"كرة القدم من وراء الحجاب"

ارتقى فيلم "كرة القدم من وراء الحجاب" Football Under Cover بشكل مفاجئ ليكون ضمن قائمة الأفلام المرشحة للفوز في مهرجان برلين السينمائي "برلينالة" لهذه السنة. يروي الفيلم قصة لقاء بين ناد برليني نسائي لكرة القدم متعدد الثقافات و المنتخب الإيراني النسائي. أريانا ميرزا في قراءة لهذا الفيلم.

ارتقى فيلم "كرة القدم من وراء الحجاب" Football Under Cover بشكل مفاجئ ليكون ضمن قائمة الأفلام المرشحة للفوز في مهرجان برلين السينمائي "برليناله" لهذه السنة. يروي الفيلم قصة لقاء بين ناد برليني نسائي لكرة القدم متعدد الثقافات و المنتخب الإيراني النسائي. أريانا ميرزا في قراءة لهذا الفيلم.

مشهد من فيلم Football Under Cover، الصورة: برليناله
"لا شيء ممكن في إيران رسميا – ولكن كل شيء ممكن في الواقع"

​​تعلو أصوات الغناء والهتافات على المدرجات على غرار كل ملاعب كرة القدم في العالم. بيد أنَّ مكبرات الصوت تعلن محذِّرةً من أنَّ المباراة ستتوقف في حال حدوث أي تصرفات منافية للأخلاق. هذا الإعلان جدّي، لأننا نوجد في مدينة طهران. المباراة الشيّقة بين لاعبات النادي البرليني BSV Al Dersim Spor ولاعبات المنتخب الإيراني النسائي تثير النفوس، وبات حجاب عدد من المتفرجات فضفاضًا بشكل يثير الشبهات وازدادت جرأة جوقات الصياح باطراد.

وعلى الرغم من إبعاد كل الرجال عن الملعب في هذا اليوم، إلا أنَّ حارسات الأخلاق الإيرانيات المتزمتات لا ينسين وجود أجهزة التصوير في المكان.

"كل شيء ممكن في إيران"

لم توقَف المباراة لحسن الحظ على الرغم من اللغط الحاصل على مدرجات الملعب. وكذلك الأمر في الفيلم الوثائقي "Football Under Cover" الذي تفضي معظم أحداثه تقريبًا إلى نهاية حسنة.

كان المخرج الإيراني "آيات نجفي" قد قال قبل أشهر لمارلينة أسمان وهي احدى الذين أطلقوا المبادرة بأن "لا شيء ممكن في إيران رسميا – ولكن كل شيء ممكن في الواقع". يوثق مشروع الفيلم صحة هذا التقييم، فقد أفلح هذا المشروع غير المألوف على الرغم من كل المعيقات، بعد أنْ عمل صانعو الفيلم واللاعبات بكل جد واجتهاد على مدى سنة كاملة على انجازه.

جاءت فكرة الفيلم فعليا وفكرة المباراة بين الفريقين من قِبَلِ صانعي الفيلم في البداية وبعد ذلك انطلق المشروع. لذا يتناول الفيلم الوثائقي واقعة صُُنِعَت له، حيث توجَّه فريق الدوري التابع لنادي Al Dersimspor من منطقة كرويتسبرغ البرلينية بالطائرة إلى طهران في نيسان/أبريل 2006 ليشارك بالمباراة الودّية.

التواءات غريبة للبيروقراطية الإيرانية

يخبر مشاهدو فيلم "كرة القدم من وراء الحجاب" أنه كان لإيران فريق وطني نسائي لكرة القدم في عام 1968 وأن عدد النساء اللواتي يحكِّمن أثناء المباريات وينظِّمن الدورات الرياضية أو يعلِّقن في الملاعب ليس بقليل. بيد أن الالتواءات غير المباشرة التي تخلقها البيروقراطية الإيرانية الغريبة لعرقلة حدوث المباراة الودية يتجلى في الفيلم أيضًا وكذلك في الدعم المتواضع للغاية من قِبَلِ الجانب الألماني.

لقد تبرع نجم كرة القدم الإيراني علي داي بالملابس الرياضية لأعضاء النادي البرليني في نهاية الأمر. وكان هذا النجم قد لعب لبضع سنوات في دوري الدرجة الأولى الألماني، وكان لاعبًا في نادي "بايرن ميونيخ" ونادي "هيرتا برلين".

لكن إلى جانب العرض المسلّي والمضحك لهذا النضال إزاء الدوائر الرسمية والمنظمين والمتبرعين كانت القوة المميزة للفيلم الذي أخرجه كل من "آيات نجافي" و"دافيد أسمان" تكمن في المقاطع المرهفة لعرض الكثير من الشخصيات، حيث يغوص المشاهدون لوهلة قصيرة في عوالم حياة مختلف الشابات اللواتي يتشاركن في ولعهن بلعبة كرة القدم.

كرة القدم حكر على الرجال

النضال من أجل الاعتراف بهن في عالم كرة القدم الذي يسيطر عليه تقليديا الرجال وكذا في الغرب أيضًا موضوع هام في ألمانيا وإيران على السواء. تقول البرلينية سوسو بأنها تكون سعيدة عندما تلعب بشكلٍ أفضل من الذكور ولا يختلف هذا كثيرًا عن ارتياح الشابة نيلوفار عندما تفلح المرة تلو المرة بالتنكر والظهور على هيئة فتى أثناء التدريب في الحديقة العامة.

لا يخفي الفيلم التوثيقي الاختلافات في حياة شخصياته الرئيسة على الرغم من ذلك؛ فالمسلمة البرلينية سوسو تستطيع أن تلعب كرة القدم مع الفتيان ساعة تشاء ولا يتعيّن على لاعبة كرة القدم أنْ ترتدي الحجاب، إلا أثناء زيارتها لطهران. يحظر بالمقابل على الشابات الإيرانيات مثل نيلوفار ونارميلا أن يلعبن كرة القدم مع الفتيان أو أنْ يخلعن الحجاب في الأماكن العامة. بيد أنه على الرغم من تباين عوالم الحياة تلك كان لقاء اللاعبات في ساحة الملعب لقاء نِديًا، وانتهت نتيجة المباراة بالتعادل 2/2 .

أريانا ميرزا
ترجمة: يوسف حجازي
حقوق الطبع: قنطرة 2008

قنطرة

سحر الهواري رائدة كرة القدم النسائية في مصر:
"قمنا بتحطيم النظرة المحافظة للنساء في الملاعب"
سحر الهواري تبحث عن رعاة وممولين لكرة القدم النسائية في مصر سحر الهواري خاضت معارك كثيرة مع الأفكار المحافظة التقليدية للمجتمع المصري التي تعتبر ممارسة كرة القدم للنساء شيئا منافياً للتقاليد والأخلاق الإسلامية. نيللي يوسف التقت معها.

أول بطولة عربية نسائية لكرة القدم:
النساء العربيات يكافحن لإثبات ذاتهن في كرة القدم
كرة القدم التي ظلت طويلاً حكراً على عالم الرجال أصبحت اليوم حلماً للكثير من النساء والفتيات حتى في العالم العربي، وفي مدينة الإسكندرية بمصر، انطلقت أول بطولة عربية لكرة القدم النسائية بمشاركة سبعة منتخبات.

النساء وكرة القدم:
لعب كرة القدم بالحجاب والمكياج والسراويل الطويلة
لاعبات النادي "الديرسيم سبور" في برلين لا يستطعن تصور حياتهن من دون كرة القدم وقد حققن حلمهن في المشاركة في بطولة العالم لكرة القدم النسائية في العام القادم. تقرير أريانا ميرزا.