الشاورما هي الوجبة السريعة رقم واحد في ألمانيا

إذا تناولت صندويشة شاورما في فرانكفورت أو في باريس، فمن الأرجح أن هذا الكباب يصنع من قبل شركة كارمز Karmez التركية الأصل، الأكثر نجاحا في هذا المجال.

على موائد طويلة في صالات مبردة، يقوم العاملون الذين يرتدون المعاطف البيضاء وأغطية الفم والرأس، برص شرائح اللحم في أسياخ كبيرة. ويقول إنفيل توتوجونباشي، مدير المبيعات في شركة كارمز موضحاً إن الشاورما الجيد لا تزيد نسبة الدهون فيه عن 20%. ويصل الإنتاج اليومي من أسياخ كباب الشاورما إلى 20 طن وتنقل بعد ذلك إلى تجار الجملة أو البوفيهات داخل وخارج ألمانيا.

كانت البداية عام 1983: بعد أن اضطرت عائلة توتوجونباشي، التي هاجرت من تركيا في السبعينات من القرن الماضي، إلى التخلي عن متجر السلع الغذائية الخاص بها بسبب قلة الإقبال عليه، بدأت في توريد اللحم إلى المحال الصغيرة والسوبر ماركت والمطاعم، إلى أن دل أحد أصحاب المطاعم الصغيرة الأخوة توتوجونباشي إلى فكرة سديدة: إذ طلب منهم توريد سيخ اللحم جاهزاً بدلاً من مجرد توريد اللحم له ثم قيامه برص شرائح اللحم بنفسه لتجهيز سيخ الكباب. وهكذا تحققت بداية الإنتاج على مستوى واسع.

مصنع الشاورما

يثبت مركز الدراسات التركية في مدينة إيسن في إحدى الدراسات أن "ما بدأ في السبعينات وغزا الجمهورية انطلاقاً من برلين يعادل معجزة اقتصادية تركية صغيرة"، وأن إنتاج كباب الشاورما قد تحول في ألمانيا فقط إلى صناعة: يوجد حوالي 400 مصنع وحوالي 12.000 بوفيه على مستوى ألمانيا، يصل عدد العاملين فيها إلى 42.000 شخص. وزادت شعبية الشاورما ليحتل المرتبة الأولى بين الوجبات الغذائية السريعة. ويكاد يصل إجمالي حجم المبيعات منه إلى 2 مليار يورو سنوياً. وما تزال شهية الإقبال عليه تتزايد من عام لآخر. وتتوقع شركة كارمز أيضاً نمواً اقتصادياً.

عمالة متعددة الجنسيات

قامت شركة كارمز بتوسيع مساحة الإنتاج والتخزين بمقرها في فرانكفورت بنسبة 70% لتصل إلى 8000 متر مربع. وهي مساحة تكفي لإنتاج ما بين 35 إلى 40 طن في دورة العمل الواحدة. ويعمل لدى الشركة حالياً 140 عامل وعاملة من بلدان مختلفة، وهذا ما يخصه بالذكر المدير المالي للشركة أوندر توتوجونباشي. ثلاث أرباع العاملين من تركيا، بينما تتشكل البقية من ألمانيا ودول الاتحاد الأوربي الأخرى، وأفريقيا، ويعمل معظمهم لدى شركة كارمز منذ سنوات طويلة. ويتطلب الأمر وقتاً ما حتى يصبح العمال غير المهرة عمالاً متخصصين. ولا تزال نسبة 70% من تصنيع الشاورما إلى الآن عملاً يدوياً صرفاً.

الشاورما يسبق الهامبورغر

يلخص أوندر توتوجونباشي سر نجاح شركة كارمز في كلمات ثلاث: الجودة والتنوع والابتكار. وتتم مكافأة جودة إنتاج الشركة من قبل جمعية الاقتصاد الزراعي الألمانية (DLG) وجمعية التسويق المركزي التابعة لهيئة الاقتصاد الزراعي الألماني (CMA) منذ خمس سنوات بشكل منتظم.

وتبذل جهود في التجديدات كذلك: إذ تود الشركة أن تقدم في المعرض الغذائي أنوغا Anuga الذي يقام في أكتوبر/تشرين الأول 2003 كباب الشاورما كمنتج جاهز. يقول إنفيل توتوسونباسي موضحاً: "سيقدم لحم كباب سابق الشواء، بحيث لا يتطلب الأمر من المستهلك سوى تسخينه فقط"

وتسعى الشركة عن طريق المقاصف ومتعهدي تقديم الطعام والمطاعم إلى اكتساب عملاء جدد. ويكاد تناول الشاورما يقتصر حتى الآن على الشباب في المقام الأول. ويجب مستقبلاً أن تُقدم الفئات الأكبر عمراً وتلك التي تتمتع بقوة شرائية أكبر على التلذذ بهذه الوجبة، بل وتتعدى خطط الأخوة السبعة هذا: التخطيط لإقامة سلسلة من المطاعم على مستوى أوربا بنظام حق الامتياز من أجل الصمود أما ماكدونالدز أو بورغر كينغ أو بيتزاهت.

دويتشه فيلله، يوليو/تموز 2003arn

ترجمة: حسن الشريف
___________
ملاحظة المترجم:
* كباب الدونر: أصلاً كباب من لحم الضأن، مضاف إليه كثير من التوابل، ويطهى حسب طريقة تركية على سيخ عمودي دوار.