الإخوة خوري.....إخوة الفن بعيدا عن السياسة

يشكل الإخوة الثلاثة: إيليا ، وباسل وأسامة خوري ثلاثيا باسم عائلتهم. بواسطة العود والكمان والقانون يتابعون مشروعهم في البحث عن التمايز والتواصل النغمي بين الموسيقى الكلاسيكية الغربية والشرقية. سليمان توفيق التقى الأخوة الثلاثة في باريس وكان له معهم هذا الحوار:

الكاتبة ، الكاتب: Suleman Taufiq



أنتم بالأصل فلسطينيون ترعرعتم في الأردن. هل لأصولكم هذا دور في أدائكم الموسيقي؟

اليا خوري: نحن فلسطينيون، لكن لحد الآن لم نر بلدنا. بين عمان حيث ترعرهنا وحيث عائلتنا تعيش والقدس 80 كلم فقط. بالنسبة لي أسهل أن أطير إلى استراليا البعيدة من أن أزور القدس. تكمن مسؤليتنا الحضارية والاجتماعية في البرهان على أننا كفلسطينيين موجودين. نحن أيضا مواطنون من العالم. ليس المهم أين نحن موجودون الآن. المهم أن نعطي شيئا ما ونبقى مبدعين. فننا ليس مسيسا، لكن مجرد أننا فلسطينيون، نقدم فن موسيقي للناس هذا شيء جيد، والجمهور يحترم ويقدر عملنا. هذه هي رسالتنا.

منذ متى تعزفون سوية كثلاثي؟

اليا خوري: تأسس الثلاثي خوري في البيت دون أن نعرف كيف. هكذا كان. نحن ثلاثة إخوة كبرنا مع الموسيقى. بدأنا تعلم الموسيقى بالتتابع، بدأت أنا ثم باسل ومن بعد أسامة. كان لدينا من الصغر اهتمام بالموسيقى. لقد نشأنا في بيت ليبرالي، وهذا الجو أثر علينا كثيرا

غلاف الألبوم
"نحن الثلاثة مازلنا نبحث باستمرار عن الجديد ولدينا دائما رغبة بالتجديد"

​​هذا يعني أن الوالدين لم يمانعا أن يصبح أولادهم الثلاثة موسيقيين محترفين؟

أسامة خوري :كان الولدان يشجعان ويدعمان توجهنا الموسيقي، كان لديهما اهتمام ثقافي. فهما يرعيان ويتابعان عملنا. ربما فكرا كالتالي: ثلاثة شبان في البيت، يجب أن نشغلهم حتى لا يقومون بأعمال طائشة.

هل تعلمتم الموسيقى عند مدرسين خصوصيين، أم في المعاهد؟

باسل خوري: ثلاثتنا درس الموسيقى في المعهد الموسيقي في عمان. كان عمري خمس سنوات عندما بدأت تعلم الكمان والإيقاع بنفس الوقت. لكن من بعد حسمت الأمر لصالح آلة الكمان.

شاركت في فرنسا والولايات المتحدة ب "ماستر كلاس" وعزفت عام 2004 مع دانيال بارنبويم في أوركسترا "ديوان الشرق والغرب". تعلمت منه الكثير. وشاركت معه ايضا في ماستر كلاس و في ورشة عمل موسيقية.

اليا خوري: بدأت تعلم العود في المعهد الوطني للموسيقى في عمان عند عازف العود الكبير منير بشير. درست أيضا آلة التشلو، لأن منير بشير كان ينصحنا دائما بتعلم آلة غربية اضافية من أجل الإنفتاح على الموسيقى الغربية والاستفادة من تقنياتها. من بعد حصلت على منحة في اسطنبول. ودرست هناك عند أساتذة أتراك وأنجزت دراسة حول المدارس التركية والعربية في عزف العود. نحن مُتأثرين في عزفنا بالمدارس الموسيقية الكلاسيكية العراقية والتركية والمصرية والسورية، لكن لدينا أسلوبنا الخاص. نحن الثلاثة مازلنا نبحث باستمرار عن الجديد ولدينا دائما رغبة بالتجديد.

من بعد انتقلتم الأخوة الثلاثة الى باريس، لماذا فرنسا؟

أسامة خوري: اتينا الى فرنسا للتعلم أكثر وإغناء معرفتنا الموسيقية. باريس أهم عاصمة أروبية بالنسبة للموسيقى الشرقية. لدينا هنا إمكانيات متعددة للقاء مويسقيين من كل العالم. هذا غير متوفر في الأردن.

بدأتم بالاحتراف عام 2002 عندما صدرت اسطوانتكم الأولى التي تحتوي على مجموعة من الألحان الشرقية الكلاسيكية، اليس كذلك؟

باسل خوري :بدأنا بمقطوعات كلاسيكية شرقية من أجل إثبات وجودنا في الساحة الثقافية في الأردن. كان لدينا طموحات لتحقيق أفكار متطورة في الموسيقى وكذلك التواصل مع أشكال موسيقية مختلفة. لآتنسى أننا الثلاثة تعلمنا الموسيقى أكاديميا. لقد تأسسنا على الموسيقى الشرقية والأوروبية، وهذا مايساعدنا للعزف مع موسيقيين من ثقافات مختلفة.

ماهي طبيعة العمل بين الأخوة. أنتم تعيشون مع بعض في بيت مشترك؟

الصورة بي أر
"موسيقى الثلاثي خوري، مزيج من موسيقة الشرق الوسط وعناصر عديدة من الفلامنكو والجاز ومصادرأخرى"

​​أسامة خوري: في عملنا المشترك يوجد دائما انفعال وشجار ثقافي وبعض الأحيان مشاجرات شخصية. العمل مع الإخوة جيد، لكن أحيانا متعب. لكن في النهاية ينتج عنه عمل جميل. سيف الأخوة من خشب، نتبارز بسيوف من خشب، التي توجع لكن لاتقتل. هناك نفس مشترك. كل واحد يقوم بنفس الأعمال، لايوجد تقسيم في المهمات. ،حن وصلنا الى مرحلة لانتكلم مع بعض أثناء الحفل. نتفاهم مع بعض عن طريق النظرة. كل واحد يعرف الآخر جيدا ويعرف ماذا يريد.

تقولون كل واحد منكم يقوم بنفس الأعمال، كيف تتم عملية التلحين المشترك؟


إليا خوري: أحيانا يأتي احدنا بفكرة موسيقية فنبدأ بالتمارين ومن بعد نطورها سوية لتصبح قطعة موسيقية مشتركة. لكل عمل موسيقي قصة خاصة به. نحن نعمل بشكل جماعي، وأحيانا أثناء التدريب تأتينا فكرة جديدة ونطورها.

كيف يمكن تحديد نوع الموسقى التي تعزفونها؟

أسامة خوري: موسيقتنا لايمكن تحديدها. هي موسيقة الثلاثي خوري، مزيج من موسيقة الشرق الوسط وعناصر عديدة من الفلامنكو والجاز ومصادر اخرى. وبنفس الوقت لها طابع شرقي لكوننا ننحدر من هذه المنطقة. وبأننا تعلمنا العزف على آلات شرقية وغربية، فرؤوسنا مشبعة بالألحان الغربية والشرقية. كلا الموسيقيتان يتلاقيان داخلنا وينتج عن ذلك موسيقى حديدة خاصة بنا.

أحيانا تعزفون مع موسيقيين مختلفين غير شرقين. هل يستطيع الموسيقي الأوروبي أن يتأقلم مع أجواء الموسيقى الشرقية؟

أسامة خوري: نعم، لكن على هؤلاء الموسيقيين أن يكون لديهم انفتاح على الثقافات الموسيقية الأخرى. معنا في الفرقة الآن عازف الكونترباس الفرنسي جيوم روبير المتشبع بموسيقى الجاز، لكنه يعزف مع فرق موسيقية غجرية من أوروبا الشرقية. أذنه منفتحة على موسيقة الثقافات الأخرى. لذلك العمل معه أكثر سهولة. هناك عوامل مشتركة ما بين الموسيقى الشرق أوسطية والجاز. كلاهما يعطي المجال للتعبير الفردي والارتجال، أكان ذلك في العزف المشترك أم في السولو .

الموسيقى العربية لاتعتمد على النوطة مثل الأوروبية. فهي هيتروفون. هل يحتاج العازف الأوروبي النوطة عند العزف معكم؟

اليا خوري: في عملنا المشترك مع موسيقيين آخرين نبحث عن عازفين لديهم خلفية موسيقية أخرى. ليس المهم التقيد بالنوطة، وإنما إيجاد أرضية مشتركة بيننا. على خشبة المسرح توجد علاقة حب متبادلة بيننا وبين الجمهور. فالطاقة المنبعثة من الجمهور لها تأثيرعلى آدائنا. فالقطعة التي نعزفها تتغير على حسب الشعور الذي يسيطر علينا لحظة العزف. هذا جزء من تقاليد الموسيقى العربية التي طورناها بأسلوب يوائم العصر.

 

أجرى الحوار: سليمان توفيق

مراجعة: هشام العدم

حقوق النشر: قنطرة 2012