الديني".

ورأى العظم تشابها بين النموذجين العراقي والسوري، حيث أدى الفراغ الناتج عن انحلال سلطة الدولة إلى تنامي نفوذ الجماعات الدينية المتطرفة. وأضاف صادق العظم: "نحن الآن نكرر السيناريو العراقي، إذ لدينا صحوات تقاتل الجماعات الإرهابية. النظام لا يضرب داعش بل إن الثورة هي التي تقوم بذلك"، وذلك في إشارة إلى المعارك التي تخوضها فصائل المعارضة المسلحة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف اختصارا بـ "داعش".

النظام هو المسؤول المباشر عن عسكرة الثورة

وعبر المفكر السوري العلماني عن خشيته على مستقبل سوريا جراء تنامي نفوذ تلك الجماعات الإسلاموية، مؤكداً على أن بنية المجتمع السوري الفسيفسائية تمنع فرض أية فئة لرأيها على الآخرين. وأكد العظم على أن عسكرة الحراك السوري لم تكن طوعية بل كانت نتيجة لديناميكية الصراع الدائر في البلاد. وأضاف أن "المسؤول الرئيسي عن عسكرة الثورة هو اختيار بشار الأسد للحل العسكري الأمني بغية قمع الثورة، بدلاً من الدخول في حوار مع الحراك المدني والقيام بإصلاحات جدية".

كما أيد المفكر السوري البارز مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2 للسلام المقرر عقده في سويسرا ابتداءً من يوم الأربعاء 22 / 01 / 2014. وشدد على أن "من الأفضل للثورة والمعارضة الدخول في اللعبة السياسية الدولية وتقديم فاعلية ما، بدلاً من الغياب". كما شدد العظم على أن الحل في سوريا لا بد أن يفضي إلى إنهاء ما أسماه "العلوية السياسية"، وحدوث نوع من المحاسبة. وقال العظم: "لا بد من إرساء حكم مدني محايد دينياً ومذهبياً في سوريا. ولا يجب أن يفرض دين الأكثرية على أحد. كما يجب لهيمنة وسيطرة الأقلية العلوية على سوريا أن تنتهي".

 

حاوره: محمد ابراهيم

حقوق النشر: دويتشه فيله 2014