شباب الثورة المصرية..... من الميدان إلى قبة البرلمان

مع اقتراب موعد الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في مصر، والحديث يزداد عن كيفية تمثيل الشباب المصري في البرلمان المقبل بعد قيادتهم لثورة 25 يناير. أحمد أبو القاسم من القاهرة استطلع آراء بعض ممثلي شباب الثورة.



ثمة إجماع بأن الشباب المصري كانوا ومازالوا المحرك الأساسي للتظاهرات والقوة الفعالة التي قادت ثورة 25 يناير. من هنا يرى هؤلاء أن وجود الشباب بصورة مؤثرة داخل دائرة صنع القرارت أمر طبيعى بعدما أظهروا نضجاً سياسياً وفكرا متطورا. ومع اقتراب موعد الانتخابات تظهر عدة عوامل تؤدي لتراجع الوعود بضرورة تواجد شبابي مكثف ليبدو الأمر وكأنه لعبة سياسية محكمة لايزال الشباب حديثي العهد بها. ويرفض الشباب الاتهامات الموجهة إليهم بعدم قدرتهم على الالتزام بمتطلبات الحياة البرلمانية كاستيعاب مشاكل المواطنين واحتياجاتهم بل يذهب بعض المحللين السياسيين إلى ضرورة الفصل بين العمل الثوري، الذي يجيده الشباب المتحمس، وبين الالتزامات السياسية التي تفي بطموحات الناخبين ويرجع بعضهم صعوبة منصب النائب على الشباب بقلة الخبرة.


ولإظهار قدراتهم في تفعيل مطالب الثورة المنادية بالديمقراطية والعدالة الإجتماعية يقوم كثير من شباب القوى السياسية بحملات توعية للناخبين بأهمية المشاركة فى الانتخابات القادمة تحت شعار "صوتك أمانة". كما ينظم بعضهم حملات رصد وتعقب لأي مرشح يعد من رموز النظام السابق، "شارك في إفساد الحياة السياسية بمصر" أو ما يعرفون بفلول النظام السابق. كما يتم التنسيق مع الجهات الأمنية لوضع خطط تحافظ على أمن وسير العملية الانتخابية عبر تكوين لجان شعبية تتصدى لأى أعمال من شأنها إفساد أو تعطيل للانتخابات.

الشباب ونقل روح الميدان إلى البرلمان

الصورة د ب ا
كيف ينقل الشباب المصريون تجربتهم في ميدان التحرير إلى العمل البرلماني؟

​​
وبكثرة الكتل والتحالفات الانتخابية بدأت تضعف فرص الشباب أكثر بعدما تملصت أغلبها من وضعهم على رؤوس القوائم الحزبية خشية ضياع فرصة الحصول على مقاعد بالبرلمان وبالتالى تشتت الرموز الشبابية وضعفت فرصهم. طارق الخولي، المتحدث الإعلامي لحركة شباب 6 أبريل وأحد المرشحين الشباب للبرلمان صرح لدويتشه فيله بأن فرص الشباب فى الواقع ليست كبيرة لتراجع أغلب الكتل الانتخابية عن وعودها بخلق دور برلماني قوي للشباب. وفى رده عن ارجاع البعض لضآلة فرصهم بسبب حداثة عهدهم بالحياة البرلمانية، أكد الخولي أن ذلك مجرد "افتراءات لإبعاد الشباب عن المشهد السياسى لمصلحة النواب السابقين خصوصاً وأن البرلمان القادم يمثل طوق النجاة لهم لإضعاف الحماس الثوري الشبابي الذي يؤثر بالسلب على مصالحهم".


أما الناشط السياسي عبد الرحمن فارس المتحدث الإعلامي لحزب التيار المصري فيصف الأمر بالحلم القابل للتنفيذ فمن "أسقط بثورة نظاما سياسيا قادر على بناء نظام أفضل". ويضيف فارس لدويتشه فيله أن حلم الشباب لا ينتهى عند تمثيل البرلمان فقط بل إن الفكرة في مستقبل مصر، والبرلمان مجرد جزء فى صياغة هذا المستقبل. ولذلك "قمنا بإنشاء كتلة الثورة مستمرة الانتخابية لكسر حالة الاستقطاب الديني الليبرالي والتي لن تخدم الطرفين".

إيمان بالثورة وفرص ضعيفة بالفوز

الصورة دويتشه فيله
روح جديدة جاءت إلى مصر مع الثورة وتنحي الرئيس مبارك

​​
وحين يُسأل عن فرصه شخصياً كمرشح شاب للبرلمان يرى عبد الرحمن فارس أنها متكافئة لدى الجميع وأن الفيصل هو الصندوق الانتخابي رغم إيمانه بصعوبة الأمر في ظل عوائق عديدة أهمها التمويل الذي يمثل مشكلة رئيسية لأغلب المرشحين الشباب. وعن رأيه بمدى جدية تصريحات المجلس العسكري حول تحمل نفقات الترشح والدعاية لكل المرشحين الشبان قال "هذه مجرد تصريحات إعلامية لم تنفذ ولو حتى معي شخصياً". ويوافقه الرأي خالد تليمة، عضو ائتلاف شباب الثورة وأحد المرشحين الشباب للانتخابات القادمة. ويضيف تليمة بأن الأمر يحكمه الدعم المادى وشهرة المرشحين وهما يشكلان عوامل ضعف لفرص تواجد الشباب ولكنه يرى بأن المشاركة ضرورة حتمية حتى لا تصبح المنافسة قاصرة على نفس الاحزاب والتيارات التقليدية .


ولا يميل خالد تليمة، المحرر الصحفي، لاتهام الأحزاب بالتخاذل؛ فهو يؤمن بأن الصراع الانتخابي تحكمه مصالح محددة قد تضعف فرص الأحزاب فى الظفر بأكبر عدد من مقاعد البرلمان لو اعتمدت فقط على الشباب. ويوافق أيضاً بأن الحكم سيكون للشارع المصري الذي سبق النخب السياسية أثناء الثورة وبمقدوره قلب موازين الأمور طالما لم يقتنع بجدية الأحزاب فى التغيير وخلق حياة كريمة. تليمة متفائل رغم توقعه بنجاح عدد محدود جداً من الشباب لن يتجاوزالعشرة مرشحين ثم يبتسم وهو يقول متحدياً "الثورة المصرية ماضية إلى إنجاز حتمي شاء من شاء وأبى من أبى وبالرغم من كل ما تتعرض له من محاولات استغلال وتشويه".


أحمد أبو القاسم ـ القاهرة
مراجعة: أحمد حسو

دويتشه فيله 2011