الديانة الإسلامية في المدارس الألمانية

في السنة الدراسية الجديدة سيبدأ في ولاية سكسونيا السفلى تطبيق خطة تعليمية لتدريس مادة الديانة الإسلامية، نالت موافقة أغلبية المسلمين في الولاية.

تدريس مادة الديانة الإسلامية في المدارس الألمانية

يُعد اندماج الأجانب في المجتمع من الموضوعات دائمة الحضور على الساحة السياسية، وهي تشمل أيضاً إدخال تدريس الدين الإسلامي في مدارس الدولة. تُقدم مادة الدين الإسلامي في معظم النماذج المطبقة اليوم في إطار تدريس تكميلي غير إلزامي وباللغة الأم. أما تدريس الدين الإسلامي بشكل عقائدي، وبالمفهوم الذي يراه الدستور، إي كمادة تعليمية ضمن مسئوليات وصلاحيات الدوائر التعليمية، وتوافقاً مع الجماعات الدينية، فلا وجود له في العادة. وترى الدوائر الحكومية أن سبب ذلك يرجع إلى عدم وجود طرف حوار يمثل الجماعات الدينية الإسلامية. وسيبدأ تطبيق نموذج تم التخطيط له منذ وقت طويل عقب العطلة الصيفية في نهاية شهر أغسطس/آب، في ولاية سكسونيا السفلى. يوافينا بالتفاصيل ميشائيل هولنباخ.

إن دروس الدين المرتبطة بالعقيدة حق مثبت في الدستور وليس امتيازاً للمسيحيين. ولهذا يطالب المسلمون بقوة منذ وقت طويل بحقهم في توفير دروس الدين الإسلامي. ولكن: كل جماعة دينية مسئولة عن صياغة وتحديد محتويات الدروس. وخلافاً لما هو عليه الحال لدى الكنيسة الكاثوليكية أو الإنجيلية، لا تجد وزارة التربية والتعليم الألمانية من الجانب الإسلامي ممثلاً شرعياً واحداً، وإنما هناك كثير من المجموعات المختلفة، وهو الأمر الذي يصعب معه التوصل إلى اتفاق.

طاولة مستديرة

الصورة: إخلاص

​​غير أنه أمكن في مدينة هانوفر، وبعد محادثات استغرقت شهوراً طويلة، تناول محتويات الدروس مع مجموعات مختلفة من المسلمين على "طاولة مستديرة". وحظيت الخطة التعليمية لدروس الدين الجديدة بموافقة 90 في المائة من المسلمين السنيين والشيعة في ولاية سكسونيا السفلى. ولم يرفض محتويات مادة التعليم الجديدة سوى العلويين. ويقول بيرند بوزه مان، وزير التربية والتعليم في الولاية: "يجري حالياً إعداد المعلمين في معهد ولاية سكسونيا السفلى للتعليم المستمر والمتواصل للقيام بمهمتهم الجديدة. ويمكن إيجاز الوضع حالياً في أننا قمنا باختيار معلمين مناسبين، وهم يتلقون الآن تعليماً إضافياً. جرى تنظيم الأمر برمته من قبل معهد ولاية سكسونيا السفلى للتعليم المستمر والمتواصل، وقد وصلني من هناك تقرير مفاده أنه سيكون لدينا العدد الكافي من المعلمين مع بداية العام الدراسي الجديد."

لا زال مشروع تنفيذ هذا النموذج في ثمان مدارس ابتدائية يتسم بالطابع المؤقت، لأنه لا توجد حتى الآن جامعة توفر ضمن برامجها دراسة لتأهيل معلمين للدين الإسلامي. وهكذا الحال بالنسبة لإيمان السيد، بصفتها ممثلة المجلس الأعلى للمسلمين على "الطاولة المستديرة". صحيح أنها راضية عن إدخال تعليم الدين الإسلامي في مدارس سكسونيا السفلى على كل حال، ولكنها تضيف: "لا بد أن نذكر بوضوح، أن محاولة تنفيذ هذا النموذج ما هي إلا حل وسط على الطريق إلى تدريس مادة الدين الإسلامي. ولم يسمح لنا ضيق الوقت بإعداد المعلمين بالتفصيل أو توكيل جهة أخرى بهذه المهمة، ولهذا: نأمل أن يكون المعلمون قد سبق لهم جمع مادة كافية، إن جاز هذا التعبير، بحيث يمكنهم إعداد وتدبير هذه الدروس بشكل مناسب."

ومن بين عدد التلميذات والتلاميذ المسلمين الذي يزيد عن 40.000 في المدارس العامة، سيشارك على الأرجح نحو 100 فقط بداية في دروس الدين الإسلامي. ويرى بيرند بوزه مان، وزير التربية والتعليم في الولاية، رغم ذلك العدد الصغير، المبادرة على أنها تشير إلى رغبة حكومة الولاية في دعم الاندماج.

ميشائيل هولنباخ، دويتشه فيلله 2003
ترجمة: حسن الشريف