في الطريق الى السلطة

بدأَت الأَحزاب الإسلاموية في المغرب تشعر بعد فوز "حماس" بمن يشدّ أَزرها. فقد أَصبح حزب العدالة والتنمية متأَكّدًا من انتصاره في الدورة الانتخابية القادمة؛ لا سيما وأَنَّه قد جعل محاربة الفساد شعارًا له. التفاصيل بقلم كلاوديا ساوتر

الدار البيضاء، الصورة: منى نجار

​​بدأَت الأَحزاب الإسلاموية في المغرب تشعر بعد فوز "حماس" بمن يشدّ أَزرها. فقد أَصبح حزب العدالة والتنمية، الحزب الأَقوى بين أَحزاب المعارضة الممثَّلة في البرلمان المغربي، متأَكّدًا من انتصاره في الدورة الانتخابية القادمة؛ لا سيما وأَنَّه قد جعل محاربة الفساد شعارًا له. التفاصيل بقلم كلاوديا ساوتر

يبدأ كل حديث مع كوادر الأَحزاب الإسلاموية في المغرب على هذا النحو:
"أَنا أؤيد حماس".

... على حدّ وصف النائب المغربي عبد الإله بن كيران لموقفه؛ كما أَنَّ هذا التأييد هو شهادة، يتمتَّع من يشاهر بها بالانتقال إلى الطرف المنتصر. وتأييد حماس يُعبِّر عن عقيدة، مفادها أَنَّ القضاء على دولة إسرائيل لا يعني إرهابًا، بل فكرة سياسية.

يقول النائب عبد الإله بن كيران: "تأييد "حماس" يعني مرَّة أخرى كشف نفاق الغرب". ويتابع مستهزئًا: "لقد فهمنا أَنَّ الغرب لا يريد إلاّ الديموقراطية التي تناسبه". وحزبه الذي يقول بالعدالة والديموقراطية هو الحزب الثالث الأَقوى من حيث التمثيل النيابي في البرلمان المغربي، وهو يستعد حاليًا بنشاط من أَجل الانتخابات التي ستجري في العام القادم.

تمهيد الطريق أمام التطرف

وفي حين يعني التعلُّم من "حماس" النصر المبين بالانتخابات، يؤكِّد النائب بن كيران على القواسم المشتركة ما بين حزبه و"حماس": "ضد الفساد وضد الظلم الاجتماعي - نحن نفكِّر مثل حماس".

هكذا مهَّدت الأَوضاع السائدة في فلسطين وفي المغرب أَيضًا الطريق أَمام التطرّف السياسي. إنَّ تولي "حماس" السلطة يعني بالنسبة للإسلامويين دفعة تشدّ أَزرهم، لم يحدث لها مثيل منذ تولي آيات الله السلطة في إيران.

وبهذا تترسَّخ عقيدة، مفادها أَنَّ الاعتداءات والعمليات المسلَّحة لا تعني إرهابًا، والسبب على حدّ قول بن كيران: "لا يمكن أَنْ يكون الشعب شعبًا إرهابيًا، هذا مستحيل استحالة تامَّة. لكنَّها مقاومة. الأوروبيون يرون الأمور رؤية خاطئة، لأَنَّ إسرائيل توجِّههم حسب أَهوائها".

صمت النخب المغربية

أَما المقاومة فقد أَصبحت في المغرب أَيضًا مفتاحًا للنضال السياسي. الغرب يقود حربًا على الإسلام - هذا هو الخطاب الرزين لدى عامَّة الناس هناك. إذ تمّ منذ فترة قصيرة نشر استفتاء، يُبيِّن أَنَّ ما نسبتهم 44 بالمائة من الشبان لا يعتبرون القاعدة أيضا منظمة إرهابية. وهم يرون أن كلّ من في "حماس" والقاعدة مجاهدون قياديون يحتذى بهم، يعيشون طبقًا للقيم والتعاليم الإسلامية.

ولكن كيف يكون التعامل الأَصح مع هذه الأَوضاع؟ سؤال لا نعثر له على جواب حتى لدى النخب المغربية ذات التوجّة الغربي. فمنذ انتصار "حماس" تلوذ هذه النخب بصمت ملفت للنظر. ولكنَّ السابلة في الشوارع متأكّدون على أَيّة حال من اقتراب بدء موجة عنف جديدة:

"من الممكن جدًا أَنَّنا سوف نشهد انتفاضة جديدة" على حدّ قول أَحد السابلة.

أَمّا في المقرّ الرئيس لحزب العدالة والتنمية الإسلاموي المغربي فالاستعدادات جارية إلى حين من أَجل مناوشات محلية. حيث يقوم الحزب بالدعاية من أَجل مقاومة الاصلاح الذي أُدخل على المدونة، لا سيما تلك الحقوق التي تخص النساء، والذي بدأ سريان مفعوله منذ العام الماضي. وإذا ما فاز هذا الحزب في الانتخابات القادمة بالأَغلبية، فعندئذ سوف تعاد عجلة التاريخ في المغرب إلى الوراء.

بقلم كلاوديا زاوتر
ترجمة رائد الباش
حقوق طبع النسخة العربية قنطرة 2006

قنطرة

ماذا بعد فوز "حماس" ؟
لم يكن يخطر على بال أحد حتى آخر لحظة أن تفوز حماس في الإنتخابات بمثل هذه الطريقة الكاسحة. كان من الواضح أن حماس ستكون منافسا قويا لفتح، ولكن أن تحصل حماس على الأغلبية المطلقة فهو تطور يصعب التعرف على عواقبه السياسية

سنوات الرصاص في المغرب
أنهت هيئة الإنصاف والمصالحة في المغرب عملها عن انتهاكات حقوق الإنسان بين عامي 1956 و1999. وألقى الملك محمد السادس خطابا أمر فيه بتنفيذ توصيات الهيئة لكنه تجنب تقديم اعتذار علني للضحايا. حوار مع صلاح الوديع وعبد الحميد أمين وسعيد السُّلام