أين الساسة الجدد؟

أسماء الشخصيات التي تتحرك على المسرح السياسي اللبناني لم تتغير والذي يتغير أحياناً هو ظهور جيل جديد. ولكن قيام لبنان جديد يتطلب التحرر من تفكير النسب والطائفية. تعليق بيتر فيليب

بعد أن وصلت الأمور الى هذا المآل وبات من الممكن أن يستلم سعد الحريري رئاسة الحكومة في لبنان يطرح العديد من التساؤلات الهامة أولها هل يكفي اسم عائلة شهير للتأهل لمنصب رئاسة الوزراء؟

والد الحريري كان له نقاده لكنه كان يتمتع بشعبية قوية لدى الكثيرين من اللبنانيين لأنه ساهم في بناء بلاده على الأقل بنفس القدر الذي رعى فيه مصالحه الاقتصادية.

فعلى الرغم من أطلال الحرب الأهلية تشمخ في بيروت أحياء بالغة التطور تضاهي أمثالها في العواصم الأوروبية الشهيرة. واسم الحريري مرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، لكن هل يمكن لهذا أن يصنع من الابن سياسياً قادراً على حل مشاكل البلاد؟

هذه المشاكل هي كثيرة ولاتقتصر على ميدان السياسة الاقتصادية. اسم المعارضة يشير بحد ذاته الى ذلك والمقصود هنا معارضة الوجود والتدخل السوري في لبنان. صحيح سحبت دمشق قواتها من البلاد لكن من الغباء الاعتقاد بأن دمشق تخلت عن مصالحها في دولة الأرز وما اغتيال الصحفي الناقد لسوريا سمير القصير مؤخراً سوى مثال محذر على ذلك.

ومع ذلك فسيكون أمراً وخيم العاقبة إن اقتصرت القوى اللبنانية القائدة على التركيز فقط على معارضة سوريا، إذ لايمكن لأي بلاد أن تجد النجاة من الرفض فقط، أنما يتطلب هذا الأمر انطلاقة إيجابية تقوم على البناء والتعاون والتصالح.

لكن لم يظهر حتى الآن استعداد واضح للسير بهذا الاتجاه ولبنان الجديد يشبه الى حد كبير ذلك النظام القديم الذي شكل بحد ذاته الأساس لكثير من الأوضاع السيئة. فما تزال العشائر القديمة قائمة ومعها مصالح النفوذ الدينية والعرقية.

أسماء الشخصيات المتحركة فوق المسرح السياسي لم تتغير والذي يتغير أحياناً هو ظهور جيل جديد. وكل جانب يأمل في التمكن من استغلال نظام نسب بال لمصلحته، نظام يعتقد المتفائلون أنه يفسح المجال لتعايش سلمي بين شتى الفئات إلا أنه هو الذي ساهم في ترسيخ الصعوبات الناجمة عن العلاقات بين الأديان.

قيام لبنان جديد يتطلب التحرر من تفكير النسب والعزوف عن تسمية نفسه مناهضاً لسوريا ومناهضاً لإسرائيل أو غير ذلك وأن يكون بالدرجة الأولى من أجل لبنان.

تحقيق ذلك بحاجة الى ساسة جدد، ساسة لايظهرون كممثلين لأسرهم إنما تيكنوقراطيين همهم الأكبر مصلحة البلاد. لكن لبنان مايزال بعيداً تمام البعد عن كونه قادراً على أن يصبح ديمقراطية عصرية

بقلم بيتر فيليب
ترجمة منى صالح
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2005

بيتر فيليب صحفي يعمل في الدويتشه فيلله متخصص في شؤون الشرق الأوسط.

قنطرة

إلغاء الطائفية هو أكبر تحدي يواجهه المجتمع المدني في لبنان
بعد اغتيال رئيس الوزارء السابق رفيق الحريري تظاهر الآلاف مطالبين بانسحاب السوريين واستقالة الحكومة. هل هذه الحركة الجماهيرية بداية انطلاق مجتمع مدني حقيقي في لبنان؟ حوار مع عمر طرابلسي مدير منظمة "مجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي".

الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات
تسعى الحكومة اللبنانية لأن تظهر أن الانتخابات البرلمانية الجارية حاليا ديموقراطية. لذلك سُمح لمراقبين انتخابيين عالميين بالمشاركة، بالإضافة إلى مراقبين ينتمون إلى جمعيات أهلية لبنانية. برنهارد هيلنكامب يعرفنا بجمعية ناشطة في هذا المجال.

الحرب الأهلية اللبنانية في ذاكرة الشباب
بمناسبة الذكرى الثلاثين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية قامت أمم للتوثيق والأبحاث ببيروت بورشة عمل شبابية، اشترك فيها 25 شابا وشابة لتبادل ذكرياتهم عن الحرب الأهلية وتوثيقها. تقرير بيرنهارد هيلينكامب