الديانات في خدمة السلام ... رسالة دينية تعكس الأمل

عقد في مدينة المسيح في بيت لحم في الأراضي الفلسطينية المؤتمر الإسلامي المسيحي الدولي الأول ليكون ملتقى للأديان من أجل السلام وبناء جسور التسامح بين الديانات السماوية ومكانا لمناقشة قضايا التعايش والتجاور بين المسلمين واليهود والمسيحيين. مهند حامد حضر المؤتمر وأعد لنا هذا التقرير.

الصورة مهند حامد
يسعى المؤتمر بشكل عام إلى إيصال رسالة إنسانية تعايشية بحضور رجال دين مسلمين ومسيحيين ويهود

​​

"هناك موجه من التطرف والأحقاد والكراهية والظلم وللأسف تتم باسم الدين ، ونحن في هذا المؤتمر أردنا أن نكون صوتا آخر من رجال الدين ومن كل الديانات ومن كل العالم ليس من المسلمين واليهود والمسحيين أن يكون هناك صوت يعكس الأمل في المحبة والسلام والعدل بين الناس" كما يقول أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية، الجهة المنظمة للمؤتمر الدكتور حسن خاطر في افتتاح أعمال المؤتمر.

ومن ناحيته، أكد بطريرك اللاتين السابق ميشيل صباح أهمية تعميق التفكير بالسلام في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أهمية الديانات في هذا الاتجاه. كما دعا إلى عدم ترك الديانة للحروب كما حصل في التاريخ، وكما يحصل الآن، بل يجب علينا "أن نجعل الديانات خدمة للسلام وتحقيقه، ونحن نأمل في الوقت ذاته أن يشكل هذا المؤتمر محطة للحكام ليذكرهم في تصحيح سياساتهم إذا أرادوا بالفعل الوصول إلى السلام".

وكان البطريرك صباح قد ألقى برقية الكاردينال توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان أرسلها إلى المؤتمر، عبر فيها عن أمله بقدرة هذا المؤتمر على تعزيز مبادئ السلام في منطقة الشرق الأوسط التي تعج بالصراعات. كما شدد الأمين العام لرابطة أديان من أجل السلام السيناتور د. وليم فندلي في كلمة له أمام المؤتمرين، على ضرورة إحلال السلام العادل في هذه المنطقة من العالم وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء معاناة المشردين والمعذبين في هذه الأرض المقدسة، وهذا بحد ذاته الرسالة التي أوصاها الله تعالى لكل أتباعه في الديانات المختلفة أن نحققها، كما قال.

رسالة عالمية

جانب من المؤتمر، الصورة مهند حامد
"يعكس المؤتمر صورة ايجابية ونموذجا للتعايش الديني المسيحي الإسلامي في الأراضي الفلسطينية وبين أنه لا يوجد مشكلة مع الديانة اليهودية التي حضر عدد من حاخاماتها المؤتمر"

​​

ويسعى المؤتمر بشكل عام إلى إيصال رسالة إنسانية تعايشية بحضور رجال دين مسلمين ومسحيين ويهود، واعتبر خاطر المؤتمر رسالة إنسانيه كبيرة وأن نجاح المؤتمر بإيصال رسالة حقيقية من أتباع الديانات السماوية تدعو إلى الوحدة والتكافل والتعاون بين أتباع الديانات جميعها فرصه بغاية الأهمية لتحقيق التسامح الديني والحضاري.

ويعكس المؤتمر صورة ايجابية ونموذجا للتعايش الديني المسيحي الإسلامي في الأراضي الفلسطينية وبين أنه لا يوجد مشكلة مع الديانة اليهودية التي حضر عدد من حاخاماتها المؤتمر والذي رأى أن العنف والاحتلال الإسرائيلي يعيق الحوار ويؤجج الصراع وأن المؤتمر يوفر فرصة للتلاقي ومكانا لحسن الجوار ونبذ العنف والاضطهاد. وترى الإعلامية منال الشيخ أن عقد مثل هذه المؤتمرات وتلاقي رجال الدين من مختلف الديانات الذي لهم نفوذهم وتأثير وخصوصا في الفتوه الدينية على شريحة واسعة من العالم من شأنه تعزيز التفاهم وخلق أرضية مشتركة لتحقيق السلام والتسامح الديني .

يشار إلى أن المؤتمر قد عقد برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحت شعار "أديان من أجل السلام- فلسطين". وقد حضرت المؤتمر شخصيات سياسية ودينية من الأراضي الفلسطينية ودول عربية وأجنبية وقياديين من رجال الدين المسلين والمسحيين واليهود وعدد من المفكرين والمثقفين في قصر جاسر في مدينة بيت لحم الذي استضاف المؤتمر في الرابع عشر من الشهر الجاري.

أوراق عمل ومناقشات جادة

شعار المؤتمر، الصورة مهند حامد
نوقشت في المؤتمر أوراق عمل جادة حول مفهوم الدول الدينية والديمقراطية

​​

ويرى الدكتور خاطر أن المؤتمر ليس في موضع حوار بين الأديان في الأراضي الفلسطينية وحسب،" بل نحن تجاوزنا الحوار إلى موضع عمل مشترك. نحن نناقش قضايا تهم مصير الجميع ومستقبل الجميع ولم ندخل في موضوع مناقشة وتعرف على الإيجابيات والسلبيات ، نحن نقوم بترجمة الحوار إلى عمل مشترك وأعتقد أن هذه مرحلة متقدمة ونحن نتميز بها في فلسطين".

وقدمت في المؤتمر أوراق عمل استعرضت مفهوم الدولة الدينية مقابل الدولة الديمقراطية وتأكيد أهمية الدولة الديمقراطية في مواجهة تديين الدولة التي تكفل حرية التدين للجميع. كما عرضت أوراق عمل حول أهمية الخطاب الديني المعاصر في ترسيخ دعوة الديانات وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح، إضافة الى دور المتغيرات المحلية والعالمية في تعزيز ثقافة التسامح والحوار أو ترسيخ مفاهيم التعصب والتطرف الديني والتنافر وأثر التوظيف السياسي في تعزيز الصراعات الدينية كما يرى الدكتور بركات القصراوي والأب جمال خضر في مداخلتهم في المؤتمر.

كما ناقش الحضور في مداخلاتهم تأثير الفتوى الدينية على مستقبل التعايش الديني ودورها في حل وتأزيم الصراعات الدينية والسياسية وطالبوا بضرورة اتخاذ خطاب ديني معاصر يتسم بالتسامح والإنسانية.

مهند حامد- بيت لحم
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2010

قنطرة

حوار مع الباحث الفرنسي أوليفر روي:
"مصطلح الإسلاموفوبيا مصطلح مضلل"
يُعد الباحث الفرنسي في العلوم السياسية أوليفر روي من أبزر المتخصصين في الإسلام في أوروبا. وقريباً سوف يظهر كتابه الجديد، "السذاجة المقدسة – حول الأخطار السياسية التي تنبثق من الأديان المقتلعة من جذورها"، مترجماً إلى الألمانية. في الحوار التالي مع إرين غوفرتشين يتحدث روي عن النقاش الراهن حول الإسلام، ويوضح لماذا يعتبر مصطلح "الإسلاموفوبيا" مصطلحاً مضللاً.

جمعية سينودس للأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط:
مسيحيو الشرق الأوسط...... مخاوف وجودية
يجتمع ممثلو الكنائس الكاثوليكية هذه الأيام في الفاتيكان بدعوة من البابا بهدف توجيه اهتمام الرأي العام الدولي إلى الانحسار الكبير لمعتنقي الديانة المسيحية في الشرق الأوسط. ورغم الوضع الصعب للمسيحيين في المنطقة ، فإن هناك الكثير من النقد الذاتي في صفوف المسيحيين. منى نجار تسلط الضوء على هذه القضية.

اللاجئون المسيحيون العراقيون في سوريا:
مأوى وملاذ آمن في دمشق
يمتد تاريخ الديانة المسيحية في العراق حتى القرن الأوَّل الميلادي. ولكن بعد الغزو الأمريكي للعراق في ربيع عام 2003، اضطر الكثير من المسيحيين إلى ترك وطنهم واللجوء إلى سوريا. شتيفن شتار يلقي الضوء من دمشق على وضع اللاجئين العراقيين المسيحيين هناك.