مدرسة للأيدي الماهرة وشريان اقتصادي واعد

أسست المدرسة الفلسطينية للحرفيين في عطاروت قبل 45 عاماً، لكن بعد حرب يونيو/ حزيران 1967 وقعت المنطقة تحت السيطرة الإسرائيلية وكادت المدرسة تُدمر. اليوم عادت الحياة إليها بمعونة ألمانية من أجل تأهيل جيل جديد من الحرفيين. بتينا ماركس تعرفنا بهذه المدرسة.

طالب فلسطيني يتعلم النجارة في مدرسة عطاروت
تقوم هذه المدرسة بإعداد الكوادر الشابة المؤهلة للعمل في عدد من الميادين الحرفية

​​ تقع المدرسة الفلسطينية للحرفيين في عطاروت بين القدس ورام الله. وعلى جدران المدرسة علقت صور فوتوغرافية قديمة باللونين الأبيض والأسود، تسجل تاريخ هذه المدرسة البالغ 45 عاماً. ويشير وصفي التميمي مدير المدرسة إلى إحدى الصور، التي يظهر فيها الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال في شبابه محاطاً بعدد كبير من الرجال ببدلات سوداء اللون. ويقول التميمي إن هذه الصورة التقطت يوم تأسيس المدرسة التي قام الملك حسين بافتتاحها، ويضيف "لقد جهزنا مأدبة لمائتي ضيف وطهونا 750 كيلوغراماً من اللحم و 300 كيلو من الأرز."

وبعد عامين من افتتاح المدرسة اندلعت حرب يونيو/ حزيران عام 1967 واحتلت إسرائيل الضفة الغربية وضمت القدس الشرقية، فأصبحت عطاروت بمطارها الصغير تحت السيادة الإسرائيلية. لكن المدرسة بقيت فلسطينية وصارت اليوم جيباً صغيراً يقع في وسط منطقة صناعية إسرائيلية بالقرب من نقطة تفتيش "قلنديا" عند مدخل مدينة رام الله في الضفة الغربية. ويواصل وصفي التميمي رحلته مع تاريخ المدرسة ويشير إلى إطار صورة بداخله وثيقة ويقول هنا كان لنا أول اتصال مع ألمانيا بعد حرب يونيو/ حزيران ويضيف: "انظروا إلى هذا الخطاب! إنه مؤرخ بتاريخ 4 يناير 1989، آنذاك حضر السفير الألماني إلى هنا لزيارة المدرسة."

دعم ألماني لمدرسة الحرفيين

الصورة: بيتينا ماركس
تقع مدرسة الحرفيين في عطاروت بالقرب من نقطة تفتيش قلنديا عند مدخل رام الله

​​

بدأ الدعم الألماني للمدرسة لدى تأسيسها، لكن العلاقات سرعان من انقطعت أثناء حرب يونيو/ حزيران ولم تعد إلا فيما بعد، بعد مرور 22 عاماً. واليوم تدعم هيئة التنمية الألمانية المدرسة بعدد من مساعدي التنمية، من بينهم أوفه تسيمرمانUwe Zimmermann . ويعيش تسيمرمان منذ خمس سنوات مع زوجته وأولاده الثلاثة في القدس الشرقية ويقوم بتدريب الطلاب في مدرسة الحرفيين، حيث يسافر يومياً إلى عطارات ويدرس الطلبة تشكيل المعادن. كما أنه يفتخر بما تقدمه المدرسة للطلبة من أجهزة يتعلمون عليها وحاسبات آلية لمحاكاة العمليات المعقدة، وقاعة دراسية متعددة الوسائط ممولة من هيئة التنمية الألمانية. وعن هذا يقول تسيمرمان: "إن كل طالب في المدرسة لديه معداته الخاصة التي يتعلم بها حرفته".

ويستعرض تسيمرمان بكل فخر ماكينة الخراطة الحديثة المعتمدة على تقنية سي إن سي والتي يتدرب عليها الطلبة ويقول إن هذه التقنية تعد من التقنيات الجديدة في فلسطين وأن هذه الماكينة عالية القيمة وليست متوفرة إلا لدى عدد قليل من الشركات. ويضيف إن الأمور ستتغير في خلال بضع سنوات لذلك فلا يزال هناك الكثير الذي يجب عمله في مجال تدريب الأجيال القادمة.

حرف مختلفة

الصورة: بيتينا ماركس
الألماني أوفه تسيمرمان يعلم الطلاب في مدرسة عطاروت تشكيل المعادن

​​ وتشكيل المعادن هو فرع من فروع عدة تقدمها مدرسة الحرفيين في عطاروت. وفي الصالة المجاورة يتعلم الطلبة أعمال النجارة وفي الصالة التي تليها يتعلم طلاب آخرون على يد عدنان النتشه التأسيسات الكهربائية. ويشرح عدنان للطلبة التقنيات الكهربائية المختلفة سواء الموجودة في اليابان أو أميركا أو ألمانيا، ويقول عن الأجهزة التي يشرح للطلبة عليها "إنها قدمت إلينا من هيئة التنمية الألمانية، وتسمح لنا هذه الأجهزة بتدريس مستويات مختلفة للطلبة، بداية من الإعدادية وحتى الجامعة". ويضيف النتشه بفخر "إن خريجي مدرسة الحرفيين الفلسطينية في عطاروت يمكنهم مقارنة أنفسهم بنظرائهم في المدارس الإسرائيلية"، حتى "إن اثنين من تلاميذه حصلوا على مكاني عمل في القدس يضمن لهما دخلاً جيداً."

تعلم بصرف النظر عن الحصول على عمل

الصورة: بيتينا ماركس
عدنان النتشه مدرس الكهرباء في عطاروت فخور بما تقدمه المدرسة للطلاب من تدريب

​​ يدرس في مدرسة عطاروت نحو 300 طالب فلسطيني، في تخصصات تشكيل المعادن والنجارة وأساسيات الكهرباء وعلاوة على ذلك تقدم المدرسة للطلبة الذكور فقط تعليم تركيب وحدات التدفئة، وكذلك هندسة الراديو والتلفزيون والكمبيوتر، كما أن هناك قسما لتعليم الفندقة. ويتعلم الطلبة الذكور فقط في أحد الفنادق الخالية من النزلاء كيفية خدمة النزلاء وطريقة تنظيف الغرف، وأصول الطهي وطريقة العمل في الاستقبال. ولا يوجد نزلاء حقيقيون بالفندق إذ إنه ليس لديهم فرصة للوصول إلى هذا الجيب الفلسطيني وسط منطقة صناعية إسرائيلية، ومع هذا فإن الفنادق الفلسطينية في القدس الشرقية ورام الله تُسر حينما تتمكن من تشغيل خريجي مدرسة عطاروت للحرفيين.

بتينا ماركس
ترجمة: صلاح شرارة
حقوق النشر: دويشته فيله 2010

قنطرة

افتتاح أول أكاديمية للتمثيل في الأراضي الفلسطينية:
نافذة فنية بمعايير عالمية
افتتحت في الضفة الغربية أول أكاديمية للمسرح لتأهيل الممثلين، تفسح المجال للشباب الفلسطيني لتعلم فن المسرح وفق مواصفات عالمية، وذلك بالتعاون مع المعهد العالي للفنون في مدينة إيسن الألمانية ومؤسسة ميركاتور الألمانية. روت كينات تعرفنا بهذه الأكاديمية.

مسرحية "شظايا فلسطين" على المسارح الأوروبية:
لغة الصمت...صدى الاحتلال ومرآة الانقسام
تعرض في مسارح ألمانيا والنمسا حتى مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل مسرحية "شظايا فلسطين"، أحدث عمل فني لفرقة مسرح الحرية من مخيم جنين بالضفة الغربية. هذه المسرحية الصامتة تجسد الواقع الفلسطيني من انقسام داخلي واحتلال إسرائيلي وتطلعات الشعب للسلام والحرية. كريستين هندينغر يعرفنا بهذا العمل المسرحي.

حوار مع المخرج والممثل جوليانو مير-خميس:
التحرر من الاحتلال ومن سلطة العائلة
الممثل والمخرج الإسرائيلي جوليانو مير-خميس يدير مسرحا للأطفال والشباب في مخيم جنين. إيغال أفيدان تحدث مع الفنان عن أعماله الفنية وآرائه السياسية ومخططاته المستقبلية.