"ينبغي للنساء الغربيات التصرف كالحموات العربيات"

تتحدث سيلفيا أورتليب في هذا الحوار مع أندرياس هيس عن عدد من الموضوعات التي تتعلق بآداب اللباس وأصول اللياقة في إدارة الأعمال بالشرق وتصورات الغربيين عن المشرق وعن المشاكل الرئيسية في المعاملات التجارية اليومية.

سيلفيا أورتليب، الصورة:   خاص
"العرب يتملّكهم ذهول كبير لنظرة الألمان السلبية عن الشرق، ومصابون بخيبة أمل لقلة ملاحظة الألمان لإنجازات الشرق الثقافية"

​​إنكم تقدمون دورات تدريبية بينثقافية لتهيئة رجال الأعمال للتعامل مع العالم العربي. ما هي تصورات المشاركين في تلك الدورات عن الشرق؟

أورتليب: إنها في الغالب تصورات سيئة للغاية، فأول ما يُذكر دائما هو اضطهاد المرأة والتخوف من التعامل بمكر ودهاء. كما أن الإسلاموية تعتبر من أشد التعميمات المطروحة، حيث تُطلق على 300 مليون عربي بمنتهى السرعة. وكثيرا ما يُتهم العرب أيضا بنزواتهم المفاجئة واللاعقلانية والتفاهة. أما تصورات المشاركين الإيجابية عن الشرق فهي الحنان والود والحياة الصاخبة والعطور، وعلى وجه الخصوص كرم الضيافة.

ما هي توقعات الألمان عن نظرة العرب لهم؟

أورتليب: كثير من الألمان يخشون من نظرة العرب لهم بالادعاء أنهم أعرف الناس بكل الأمور. ولكن قد يخطر على بال العرب أشياء إيجابية، مثل التزام الألمان بالمواعيد والدّقة في العمل والاجتهاد والذكاء والمصداقية والجَوْدة.

وما هي نظرة العرب الحقيقية تجاه الألمان؟

أورتليب: يُعتبر الألمان من السذاجة بمكان فيما يتعلق بالصراع الشرق أوسطي، ويُنظر إليهم بالحزم وقوة الإرادة والأنانية، وأحيانا يوصفون بالتكبّر وأنهم أعرف الناس بكل الأمور والجشع في عقد الصفقات. ومن الصفات الإيجابية التي يراها العرب عند الألمان فهي المصداقية والالتزام بالمواعيد والحرص على النظام والكفاءة العالية في العمل. وهناك تباين كبير بين المنظور الخاص والمنظور الآخر على الجانب العربي، فالعرب يتملّكهم ذهول كبير لنظرة الألمان السلبية عن الشرق، ومصابون بخيبة أمل لقلة ملاحظة الألمان لإنجازات الشرق الثقافية.

من أين جاءت هذه الصورة السلبية؟

أورتليب: هذه هي الغطرسة الغربية، فالشرق إما أن يحظى بالتمجيد أو يُنظر إليه بازدراء، ولا يُستثنى من ذلك إلا الإمارات العربية المتحدة، فالشرق ينتهي عند حدود دبيّ بقليل.

أين تقع المشاكل الرئيسية في المعاملات التجارية اليومية؟

دبي
"الشرق إما أن يحظى بالتمجيد أو يُنظر إليه بازدراء، ولا يُستثنى من ذلك إلا الإمارات العربية المتحدة، فالشرق ينتهي عند حدود دبيّ بقليل"

​​

أورتليب: العرب الذين يعملون في المشروعات العربية-الأوروبية يستغربون كلية كيف أن الألمان لا يأخذون وقتا كافيا للتعرف على شركائهم، وبدلا من ذلك يدخلون في الموضوع مباشرة. والثقافة العربية قائمة على العلاقات إلى حد كبير، فالعربي يحرص على أن يسود الانسجام بين الشركاء. لهذا فإن العرب يأخذون مزيدا من الوقت لبناء علاقة تتصف بالانسجام. فموضوع "حفظ ماء الوجه" يعتبر من الموضوعات الشائكة، وذلك لأن الألمان يدخلون في النقد بتلقائية، أما العرب فإنهم ذوو حساسية عالية تجاه النقد، وهذا مما يجعلهم ينسحبون خوفا من أن تتأثر العلاقات على المدى البعيد، فالعرب يهمهم الحفاظ على كرامة شركائهم.

ما هي الأخطاء التي يقع فيها العرب في ألمانيا؟

برج كينج
يشكل الشرق صورا متنوعة تجمع بين الأصالة والمعاصرة

​​أورتليب: يعتبر تمجيد النازية من المحرمات الكبيرة عندنا، بيد أن العرب لا ينتبهون لذلك دائما. وعلى العكس يعتبر بعض منهم هتلر رجلا عظيما استطاع نسبيا التغلب على المشاكل ببساطة، إلى جانب ذلك فهناك في مجتمعنا غير المتجانس محرمات اختيارية، منها على سبيل المثال إهانة البابا والنقد الديني عند الكاثوليك. وهذا يعرفه العرب، والعرب حذرون تجاه المشاعر الدينية.

ما الذي يجب أن تراعيه المرأة الغربية إذا ذهبت إلى الشرق؟

أورتليب: مسألة اللباس بالطبع، فليس من اللائق لها لبس الحجاب في تونس، أما في إيران فيعتبر ذلك إلزاميا. كما أن النظر في عين الجنس الآخر يعتبر من الإشكالية بمكان عندما يجهل المرء أنه يُفهم على سبيل الوقاحة أو طلب شيء ما. والمرأة الغربية عليها أن تتدرب على سلوك معين، وسوف أعقد مقارنة لذلك: فلا ينبغي أن يكون سلوكها مضطربا مثل سلوك العروس ليلة الزفاف ولكن يجب أن تتصرف بفخر ورزانة مثلما تتصرف الحموات العربيات. إن المرأة الغربية التي تتصرف وهي عارفة بثقافة الشرق سوف تلاحظ مدى الاحترام والسمعة الطيبة التي تحظى بها بصفتها امرأة وربة عمل.

أجرى الحوار: أندرياس هيس
ترجمة: عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع محفوظة: Kulturaustausch II 2009

سيلفيا أورتليب: صاحبة كتاب "آداب اللباس وأصول اللياقة في إدارة الأعمال بالشرق، النجاح الاقتصادي بالمؤهلات الثقافية"، الطبعة الأولى 2006

قنطرة

العالم العربي بعيون ألمانية:
سحر ليلة وألف ليله...بوابة الشرق إلى الغرب
المشرق العربي على اتساعه وتنوعه الجغرافي والحضاري كان وما زال مقصداً للكثيرين على اختلاف توجهاتهم ورؤاهم لهذا الشرق، وبالرغم من التحولات التاريخية الدراماتيكية والاضطرابات السياسية التي لازمت المحيط العربي على مر العصور، إلا أن الهالة الشرقية والصبغة الروحانية ما فتئت تجذب البعيدين، فتقربهم من هذه الثقافة وتجعلهم أكثر تفهماً لطبيعتها. ربى عنبتاوي التقت بعضا من عشاق المشرق الغربيين.

الكاتب الروائي سليم الأفنيش:
قصص للأطفال من ألف ليلة وليلة
يعيش البدوي الفلسطيني سليم الأفنيش منذ عدّة أعوام في مدينة هايدلبيرغ الألمانية وهو يكتب باللغة الألمانية قصصًا وحكايات للأطفال وللكبار، حيث ترجمت أعماله إلى لغات عدة ما عدا العربية. بيتر فيليب يعرِّفنا بهذا الروائي وبخواص أدب الأطفال العربي.

رحلات هانس كريستيان أندرسن في بلاد المشرق:
"ثروة بإمكانها أن تزيّن أي بيت أنيق في أوروبا"
الشاعر الدانماركي الذي ترجمت أعماله إلى أكثر لغات العالم هانس كريستيان أندرسن، والذي يُحتفل في هذه السنة بمرور 200 سنة على ميلاده كان معروفا بولعه المفرط بالأسفار. وقد قاده حنينه إلى المغرب أيضا. كريستيان هاوك يقدم لمحة عن انطباعات الشاعر الرحالة.