رغبة في الاندماج رغم صعوبات الواقع

يسكن في بيوت الطلبة التابعة للجامعات الألمانية طلاب من شتى الجنسيات، وكثيراً ما يواجه هؤلاء صعوبة في الاختلاط بالمجتمع الألماني في البداية. مجموعة من المشرفين تساعدهم للتغلب على تلك المشاكل وتسهيل اندماجهم في المجتمع. ماركو بولترونيرى يطلعنا على بعض هذه المحاولات.

الصورة د.ب.ا
يوجد لدى الطلاب المغتربين بألمانيا فى بداية دراستهم الجامعية العديد من الاستفسارات.

​​ يدرس في الجامعات الألمانية الكثير من الطلاب الأجانب من دول آسيوية وأفريقية أو أوروبية. و كثيرا ما يواجهون مشاكل في البداية بسبب عدم معرفتهم للثقافة واللغة والنظام الألماني. ولحل تلك المشاكل توجد مجموعة من المشرفين العاملين بإتحاد الطلاب الألماني تساعد الطلاب المغتربين فيما يخص أي مشكلة يواجهونها، فهم يستمعون إلى المشاكل ويحاولون إيجاد حلول لها وفي بعض الأحيان تصل المساعدة إلى اصطحابهم لمكاتب الهيئات الحكومية لاستخراج الأوراق الرسمية.

"مدينة اوبريا" طالبة رومانية في جامعة مونستر بألمانيا، وقد رأت الإعلان عن هؤلاء المشرفين ومواعيد زيارتهم بالحرم الجامعي، وبعد التردد عليهم عدة مرات ومقابلة المشرفين، قالت: "لقد ذهبت إلى هناك واستعرت مكنسة كهربائية بخمسين سنتا وقد أفادوني بالكثير من المعلومات والآن أصبح أغلبية المشرفين أصدقائي".

وقد تأقلمت "مدينة اوبريا " الآن مع الواقع الألماني بعدما واجهت العديد من الصعوبات في الأشهر الأولى بألمانيا، ولكن مع مساعدة مشرف بيت الطلبة أضحت الأمور أكثر سهولة، فقد منحها المشرف الوقت الكافي للإجابة عن جميع استفساراتها بهدوء و صدر رحب.

دافع إيجابي للمساعدة

الصورة د.ب.ا
تواجه الطلبة الأجانب في ألمانيا صعوبات جمة منها اللغة وكذلك العبء المادي

​​ وكما كان لدى "مدينة" الكثير من الأسئلة، كان أيضا لدى زميلتها دولورس نيينجام من الكاميرون، والتي جاءت قبل ثلاث سنوات إلى ألمانيا لدراسة إدارة الأعمال وأرادت أن تعبر بمساعدتها للطلاب الجدد كمشرفة عن تجربتها الإيجابية مع المشرفين. حيث قالت دولورس: "عندما وصلت إلى ألمانيا واجهت الكثير من الصعوبات مع الحياة والدراسة وعندما علمت أن بإمكاني مساعدة الطلاب الأجانب الجدد وافقت على المساهمة في المشروع لمساعدتهم كما تمت مساعدتي" .

ويعد هذا الدافع للعمل في هذه الخدمة دافعاً نموذجياً كما تقول باربرا تيبي المستشارة الاجتماعية لاتحاد الطلاب والمسئولة عن المشرفين : "اشتراك العديد من المشرفين بهذه الخدمة سببه أنهم وجدوا المساعدة من قبل وكانت لهم تجارب إيجابية مع المشرفين."

حل للانسجام الاجتماعي

ويوجد الآن تسعة مشرفين في جامعة مونستر، وقد كان الدافع الأساسي الذي أدى لبداية هذا المشروع في عام 2003 أن اتحاد الطلاب أراد أن يسهل على الطلاب الأجانب الجدد التعرف على الأشخاص والاندماج في المجتمع، وهو أمر صعب على كل مغترب في البداية.

الصورة دويتشه فيله

​​ وتقول باربرا إن الغرف السكنية للطلاب مجهزة بمطبخ وحمام صغير مما يقلل من فرص تعارف الطلاب الجدد على بعضهم البعض، مقارنة بالغرف القديمة حيث كانت المطابخ والحمامات خارج الغرف ومشتركة للجميع. وأشارت باربرا إلى وجود بعض المشاكل بين مجموعة طلابية وأخرى فأراد هذا المشروع أن يعالج تلك المشاكل.

ويوقع العاملون كمشرفين على عقد عمل خاص مع اتحاد الطلاب ويتقاضون ثمانية يورو بالساعة، وهم يعملون سبع عشرة ساعة شهريا فيعمل الكثير منهم مرة أو مرتين اسبوعيا. ويجيب المشرفون عن أسئلة تخص العمل الطلابي ويعملون أيضا على تنظيم حفلات صيفية وحفلات صغيرة للشواء لتسهيل تعارف الطلاب على بعضهم البعض.

ويقول" ألكسنر تان" أحد العاملين بالمشروع إن أغلب أسئلة الطلبة تتعلق بكيفية العثور على وظيفة : "كان هناك طالب لم يتم قبوله في وظيفة تدريبية، فألقينا نظرة على أوراقه وسيرته الذاتية وقمنا بتحسين بعض التفاصيل ،ساعدته في إيجاد وظيفة جيدة".

ماركو بولترونيرى
ترجمة: منى حفني
مراجعة: عبد الرحمن عثمان
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010

قنطرة

:الطلبة الأجانب والدراسة في ألمانيا
"الدراسة بسرعة والعودة إلى أرض الوطن"
ستقبل الجامعات والمعاهد العليا الألمانية في كلِّ عام نحو أربعة وتسعين ألف طالب أجنبي من الدول النامية وكذلك من الدول العربية والإسلامية. وعلى الرغم من حاجة ألمانيا لذوي الكفاءات العليا إلاَّ أنَّ الكثير من هؤلاء الطلبة يغادرون ألمانيا بعد إكمال دراستهم خائبي الأمل بسبب قسوة الظروف المعيشية في هذا البلد. نعيمة الموسوي تستعرض جوانب هذه الإشكالية.

جامعات والحوار الأورو-إسلامي:
الحاجة إلى خطة طويلة المدى
مجموعة من الطلاب الأردنيين في قصر سون سوسي في بوتسدام بالقرب من برلين الجامعة الألمانية الأردنية أو الجامعة الألمانية في القاهرة مثالان للتعاون الألماني – العربي في مجال التعليم العالي. منى نجار تحدثنا عن بعض أشكال هذا التعاون

امعة الوادي الألمانية السورية:
بداية عصر جديد للتعليم الجامعي السوري؟
لصورة: جامعة الوادي الألمانية-السورية تسمح قوانين التعليم الجامعي التي أقُرت مؤخراً في سوريا بإنشاء جامعات خاصة، ومهدت الطريق أمام فكرة إنشاء صرح علمي جديد بشراكة ألمانية يحمل إسم جامعة الوادي السورية- الألمانية.