اللغة العربية في المهجر

بدأت تجربة تدريس اللغة العربية للأطفال الذين ينحدرون من أصل عربي في المدارس الألمانية في ولاية نوردراينفستفالن قبل عشرين سنة. حوار مع عبد الحميد بو دحيم أحد مدرسي اللغة العربية في مدينة إيسن

اللغة العربية في المهجر

يفوق عدد المهاجرين العرب في أكثر الولايات الألمانية كثافة بالسكان مائتي ألف. ومن المعروف في علم التربية أن تقوية اللغة الأصلية للأطفال المنحدرين من أصل أجنبي يدعم اتقانهم اللغة الألمانية أيضا. لذلك فإن تدريس اللغة الأم ضروري جدا في الصفوف الابتدائية. وبدأت تجربة تدريس اللغة العربية للأطفال الذين ينحدرون من أصل عربي في المدارس الألمانية في ولاية نوردراينفستفالن قبل عشرين سنة. حوار مع عبد الحميد بو دحيم أحد مدرسي اللغة العربية بمدراس مدينة إيسن.

هل هناك إقبال على تعلم هذه اللغة من جانب التلاميذ العرب؟

عبد الحميد بو دحيم: هناك بالفعل إقبال كبير إلى جانب التلاميذ الذين يدرسون اللغة في المساجد أو في جمعيات عربية. هؤلاء يقبلون كذلك على تعلم العربية في المدارس الألمانية. ولكن هناك مشكلة صغيرة، فأحيانا لا يعرف التلاميذ، أو أولياء أمورهم أن في المدارس الألمانية دورس للغة للعربية.

ما هي الصعوبات التي تواجهك عند تدريس اللغة العربية في ألمانيا؟

بو دحيم: أواجه صعوبات عديدة. على سبيل المثال صعوبات تتعلق بالوسائل التعليمية، فهي ليست نادرة ولكنها غير متوفرة بكثرة. وأحيانا يكون التدريس بعد الظهر حين يكون التلاميذ مرهقين، معظم المعلمين العرب يدرسون في أكثر من مدرسة في مدن ألمانية مختلفة مما يؤدي الى إرهاق المعلمين أيضا. هناك مشكلة أخرى هي اختلاف مستوي التلاميذ في الفصل الواحد. إذ يوجد تلاميذ يتحدثون اللغة العربية وهناك تلاميذ لا يتحدثونها ولم يسمعونها من قبل قط، ولكن المعلم يمكنه أن يتغلب على تلك المشكلة من خلال الطريقة التعليمية ويحاول أن يوفق بين المستويات المختلفة.

هل تتلقى الدعم من الحكومة الألمانية كي تتمكن من أداء رسالتك التعليمية؟

بو دحيم: نعم هناك دعم من الحكومة الألمانية. فهي تدعم هذا المشروع بقوة، وخاصة في مدينة إيسن يوجد دعم قوي جدا. ولكن يتم الآن مناقشة فكرة تقليل عدد معلمي اللغات الأجنبية ومنهم العرب. وهذا سيكون له بالطبع انعكاس سلبي على مستوى لغات المهاجرين الأصلية في ألمانيا.

كيف تستطيع الحكومة الألمانية تقديم دعم أفضل للغات الأجنبية؟

بو دحيم: الأمر متروك للحكومة الألمانية، فإذا دعمت هذا المشروع من الناحية المادية والمعنوية بصورة أفضل، وإذا استمرت في الدعم الحالي، فسيتحسن مستوى إجادة اللغات الأجنبية بدرجة كبيرة وسيأتي هذا بنتائج طيبة على المهاجرين المقيمين في ألمانيا.

هل تعلم اللغة العربية مهم لاندماج العرب في المجتمع الألماني؟ أم يجب على العرب في ألمانيا إتقان اللغة الألمانية أيضا؟

بو دحيم: تعلم اللغة الألمانية شيىء مهم بالنسبة لكافة المهاجرين في ألمانيا ولكن لا يجب إغفال اللغة الأم لأنها تساعد في الاندماج، إذا عاد المرء إلى ارض الوطن بعد غيبة طويلة في ألمانيا، كما تساعد في إتقان اللغة الألمانية. فقد أثبت علميا، أنه إذا أتقن المرء لغته الأصلية تمكن من إجادة لغات أخرى بعد ذلك، وهذا شيء مفيد للغاية."

هل يوجد مدرسون من دول عربية مختلفة في المدارس الألمانية؟

بو دحيم: يوجد هنا مدرسون من دول عربية مختلفة. وأنا سعيد بهذا الاختلاف. أتمنى أن يساهم الأباء في إنجاح هذا المشروع من خلال إرسال أبنائهم لتعلم اللغة العربية، والسؤال عن إمكانية تعلمها في مدارس جمهورية ألمانيا الاتحادية. وأنا متأكد أنه في كل المناطق تتوفر إمكانية تدريس اللغة العربية ولكن الأباء والأبناء يغفلون هذا الأمر ولا يهتمون كثيراً.

أجرى الحوار علاء الدين سرحان، دويتشه فيلله، يونيو/حزيران 2003