"أولاد أشرار وبنات هشة"

المؤلفان واصف كورتون وإيردن كوسوفا، اللذان يشغلان مهمة القيَّم العام (Curator) والناقد الفني بالإرتباط مع مؤسسات فنية في اسطنبول، يتناقشان فيما بينهما على مدى ست فصول، عن الأوساط الفنية التركية في تسعينيات القرن الماضي، بإسلوب يشبه نمط المقابلات.

وللأسف، يلاحظ القارئ شيئاً من المبالغة في استعراض الذات، في هذه الحوارات التي كان لها غالباً وقع سجالات الحلقات الدراسية، بينما يتغاضى المؤلفان عن نواحي مهمة في الأوساط الفنية التركية أو يقللان من قدرها.

تأثير المناخات السياسية والاجتماعية

بعد الانقلاب العسكري في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول 1980 تبلورت حالة فنية وثقافية جديدة في تركيا. وإستثمر الفنانون الناشئون، على خلاف الجيل السابق، المناخات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة، فتعاطوا مع التغيُّرات التي كانت قد خبرتها الأوساط الفنية العالمية في تلك الفترة.

متأثرة بهذا النهج، أطلقت مؤسسة اسطنبول للفنون والثقافة Istanbul Foundation for Art and Culture في عام 1987 مبادرة بينالي عالمية للفن المعاصر. وترافق تأسيس البينالي وإستمرارها مع تحوّل واسع في الأوساط الفنية في اسطنبول.

يغفل الكتاب ذِكر فناني السبعينيات والثمانينيات، من أمثال الرسام آلتان غورمان، وفنان العروض الحية (Performance) إسماعيل ساراي، والرسامة إيبك دوبن، وفنانة الفيديو نيل يالتر، الذين هيئوا المناخ التجريبي، الذي يترعرع فيه الفن التركي اليوم.

العوامل المؤثرة في الفن التركي الحديث

تأتي أهم محفزات الفن التركي الحاضر من التناقضات الحادة في المجتمع التركي. ثمة نظرات مختلفة جداً للحياة: في التناقض بين القرية والمدينة، التقليد والحداثة، وبين اليمين واليسار، وتمثل كل نظرة جانب من جوانب الواقع التركي.

فضَّل المؤلفان أولئك الفنانين الذين يحسنون منذ سنوات وضع قمعهم في الصورة، والذين دُعيوا في السنوات الأخيرة إلى العديد من المعارض في أوروبا لكونهم "فنانون أتراك".

يتضمن الفصل الأخير من الكتاب عرضاً لأعمال فنانين قدَّمهم المؤلفان تحت عنوان "أولاد أشرار وبنات رقيقات"، وهنا يتضح للقارئ بجلاء أن سعي المؤلفين إقتصر على ربط مواقف فنية مختلفة مع بعضها البعض.

هكذا نشأ كتاب جميل مفعم بالصور، يعرض جزءاً من المشهد، لكن دون ان يناقش بعمق المواقف الجديدة للأوساط الفنية في اسطنبول، التي تُعنى بغياب نقاد الفن، وتأسيس صالات عرض لها نشاط عالمي، وتغيُّر توجهات جامعي الأعمال الفنية، وفشل تأسيس متحفين جديدين.

بقلم نجمي سونمز
ترجمة يوسف حجازي
حقوق الطبع قنطرة 2005

نجمي سونمز قيّم عام على العديد من معارض عالمية فرنسية وألمانية. ويكتب في العديد من مجلات الفن الألمانية والتركية.

"المشهد التركي: خارج اللعبة، لكنه حقق هدفاً!
واصف كورتون وإيردن كوسوفا، دار نشر مكتبة فالتر كونيغ، كولون، 2005

قنطرة

واحة للثقافة في صحراء الإستهلاك
في دورتها السابعة تُعْرَضْ بينالي الشارقة أعمال سبعين فناناً من أربعين دولة، في مركز اكسبو وفي متحف الشارقة للفنون، وتعرض بعض الأعمال فرادى في الفضاءات الشبه رسمية لمساحات المتحف. تقرير صاموئيل هورتسوغ

ليس من شأن الفن تقديم المواعظ
من يزور معرض الفنانة البريطانية الفلسطينية الأصل منى حاطوم يجد نفسه وكأنه يتحرك على أرض غامضة. ومن أجل التعرف على تجربتها الفنية أجري أورس شتاينر وصاموئيل هرتسوك معها الحوار التالي.

www

موقع بينالي إسطنبول