بين"الحلال الإسلامي" و"الحلال الأوروبي"

قلما يجد المهاجرون في ألمانيا صعوبات لشراء مأكولات تتناسب مع ثقافتهم وعاداتهم الغذائية، لكنّ المسلمين في هذا البلد يجدون صعوبة في إيجاد أطعمة تتناسب مع معتقداتهم الدينية وذلك على الرغم من التسهيلات القانونية التي تقدمها لهم ألمانيا. أوته هيمبلمان تسلط الضوء على هذه المسألة.

احد المتاجر الإسلامية في ألمانيا
ازدهار" سوق الحلال " في ألمانيا

​​يعيش في ألمانيا الملايين من الأجانب، كما أن واحدا من بين خمسة مواطنين ألمان ينحدر من أصول أجنبية. والكثير منهم لا يعتمدون في تسوقهم بشكل كبير على المتاجر الألمانية، بل يبحثون عن منتجات بلادهم في محلات تجارية صغيرة تخصصت في بيع مواد غذائية مستوردة من بلدان هؤلاء الأجانب، الذين غالبا ما يعتقدون أن مذاق هذه المنتجات مختلف عن تلك التي يبتاعونها من المتاجر الألمانية.

مثل هذه الاعتقادات دفعت بصاحب أحد المتاجر التركية إلى اعتبار أن الطماطم التركية على سبيل المثال لها مذاق مختلف عن الطماطم الألمانية. وإذا ما تعلق الأمر بالزبائن المسلمين، فإن المشكلة في التسوق تصبح أكثر صعوبة، لأنهم يضطرون في غالب الأحيان إلى مراعاة ما هو "حلال" وما هو "حرام" من منظور تعاليم الدين الإسلامي عند شراء اللحوم أو بعض المنتجات الغذائية.

تسهيلات تشريعية

قضاة في المحكمة الدستورية الألمانية، الصورة: أ.ب
المحكمة الدستورية الألمانية سمحت بذبح الحيوانات على الطريقة الإسلامية ضمن شروط معينة

​​وعلى الرغم من أن القوانين الألمانية تحظر ذبح الحيوانات وتعتبره أمرا غير مسموح به، إلا أن المحكمة الدستورية الألمانية أصدرت مؤخراً حكماً سمحت بموجبه بذبح الحيوانات على الطريقة الإسلامية ولكن ضمن نطاق ضيق، حيث لا يسمح إلا لأشخاص محددين بمزاولة عملية الذبح.

وتحمل منتجات اللحوم في بعض المتاجر الإسلامية ختم "الحلال الأوروبي"، وهو المعهد الذي يمنح شهادة "حلال" للذبائح وذلك لتجنيب المشتري المسلم الغوص في متاهات قد تحرمه من تناول اللحوم التي يحبها.

ويخضع معهد "الحلال الأوروبي" الذي يديره يوسف كلكارا، من الجانب التمويلي والإداري لكل من مجلس الإسلام الألماني واتحاد الجماعات الإسلامية في شمال ألمانيا. لكن معهد "الحلال الأوروبي" ليس المعهد الوحيد الذي يقوم بختم الذبائح الإسلامية في ألمانيا، بل توجد إلى جانبه هيئات ومراكز أخرى تقوم بإصدار أختام مشابهة. لذا فإن كثرتها وتعدد الجهات التي تمنحها يقوض بشكل كبير من مصداقية هذه الأختام.

جدل حول تخدير الأبقار

وعلى الرغم من التسهيلات التي منحها المشرع الألماني للمسلمين في ألمانيا فيما يتعلق بمسألة اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية، إلا أن بعض جوانب الموضوع مازالت مثار جدل ونقاش، حيث تعكف لجنة مؤلفة من ناشطين في مجال حماية الحيوان وفقهاء مسلمين ومنتجي اللحوم بمناقشة الجوانب التفصيلية المرتبطة بطريقة الذبح.

مشهد من ذبح احدى الأبقار، الصورة: د.ب.ا
جدل حول تخدير الحيوانات قبل ذبحها..

​​وفي هذا الإطار يقول أحمد يازجي من اتحاد الجماعات الإسلامية في ألمانيا: "فيما يخص طريقة ذبح الماشية والدواجن فإنه ليس لدينا مشكلة في تخدير تلك الحيوانات قبل ذبحها، لكنّ المشكلة تكمن في ذبح الأبقار وبالتحديد فيما يتعلق بتركيز الجرعة المخدرة المسموح إعطاؤها للبقرة قبل الذبح". وأضاف يازجي قائلا: "نتناقش اليوم فيما إذا كان تخدير الأبقار بواسطة صدمة كهربائية قصيرة يتطابق مع تعاليم الدين الإسلامي أم لا"؛ فالذبح على الطريقة الإسلامية لا يتنافى مع ما تسمح به النظم الخاصة بحماية الحيوان".

ليست اللحوم وحدها هي المشكلة

وإلى جانب الكحول الموجودة في بعض الحلويات والشوكولاته مثلاً، ثمة مشكلة أخرى تتمثل في أن بعض المأكولات يدخل في تركيبها الجلاتين المستخرج من عظام الخنزير. كما أن مثل هذا الأمر أضحى أيضا مشكلة بالنسبة للمسلمين لأن الجلاتين يدخل كذلك في إنتاج بعض العقاقير الطبية، وهو أمر يصعب تجنبه على حد قول احدى السيدات المسلمات. تجدر الإشارة هنا إلى أن الكثير من الشركات الأوروبية لجأت إلى استعمال مادة الجلاتين المستخرجة من عظام الخنزير في عدد من منتجاتها وذلك في أعقاب انتشار مرض جنون البقر.

أوته هيمبلمان
ترجمة: محمد سامي الحبال
دويتشه فيله 2008

قنطرة

الطعام والشراب في الإسلام:
علامة "حلال" التجارية تملأ محلات السوبرماركت
ملايين من المسلمين يطبّقون تعاليم القرآن والسنة في حياتهم اليومية، وخاصة في ما يتعلق بالأغذية التي يتناولونها. ليس هناك قسم في محلات المواد الغذائية يشهد ازدهارا سريعا على مستوى العالم مثل قسم "المأكولات الحلال". تقرير كتبه بيتر تسيغلر.

صناديق الإستثمار الإسلامية:
أسهم "حلال" في ظل تعاليم الشريعة
ما هي مجالات الاستثمار الدولية التي لا تتعارض مع مفهوم الربح الحلال في الإسلام؟ تقرير من ماتيلدا يوردانوفا- دودا.

عالم الفتاوى على شبكة الانترنت:
من أجل حياة إسلامية أفضل!
تغزو الفتاوى الدينية عالم الاسلاميين والاسلاميات بواسطة وسائل الاتصال المختلفة وعلى رأسها شبكة الانترنت. وتصل الفتوى بالانترنت عبر مواقع متخصصة، ولا بد من الاستعجال في الرد على الأسئلة، لأن طالبي الفتاوى بالملايين. تقرير فيديل سبيتي