المخاطر البيئية والمعوقات السياسية

تعاني الضفة الغربية من تفاقم مشكلة النفايات التي تشكل تهديدا صحيا كبيرا للمواطنين، حيث يصطدم حل هذه المعضلة بعدد من المعوقات السياسية والمالية. أحد المشاريع الألمانية يهدف إلى مساعدة الفلسطينيين في التخلص من النفايات بشكل سليم، بالإضافة إلى توعية التلاميذ بأهمية تدوير النفايات. بيتينا ماركس تسلط الضوء على هذا المشروع.

 النفايات في  الأراضي الفلسطينية، الصورة: بيتينا ماركس
النفايات والمكبات العشوائية للنفايات في الضفة الغربية تشكل خطرا بيئيا متزايدا

​​ تحوّل 12 تلميذة في مدرسة البنات في قرية رامون في الضفة الغربية شرائط من ورق الجرائد والمجلات إلى حبات صغيرة، تلونها ثم تلصقها في خيط طويل لتصنع منها حليا يمكن التزين بها. وتقول نادية عواد، من رابطة تدوير النفايات في رام الله، إن هذه الدروس تساعد في تعليم التلاميذ كيفية تجنب النفايات من خلال إعادة استعمال الورق القديم مثلا في صنع الحلي.

وإلى جانب هذه الدروس يتم توزيع كتب رسم على الأطفال الصغار تتضمن مشاهد من الحياة اليومية، انطلاقا من تجميع حاويات القمامة ووصولاً إلى إعادة استخدام المواد الصالحة للاستعمال. فيما يتم تنظيم رحلات استكشافية وبرامج للتلاميذ الأكبر سنا وذلك بهدف توعيتهم بمشكلة كبيرة تعاني منه الأراضي الفلسطينية، التي تكاد تختنق من تفاقم النفايات. كذلك نظم مؤخراً سباق ماراثون تحت شعار "تجنب القمامة"، وشارك فيه عدد كبير من الشباب.

سبل متنوعة لتقليص النفايات من أجل سلامة البيئة

مدرسة رامون، الصورة: بيتينا ماركس،  دويتشه فيله

​​

وتشارك مدرسة البنات في قرية رامون، الواقعة بشمال رام الله، في مشروع توعية الفلسطينيين في الضفة الغربية بأهمية تجنب النفايات والتخلص منها. وتقول نادية عواد إنه يتم في المدرسة كل سنة تنظيم برنامج جديد للعمل اليدوي، لافتة إلى أن التلميذات يتميزن بالذكاء وبثراء الأفكار حول كيفية تقليص النفايات وإعادة استخدامها. وأعربت في هذا السياق، عن أملها في أن "تساهم البنات في المستقبل في تكريس ثقافة التحكم في النفايات".

ومن المنتظر إنشاء مستودع لتجميع النفايات، من إجمالي ثلاثة في الضفة الغربية بدعم ألماني، في قرية رامون. ومن المقرر أن تحل هذه المستودعات الثلاثة بصفة تدريجية محل ثمانين مكب نفايات في الضفة الغربية، وأن تستوعب نفايات مدينة رام الله وضواحيها. وإلى ذلك الحين، يتم التخلص من نفايات مدينتي رام الله والبيرة بالقرب من قرية رامون في مكب نفايات غير محمي، تنبعث منه الروائح الكريهة. ويقول فريتس زوندرهوف، مهندس بناء ألماني يعمل في الضفة الغربية لحساب المؤسسة الألمانية لخدمات التنمية، إنه "يتم نقل 140 طنا من النفايات إلى هذا المكب". ويلفت إلى أن هذه النفايات "تحتوي على فضلات منزلية وأخرى صناعية"، مؤكدا أنه لا أحد يتولى "مراقبة ما إذا كانت هذه النفايات تحتوى على مواد سامة أم لا". ويشير إلى ما يمكن أن تمثله هذه النفايات من خطر بيئي كبير في المنطقة.

المعوقات السياسية - عائق لاحتواء أزمة النفايات؟

نفايات في الأراضي الفلسطينية، الصورة بيتينا ماركس،  دويتشه فيله
إنشاء مستودع للنفايات لاحتواء أزمة النفايات في الضفة الغربية يواجه عقبات سياسية

​​

بيد أن مستودع النفايات، الذي من المنتظر أن يحل محل مكب النفايات العشوائي، يقع في منطقة تخضع للمراقبة الإسرائيلية. وفي هذا السياق، تظهر لنا ريم خليل، وهي مهندسة وخبيرة نفايات فلسطينية، خريطة قسمت عليها الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: منطقة "إيه" (A) باللون الأصفر، منطقة "بي" (B) باللون الأخضر، ومنطقة "سي" (C) باللون الأبيض. وفيما تخضع منطقة "سي"، وهي الأكبر، للسيطرة الأمنية الإسرائيلية فقط، تتقاسم كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل السيطرة في منطقة "بي"، في حين تخضع منطقة "إيه" للسيطرة الأمنية الفلسطينية. ومستودع النفايات بالقرب من قرية رامون المنتظر أن يبدأ العمل به في غضون عامين، يقع في منطقة "سي"، التي تسيطر عليها إسرائيل.

ولنقل النفايات من رام الله إلى هذا المستودع يتعين على الشاحنات إتباع طرق التفافية وعرة، ما يعني القيام بجهود إضافية ووقت إضافي وتضاعف استهلاك الطاقة. لكن حل هذه المشكلة يستعصي على موظفي المساعدة الألمان، الأمر الذي دفع بعدد من المنظمات الدولية، إلى المطالبة بضرورة دعم عملهم على الصعيد السياسي ومن أعلى الجهات. كما تطالب بظروف مناسبة لإنجاز عملهم بهدف مساعدة الناس على تحسين ظروف معيشتهم في الأراضي الفلسطينية.

بيتينا ماركس
ترجمة: شمس العياري
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010

قنطرة

جمعية أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط:
من أجل التوازن البيئي والسلام
تعمل جمعية أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط منذ ما ينيف عن عقد من الزمن عبر الحدود من أجل التعامل الأوكولوجي مع المياه، وتدعم بعملها حوارًا غير مألوف بين ممثلين حكوميين ورؤساء بلديات محلية ومواطنين من الجانب الإسرائيلي والفلسطيني والأردني. تقرير بيآته هينرشس.

عملية برشلونة: أين النتائج الملموسة؟
توفير المياه ومعالجة النفايات لا غير!
يتضح اليوم، حتى عند مجرد معاينة اللغة المستخدمة، أن عملية برشلونة، وبعد مرور عشر سنوات على انطلاقتها، قد فقدت الكثير مما جعلها في بداياتها محركاً لعمل بنّاء مشترك بين الاتحاد الأوربي والدول جنوب البحر الأبيض المتوسط. وإذ كان الحديث يدور في عام 1995 عن طموح لتحقيق "شراكة"، فلا كلام اليوم إلا عن "الجوار". تعليق بيتر فيليب.

منتجع الجونة السياحي في مصر:
بانوراما بيئية.... واحة "النجوم الخضراء"
يعد منتجع الجونة السياحي المصري على البحر الأحمر وبعد مرور عشرين عامًا على إنشائه مثالاً نموذجيًا للتنمية السياحة البيئية وتجربة فريدة من نوعها في المنطقة من حيث إعادة "تدوير" المنتجات والاستفادة منها من جديد. توفيق خليل يطوف بنا في هذه الواحة البيئية.